المخرج السورى عماد نجار لـ«الدستور»: نحن الآن تحت حكم «القاعدة وداعش».. والمواطنون يُذبحون علنًا فى الشوارع لأسباب طائفية

المخرج السورى عماد نجار لـ«الدستور»: نحن الآن تحت حكم «القاعدة وداعش».. والمواطنون يُذبحون علنًا فى الشوارع لأسباب طائفية
المخرج
      السورى
      عماد
      نجار
      لـ«الدستور»:
      نحن
      الآن
      تحت
      حكم
      «القاعدة
      وداعش»..
      والمواطنون
      يُذبحون
      علنًا
      فى
      الشوارع
      لأسباب
      طائفية

حذّر المخرج السورى عماد نجار من وجود مخطط لجماعة «الإخوان» الإرهابية فى بلاده، يستهدف تهيئة الأرض لتولى الحكم، من خلال ترك الأوضاع تحت سيطرة جماعات فرض الأمر الواقع بقيادة ما تسمى «هيئة تحرير الشام»، ثم مع اشتعال الغضب الشعبى تجاه هذه الجماعات، تبدأ فى دفع السوريين للمطالبة بتوليها الحكم، باعتبار أن «الرمد أفضل من العمى».

وأضاف «نجار»، فى حواره التالى مع «الدستور»، أن جماعة «الإخوان» استفادت فى وضع هذا المخطط بفشلها الذريع فى مصر، عندما قررت القفز على الحكم مباشرة بعد سقوط نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، فكشفها المصريون على حقيقتها. 

ورفض المخرج والكاتب والممثل السورى وصف ما حدث فى بلاده عام ٢٠١١ بأنه ثورة، متسائلًا: أى ثورة تلك التى تخلّف ٦٠٠ ألف قتيل ومليون مصاب و٨ ملايين مُهجّر، وتأتى بإرهابيين من مختلف بقاع الأرض لقتل السورى؟

■ بداية.. كيف ترى ما حدث فى سوريا من وصول جماعات «الإسلام السياسى» إلى الحكم؟

- فى الحقيقة جماعات «الإسلام السياسى» لم تصل إلى الحكم فى سوريا بعد، فالجهات التى وضعت السيناريو الحالى للأحداث فى سوريا أرادت أن تسلّم البلاد فى البداية لمجموعة إرهابية تعد من أخطر التنظيمات الإرهابية فى العالم وأكثرها إجرامًا، وهى «جبهة النصرة»، فرع تنظيم القاعدة فى بلاد الشام، والتى إن غيرت اسمها أكثر من مرة، لم تغير لا منظومتها الفكرية العقائدية ولا سلوكياتها الإجرامية، وقبل ذلك وبعده، لم تغير ارتهاناتها للجهات التى أوجدتها واستثمرت بها، سواء محليًا أو إقليميًا أو دوليًا.

■ ما تلك الجهات؟ ولماذا أرادت ذلك؟

- أجهزة استخبارات عربية وغربية رسمية وغير رسمية، وشركات دولية عملاقة عابرة للحدود. أما لماذا أرادت ذلك؟ فلأنها استفادت من الدرس المصرى، فقد وعى رعاة الإسلام السياسى أن وصول «الإخوان» إلى السلطة بعد نظام «مبارك» مباشرة جعل المصريين بغالبيتهم العظمى يدركون خطر الجماعة على السلم الأهلى والوجه الحضارى لمصر.

لذا، لكى لا يتكرر السيناريو فى سوريا، التى تمتاز بهوية تعددية واسعة الأطياف، بحكم وجود عشرات الأديان والطوائف والمذاهب والمِلل والاتجاهات الفكرية، ما كانت لتقبل صبغة عقائدية رجعية كالتى يحملها الفكر الإخوانى، قررت تلك الجهات استباق حكم «الإخوان» بحكم جماعات إرهابية أشد تطرفًا وهمجية ووحشية، على أمل أن يغدو الحكم الإخوانى مطلبًا شعبيًا للسوريين، على قاعدة أن «الرمد أفضل من العمى»

■ هل هذا يعنى أن جماعات «الإسلام السياسى» ليست لها علاقة بالقوى الموجودة فى سوريا اليوم؟

- جماعات «الإسلام السياسى» هى الرحم الفكرى والتنظيمى الذى خرجت منه جميع الجماعات الإسلامية الإرهابية فى العالم، لكن العلاقة بين المجموعتين معقّدة، وإن كان لا بد من تبسيطها، نستطيع تشبيهها بالعلاقة بين مدرب الكلب المفترس وكلبه، فغالبًا ما يمتلك المدرب القدرة على السيطرة على كلبه وتوجيهه إلى حيث يريد، حتى وإن لم يكن موجودًا ليمسك بجنزيره.

