الماهرة| عزيزة تصنع مستلزمات المنازل الحديثة من الخوص والحلف البرى: أبيعها للمصريين والسياح الأجانب

الماهرة| عزيزة تصنع مستلزمات المنازل الحديثة من الخوص والحلف البرى: أبيعها للمصريين والسياح الأجانب
الماهرة| عزيزة
      تصنع
      مستلزمات
      المنازل
      الحديثة
      من
      الخوص
      والحلف
      البرى:
      أبيعها
      للمصريين
      والسياح
      الأجانب

فى ساحة منزلها البسيط المشيد من الطوب اللبن، والمغطى بسقف من جذوع النخيل والجريد، تجلس الحاجة عزيزة كليب، البالغة من العمر ٨٥ عامًا، لتصنع الأوانى والأدوات العصرية المستخدمة فى المنازل الحديثة. 

وتعرض الحاجة عزيزة منتجاتها المصنوعة يدويًا من الخوص وعراجين النخيل فى الساحة المكشوفة لمنزلها بقرية القصر الإسلامية فى مركز الداخلة، منتظرة الزوار والسياح والأجانب الذين يقتنون هذه الأدوات الفريدة التى تعكس التراث والحرفية المصرية الأصيلة.

فى ساحة منزلها المتواضع، تبدأ الحاجة عزيزة يومها مع بزوغ الشمس، حيث تنتظر أشعتها لتغمر منزلها وتدفئه، وفى تلك الأجواء تبدع فى صناعة الأدوات والمقتنيات الحديثة التى تحمل لمسة فنية راقية يعجز عنها الكثيرون من هذا الجيل.

وبين يديها تتحول أعواد الخوص وعراجين البلح، التى تجمعها بعناية بعد موسم الحصاد، إلى تحف يدوية فريدة مثل الشنط، والبدارات، والقواديس، والشماسى، والكراسى، والصوانى المخصصة لتقديم المأكولات والمشروبات. 

«قضت والدتى نحو ٥٠ عامًا من حياتها فى صناعة الأدوات والمقتنيات اليدوية، وتكرس نفسها لهذا العمل من الساعة الثامنة صباحًا حتى السابعة مساءً يوميًا»، هكذا يقول ابنها الأكبر، محمد كليب، مضيفًا أن والدته لا تنقطع عن عملها إلا لأداء الصلاة وتناول الطعام، لافتًا إلى أن هذه المهنة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتها، خاصة بعد زواج أبنائها الثلاثة ووفاة والدهم.

وأضاف أنه يعمل أيضًا مع والدته فى هذه المهنة بعد انتهاء ورديته فى وظيفته الحكومية، معتبرًا إياها مصدر رزق إضافيًا له ولأسرته، كما يعتمد فى عمله على استخدام «الحلف البرى»، وهو نبات يشبه البوص، لصناعة مجموعة متنوعة من المقتنيات التى تجذب الزائرين، مثل حقائب البحر، والأباجورات، والمزهريات، وأسرّة الأطفال، وغيرها من الأدوات العصرية التى ما زالت تُستخدم حتى اليوم.

وكشفت عن أن هذه المشغولات المصنوعة من الخوص تحظى بإقبال من زوار يُقدرون هذه الحرفة اليدوية البسيطة، التى يُطلق عليها البعض اسم «حرفة الغلابة» نظرًا لبساطة المواد المستخدمة فيها، لكنها فى الوقت نفسه تتطلب مهارة وإتقانًا فى التنفيذ. 

وأكمل: «تحتاج إلى أيدٍ ماهرة وناعمة فى نفس الوقت، حيث تستخدم الإبر والخيوط الصغيرة فى عمليات التنفيذ والتشطيب والتزيين، بينما تستخدم الإبرة الكبيرة المعروفة بالمسلة فى تجميع الضفائر المصنوعة يدويًا من زعف النخيل».

وبيّن أن والدته توارثت هذه الحرفة عن والدتها وجدتها، قائلًا: «هى مهنة عائلية تُقاوم الاندثار، ونحن فى منزلنا الصغير نحرص على تعليمها لأولادنا وبناتنا لتتوارثها الأجيال، حتى تبقى هذه الحرفة التى علمتنا الصبر والفن والاجتهاد موجودة».

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق معرض الكتاب 2025.. "القضايا السياسية في المسرح السكندري المعاصر"
التالى "شردى" يحلل رسائل الرئيس السيسى خلال زيارته لكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية