صاحبة الإرادة| كابتن سما.. من رهبة المياه إلى إنقاذ الأرواح

من الخوف من نزول حمام السباحة إلى الحصول على دورة إنقاذ من الاتحاد المصر للغوص والسباحة.. هكذا كانت رحلة سما العربى أو «الكابتن سما»، التى اشتهرت باعتبارها أصغر منقذة محترفة بمحافظة المنيا والصعيد.

تقول سما العربى محمود، ١٩ سنة، والطالبة بالفرقة الثانية بكلية التربية الرياضية بجامعة المنيا، إنها عقب نجاحها بالثانوية العامة والتحاقها بكلية التربية الرياضية كانت تشعر بالخوف الشديد من السباحة، لأنها لا تجيدها ولم يسبق لها نزول أى حمام سباحة طوال حياتها، لكنها قررت أن تتخلص من مخاوفها بتشجيع من أساتذتها بالكلية. وأوضحت أن أول تمرين لها بحمام السباحة كان أثناء دراستها، وتقول: «كنت وقتها أردد لنفسى: لن يحدث لك أى شىء، وأكرر هذا بقوة، والغريب أنى انتهيت من تعلم السباحة خلال فترة تقل عن شهرين، ثم قررت الحصول على دورة إنقاذ». وأضافت: «نجحت بالفعل فى الحصول على شهادة ورخصة من الاتحاد المصرى للغوص والإنقاذ خلال شهر أغسطس من عام ٢٠٢٤، وأتبعتها بدورة إعداد معلم فى شهر نوفمبر من نفس العام، لأصبح أصغر منقذة محترفة فى المنيا والصعيد»، مشيرة إلى أنها تعمل حاليًا، مع استكمال دراستها، كمنقذة بحمامات السباحة بناديى الشرطة والمنيا الرياضى.

وتابعت: «عندما أعلم البنات والسيدات أتذكر لحظات رعبى عند نزول الماء، وأضحك على نفسى، وأؤكد لهن أن الخوف أمر طبيعى، وأنى مررت مثلهن بهذه اللحظات».

وواصلت: «إن من بين الأشياء الطريفة التى مررت بها هى أننى أصبحت الأولى والوحيدة فى عائلتى التى تجيد السباحة، وذلك رغم أن شقيقتى الكبرى خريجة نفس الكلية»، مشيرة إلى أن والديها كانا يشجعانها على تعلم السباحة وعدم الخوف من الماء، ويؤكدان لها أنها لن تصاب بأى ضرر، وأن تعلم السباحة سيعود عليها بالنفع فى حياتها العملية، وهو ما حدث بالفعل. واختتمت حديثها بالقول: «أنصح كل فتاة بأن تتحلى بالإصرار والعزيمة لتحقيق أحلامها، وألا تجعل الخوف والرعب حائلًا بينها وبين تحقيق ما تتطلع إليه».