فى المقابل، لأن الكلب غير عاقل، لا يدرك أنه مجرد أداة فى يد المدرب، يستخدمها لتنفيذ المهام القذرة والخطرة التى لا يستطيع تنفيذها بنفسه، ولأن السلوكيات التى يدربه على أدائها تحاكى النزعة الغرائزية والوحشية لديه، ينفذها حتى إن كان من نتائجها هلاكه.

■ إذن أنت ترى أن ما يحدث هو تمهيد لتسلم جماعات «الإسلام السياسى» زمام الأمور فى سوريا.. أليس كذلك؟

- جماعات «الإسلام السياسى» لم تكن بعيدة عن السلطة فى سوريا أصلًا، فجماعات «الإسلام السياسى»، بشقه الشيعى، وأعنى «حزب الله» والفصائل الشيعية العراقية، ومن خلفها المرشد الإيرانى، كانت جزءًا أصيلًا من سلطة نظام الرئيس بشار الأسد، ليس فقط السلطة العسكرية، بل حتى الفكرية والإعلامية.

أما جماعات «الإسلام السياسى» بالشق السنّى لم تكن خارج حسابات النظام أيضًا، فرغم عدائه الظاهرى لـ«الإخوان»، فإن نظام «الأسد» لم يتوان عن دعم منظمات جهادية منبثقة من صلب «الإخوان» مثل «حماس»، ومجموعات دينية أخرى تدّعى النأى بنفسها عن العمل السياسى لكنها كانت تتعاطى مع الشأن المجتمعى، وتحارب جميع الأصوات الوطنية الواعية.

يكفى أن تعلمى، ويعلم السادة القراء، أن معظم رجال الدين السُنّة الذين تبناهم النظام السورى ورعاهم وتحالف معهم فى عهدى حافظ وبشار الأسد، ليكونوا واجهاته الدينية المعتدلة فى وجه «الإخوان»، ما إن بدأت أحداث سوريا فى ٢٠١١، حتى خرجوا من البلاد وانخرطوا عضويًا فى حراك قاده وخطط له ووجهه «الإخوان» وداعميها الإقليميون والدوليون.

■ ما الذى تغير بسقوط نظام الرئيس الأسد؟

- فعليًا، لا شىء، سوى أنه هو ومجموعة ضيقة من الأشخاص لا تتجاوز أعدادهم بضعة مئات خرجوا من الصورة لا أقل ولا أكثر، فالملايين ذاتها التى كانت تحتفل بفوز «الأسد» بالانتخابات قبل ٢٠١١ هى ذاتها التى احتفلت برحيله، والنُخب التى كانت تتسيّد المشهد العام قبل ٢٠١١، من سياسيين واقتصاديين ومثقفين وإعلاميين وفنانين، انقسمت إلى فريقين، حُسب أحدهما على المعارضة وآخر على الموالاة، قبل أن يعودا ليتسيدا المشهد معًا بعد ٨ ديسمبر، ولم تُضف إليهما إلا مجموعة قليلة من نجوم المرحلة من ناشطى «تيك توك» و«فيسبوك»، ومعظمهم لم يفعل شيئًا سوى أن شتموا، من أماكنهم الآمنة فى أوروبا، كل من يختلف معهم فى الرأى باسم الثورة والحرية!

■ وماذا عن الشعب السورى وثورته؟

- أى شعب؟! الشعب المسكين الفقير الساذج الذى لعبت به نخبه الانتهازية، ومن خلفها الجهات التى جنّدتها ضد بلادها، فقُتل من أبنائه أكثر من ٦٠٠ ألف، وأُعطب أكثر من مليون، وحُرم من التعليم أكثر من ٢ مليون، وهُجّر داخليًا وخارجيًا أكثر من ٨ ملايين، وأُفقر بأكمله، ليجد نفسه بعد كل ذلك تحت حكم ذات النخب التى كانت تحكمه قبل الثورة، لكن بعد أن رهنت تلك النخب البلاد لأهواء ومصالح التنظيم الإخوانى، ورعاته الإقليميين.

أى ثورة؟! هل سمعت عن ثورة أخلاقية فى العالم تأتى بالإرهابيين من شتى أصقاع الأرض وتتحالف معهم لتقتل المجند الإلزامى فى جيش البلاد وتمثّل بجثته، وفى ذات الوقت تتحالف مع أفسد الفاسدين من كبار مسئولى النظام الذى ثارت عليه وتعيّنهم قادة عليها؟!

