بدأت الطرق الصوفية بصعيد مصر احتفالاتها بمولد القطب الصوفى المغربى المعروف بسيدى أبوعمرة الجرجاوى وذلك بمدينة جرجًا جنوب محافظة سوهاج، حيث يشارك فى هذا المولد الآلآف من أبناء محافظات الصعيد ويعد هذا المولد من أكبر الموالد التى تنظم وتقام كل عام بحضور ومشاركة كبار علماء التصوف ودعاة الأزهر والاوقاف.
وقال أحمد ابوقردان، عضو الطرق الصوفية بجرجا، إن مولد القطب الصوفى الشيخ أبوعمرة الجرجاوى من الموالد الكبرى فى محافظة سوهاج والذي يقام سنويا بداية من أول شهر رجب وتكون الليلة الختامية فيه يوم 15 رجب بمشاركة الآف المريدين والمحبين المريدين والمحبين من كل مكان
من هو أبوعمرة الجرجاوى الذى تحتفل الصوفية بمولده؟
وأوضح أبوقردان أن هناك ألقاب كثيرة أطلقت على ولى الله الصالح " أبو عمرة الجرجاوى" ومنها أبو عمرة ودهيس والسيد والريس، وتذكر الكتب والمصادر أن الشيخ أبو عمرة هو أحد الآولياء المغاربة الذين رحلوا إلي صعيد مصر مع عائلته وأهله وذويه، إلي قرية الدهسة بفرشوط، في القرن السادس الهجري،لذلك سمى بـ "سيدي دهيس"، ويقال أنه مازال له أقارب، وذوي رحم بالدهسة في فرشوط حتى الان
قال عنه الإمام المراغي: يحتمل أن يكون من ذرية سيدي موسى المكنى بأبي عمران جد الشيخ الشعراني الخامس ومن أَجل أصحاب أبو مدين التلمساني شيخ المغرب، ويقول الإمام المراغي: وذلك طبقًا لوثيقة تثبت نسبه وجدت في خزانة الشيخ إسماعيل البياري.
وتابع "أطلق عليه لقب قطب الصعيد لإشتهاره بالزهد والعبادة، وكثرة الصوم، ثم رحل من دهسة إلي جرجا التي كانت في هذا الوقت قبلة القصاد، وكعبة العلماء، يرتحلون لها لتلقي العلم والعلوم، حيث كانت تعج بأفاضل العلماء في كل علوم الدين والعلوم الشرعية، وكان يتردد علي مسجده المبارك بوسط جرجا الكثير من العلماء لينهلوا من علمه الفياض، وكان هذا المسجد في هذا الوقت مدرسة دينية للدرس والتعلم، وكان يطل علي شاطئ نهر النيل مباشرة من الناحية الشرقية، والأغلب أنه كان يقع قبلي المعهد الديني الحالي، وهذا المسجد جرفه نهر النيل وتهدم تمامًا، وأندثر ولم يعاد بناؤه مرة أخرى.
وقال الشيخ أبوالعزائم القاضى، نائب الطريقة العزمية الصوفية بمركز جرجا محافظة سوهاج، إنه فى اليوم الختامي لمولد القطب أبوعمرة الجرجاوى تقوم كل عائلة بمدينة جرجا بعمل ليلة ذكر أو قرآن ويأتى في الليلة الختامية أحد قراء القرآن الكريم ليتلو آيات من القرآن الكريم في أحد السرادقات ويحضر إليه كل الزائرين من كل مكان بمختلف وظائفهم حتى الشخصيات القيادية فى المحافظة ويتناول الزائرون وجبة العشاء وبعد تلآوة القرآن تختتم الليلة الختامية بليلة المنشد الديني الذي يحيى الليلة الختامية من بعد الساعة التاسعة مساءً ويستمر حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي ومن أشهر المنشدين فى الصعيد الشيخ أمين الدشناوى والشيخ ياسين التهامي لتنتهى مظاهر الإحتفال بخروج ما يسمى (التوب) وذلك ما يحدث فى العديد من الموالد الشعبية في الصعيد وتنتهي فرحة العديد من المحبين والمريدين مع أمل أن تمر الأيام بسرعة لتعود ايام الخير والفرحة مرة أخرى.