هل سمعت عن ثورة وطنية فى العالم تُموَّل من جهات خارجية وتُوجَّه لمصالح جهات خارجية ولا تنتصر إلا بصفقات قذرة تنفذّها جهات خارجية؟! هل سمعت عن ثورة حقوقية فى العالم ما إن تسيطر على بقعة من الأرض حتى تبدأ القتل على الهوية الطائفية، وتبدأ بالإعدامات الميدانية دون محاكمة، وتُخرس كل صوت لا يتطابق مع الفكر الإرهابى أو الإخوانى؟!

■ ألا يبشر سقوط نظام «الأسد» وانتهاء عهد الصراع المسلح فى سوريا ببداية جديدة لسوريا وللسوريين؟

- سوريا حرفيًا تحت حكم «القاعدة» و«داعش»، والدول جميعها بلا استثناء تتجاهل حقيقة الأمر منتظرة تسلم «ترامب» البيت الأبيض ليخبرها ما تفعل. فى هذه الأثناء هناك من يرمى للإرهابيين الطُعم، ومنهم من يغازلهم، ومنهم من يقف على مسافة معينة دون اتخاذ أى موقف. قليلة هى الدول النى تمتعت بجرأة أن تعلن موقفًا، ولو ضبابيًا، يتوجّس من بقاء سيطرة الإرهابيين على البلاد.

كل ذلك مفهوم، فللدول حسابات مصلحية لا علاقة لها بالأخلاق، لكن الكارثة فى النخب السورية، التى «شرعنت»، ولا تزال «تشرعن»، الجولانى وجماعته الإرهابية، الكارثة فى الإعلام العربى الذى يتحدث عن الصفقة التى أجرتها رعاة الإسلام السياسى مع روسيا، بموافقة دول إقليمية مثل إسرائيل، وغربية مثل بريطانيا.

ومن وراء ذلك جميعًا تقف الإدارة الأمريكية للديمقراطيين، الذين أرادوا ترك تركة قذرة للرئيس «ترامب» عسى أن يربكوه فى بداية تسلمه الحكم فيشدّوه للأسفل. والكارثة أن الإعلام العربى يتحدث عن هذه الصفقة وكأنها انتصار لإرادة السوريين وتحقيق لأمانيهم فى العدالة والحرية والعيش الكريم!

■ ما الآثار السلبية لذلك فى رأيك؟

- شعبنا السورى بغالبيته العظمى لا يتمتع بأدنى حد من الوعى السياسى، لذا فإن السردية التى تبناها الإعلام العربى من انهزام النظام السورى أمام إرادة السوريين جعلت غالبية السوريين نخبًا وعوامًا يتبنون هذه السردية.

وبما أن من تَسلم السلطة هو الجولانى وجماعته، تهافت كل هؤلاء لـ«شرعنة» الجولانى، غير واعين بأن الدول، خاصة الغربية، تأخذ تصوراتها عن الشعوب من خلال الرأى العام السائد، أو آراء النُخب والمشاهير، لذا هناك تصور عام لدى الغرب اليوم بأن السوريين فى غالبيتهم العظمى يدعمون الجولانى، وهذا غير صحيح.

■ كيف تقرأ التغير الذى طرأ على تصريحات ومظهر الجولانى فى الفترة الأخيرة؟

- لا داعى أن أقرأ أنا الأمر، فالجولانى بيّنه بنفسه، فى واحد من أول لقاءاته المصورة، قال فيه بالحرف: «ثوابتى التى لا تقبل التعديل ولا التغيير، هى العمل على إقامة دولة الشريعة الإسلامية، وكل ما هو غير ذلك، مجرد تكتيكات واستراتيجيات للوصول إلى تلك الغاية».

هذا ما يحدث اليوم فى سوريا حرفيًا، تطبيق الشريعة الإسلامية بنسختها القاعدية التى يتبناها هو وجماعته، فالناس يُذبحون ذبحًا فى الشوارع وأمام الملأ وعدسات الكاميرات، ويتم الاعتداء الممنهج على حقوق جميع المكونات الدينية والطائفية المخالفة للفكر القاعدى والإخوانى، بل إن وزير العدل فى حكومته المؤقتة هو بنفسه نفّذ أحكام إعدام بحق مواطنات سوريات اتهمن من جماعته بفعل «الزنا»، وهذا موثّق بالصوت والصورة.

■ وأين دور النخب السورية الحقيقية والمثقفين السوريين الحقيقيين فى فضح كل ذلك؟

- هؤلاء تم إخراسهم بالتهديد والتهميش، كما يحدث معى ومع مجموعة من السوريين والسوريات، نحن نتلقى يوميًا عشرات رسائل التهديد بالقتل من قبل القاعديين والإخوانيين وأتباعهم، حتى الموجودين فى أوروبا وأمريكا، رغم أننا مهمشون على مستوى الإعلام العربى، ولا نملك سوى منابرنا على وسائل التواصل الاجتماعى.

■ هل يمكن القول إن سوريا تتحول إلى «أفغانستان جديدة» تحت حكم الجولانى؟

- هذا ما يريده «الإخوان» وعرّابوهم، كى يأتى «الإخوان» لاحقًا فيظهرون أمام الغرب بمظهر «التيار الإسلامى المعتدل». وإذا لم يتدخل المجتمع الدولى، فالمصير الحتمى فى سوريا هو الحرب الأهلية، فى ظل حقيقة أننا أمام مَن يستخدم الإرهاب ليفرض على المجتمع السورى، بمختلف مكوناته الدينية والطائفية والمذهبية، تقبل الصبغة الفكرية القاعدية والإخوانية، ويسلم مصيره إلى القاعديين والإخوان.

هذا لن يسكت عنه الشعب السورى المؤمن بالهوية السورية التعددية، وبالوجه الحضارى والأخلاقى لسوريا والسوريين، وإن كان هؤلاء اليوم مثقلون بأعباء الحصار الاقتصادى الذى أنهكهم، ويريدون إعطاء فرصة للحلول السلمية، لقناعتهم بأن المجتمع الدولى، وفى مقدمته الدول العربية الشقيقة، لن يسمحوا لـ«القاعدة» و«الإخوان» بأن يأخذوهم أسرى حرب، ويأخذوا نساءهم سبايا. وهؤلاء أيضًا لن يتوانوا عن حمل السلاح بهدف تطهير سوريا من الإرهابيين إن تردد المجتمع الدولى فى أداء واجباته، فالمعركة ستكون معركة وجود، لا مجرد معركة تنازع على السلطة كما كان الأمر بين النظام والإسلاميين.

■ وماذا عن إمكانية عودة «داعش» إلى الساحة فى هذه الظروف؟

- «داعش» ليس غائبًا عن الساحة أصلًا، «داعش» و«جبهة النصرة» توأمان متطابقان جينيًا، والجولانى شريك أبوبكر البغدادى فى تأسيس «داعش»، وما انفصل التنظيمان لاحقًا سوى تنظيميًا ولغايات تكتيكية. عناصر «داعش» كأفراد موجودون، ليس فقط كعناصر فى جماعة الجولانى، بل حتى فى «الجيش الوطنى»، الذى أسسته تركيا كجناح عسكرى لـ«الإخوان»، بعد أن جمّعته من بقايا مرتزقة المعارضة والذئاب الداعشية المنفردة، وتعده الآن لتسلم زمام الأمور عسكريًا، فى مرحلة «ما بعد الجولانى»، أى فى مرحلة تسلم «الإخوان» وحلفائهم السلطة، ولدينا مئات الأدلة على ذلك. وأشير هنا إلى أن «الإخوان» لا تختلف عن «طالبان» و«القاعدة» و«هيئة تحرير الشام» فى شىء، سوى أنها أكثر خبثًا ودهاء وبراجماتية، وأكثر قدرة على لبس الأقنعة أمام الغرب.

■ هل يمكن أن تشهد دول مثل العراق واليمن والسودان، وغيرها، نفس المشهد السورى؟

- كل شىء ممكن طالما أن الشعوب العربية تعانى حالة من الجهل على مختلف الأصعدة، خاصة على المستوى السياسى، وطالما أن الحكومات العربية تقف عاجزة أمام المد الدينى الشعبوى، الذى يستخدمه «الإخوان» وأفراخهم من التنظيمات الإرهابية للسيطرة على عقول العوام، خاصة من جيل الشباب، باستخدام ورقة الدين.

ووقف تمدد هذه الجماعات فى الدول العربية يكون عبر الوعى، فلن تحل المشكلة ما دامت الحكومات العربية تحارب الإرهابيين بيد، وتقدم الدعم للمؤسسات الدينية التى تلتقطهم أطفالًا فتربيهم وتؤدلجهم وتعدهم، ومن ثم تطلقهم ليكونوا إرهابيين محترفين باليد الأخرى.

لن تُحَل المشكلة ما دامت الحكومات العربية، حتى الأشد فقرًا، مستعدة لتضحى بأرواح آلاف العسكريين، وبمبالغ تصل إلى مليارات الدولارات، فى حروبها مع الإرهابيين، عندما يهددون أمنها وسلمها الأهلى بالسلاح، لكنها غير مستعدة لإنفاق واحد بالألف من هذه المبالغ على الإعلام والتثقيف، الذى من شأنه تجفيف منابع الإرهاب.

■ ضمن تعقيدات المشهد، هل ترى علاقة بين ما حدث فى سوريا وما تشهده غزة؟

- لا شك أن انهيار ما يسمى «محور المقاومة» على يد الإسرائيليين وحلفائهم كان له دور فى إتمام صفقة إنهاء نظام «الأسد». لكن حجم هذا التداخل لن يتضح ما لم تتضح تفاصيل الصفقة، وأطرافها الأساسيين.

■ أنت ممثل وكاتب ومخرج.. كيف ترى تأثير الجماعات الإسلامية على الفن السورى بعد وصولها الحكم؟

- لا فن فى وجود الجماعات الإسلامية، الأمر بهذه البساطة، فالفن يحتاج مساحات من الحرية يستحيل تحقيقها فى ظل أى سلطة استبدادية، فكيف إن كانت هذه السلطة الاستبدادية لديها من الجلف ما يكفى لتدّعى أنها تمثل «سلطة الله». 

■ كيف يمكن إنقاذ الدراما السورية من الجماعات المتطرفة؟

- لا يعنينى كثيرًا شأن الدراما السورية اليوم، إلا من بوابة خلقها فرص عمل لعدد كبير من الفنانين والفنيين. أما على صعيد دورها الاجتماعى التوعوى والتنويرى والتثقيفى، فباستثناء عدد ضئيل جدًا من الأعمال الدرامية يمكن أن تعد على أصابع اليد الواحدة أو اليدين على أبعد تقدير، الدراما السورية كانت جزءًا من مشكلة ضياع الهوية السورية لا جزءًا من علاجها.

■ هل من كلمة أخيرة تود توجيهها للقارئ المصرى؟

- الكلمة أود توجيهها إلى القيادة المصرية والشعب المصرى، أهلنا فى مصر هم أكثر من يدرك خطورة ما عانيناه، بحكم أنهم عانوا من إرهاب ذات المجموعات التكفيرية، وذات الجماعات التى حاولت تدمير الدولة المصرية وخلق الشقاق والفتنة بين المصريين.

ولحسن الحظ، استطاع الجيش المصرى البطل؛ بقيادة الرئيس السيسى استعادة السيطرة، وأفشل جميع المخططات التى كانت مُعدّة للنيل من مصر. كما استطاعت النُخَب المصرية، بحبها الغامر لمصر ورفضها الانسياق خلف مصالحها الضيقة، فضح أبعاد المؤامرة أمام أهلنا المصريين، ما حافظ على الدولة والمجتمع.

ونحن اليوم كسوريين نحتاج دعم إخوتنا فى القيادة المصرية، ودعم النخب المصرية، فى محاربة الجماعات الإرهابية التى تحاول احتلال البلاد وتشويه وجهها المشرق، ولا ننتظر من القيادة والشعب فى مصر إلا الدعم والمحبة التى اعتدناها كسوريين من «أم الدنيا».

 

ما الأسباب التى أدت لعودة جماعات «الإسلام السياسى» إلى الساحة السياسية من جديد؟

 

- هى لم تختف كى تعود، فلجماعات «الإسلام السياسى» قدرة الزئبق على التسرب بين الحدود لكونها لا تؤمن بالأوطان، وقدرة العفن على اشتمام رائحة المرض بسبب طبيعتها الطفيلية، فما إن تجد وطنًا مريضًا معتلًا حتى تتسلل لتقضى عليه وتنهش جثته. كما تملك قدرة السفلة المرتزقة على تحويل البنادق من كتف إلى كتف، ومن جهة إلى جهة حسب الممول.

فهى تجنّد ملايين الشبان العرب بحجة عدائها للغرب، الذى تصفه بـ«الصليبى الكافر»، ومع ذلك تجد قياداتها وواجهاتها السياسية والإعلامية يتنقلون بين الدول بجوازات سفرهم الغربية. وكلنا نذكر كيف احتمى أحمد منصور، مذيع «الجزيرة»، بجواز سفره البريطانى، عندما طلبته السلطات المصرية من السلطات الألمانية قبل سنوات، وهو الذى نزل ورافق الجولانى فى غزوة تسلمه سوريا، وبكى غبطة بذلك.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق توكيلات «الجبهة الوطنية» تتزايد فى الدول العربية والأوروبية والهيئة التأسيسية للحزب: إقبال هائل من المواطنين
التالى الجلفة.. تسمم شخصين بالغاز