«حتى أنت يا بروتس».. شكسبير يغزو البيت الأبيض

مصر العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

في مسرحية "يوليوس قيصر" إحدى روائع الكاتب البريطاني العبقري وليام شكسبير، يتحدث الديكتاتور الروماني في آخر لحظات حياته مرددا العبارة الشهيرة "حتى أنت يا بروتس"، متعجبا من انقلاب صديقه المقرب عليه وتضامنه مع أعدائه.

 

ورغم اختلاف السياق، يبدو أن هذا هو لسان حال الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب الذي يأبى الاعتراف بفوز جون بايدن رغم أن العديد من المقربين إليه وأنصار المعسكر الجمهوري اقتنعوا تماما بنهاية تلك الحقبة وضرورة تسليم السلطة.

 

وقالت شبكة إن بي سي الأمريكية، إن روبرت أوبراين، مستشار الأمن القومي الأمريكي المعروف بولائه الشديد لترامب أحدث هذه الشخصيات.

 

واعترف روبرت أوبراين بفوز الديمقراطي جو بايدن بانتخابات الرئاسة التي جرت مؤخرا متعهدا بتنفيذ "عملية انتقال سلطة احترافية جدا" وفقا لشبكة إن بي سي الإخبارية.

 

وأضاف التقرير: "تصريحات أوبراين تتناقض مع موقف ترامب الذي ما يزال مصرًِّا على أنه الفائز الحقيقي بالانتخابات".

 

وكتب ترامب تغريدة على منصته المفضلة "تويتر" صباح اليوم الإثنين زعم فيها أنه فاز بالانتخابات مواصلا ادعاءات لا أساس لها بحدوث حالات غش واسعة النطاق.

 

ودفع ذلك القائمين على موقع التواصل الاجتماعي إلى وضع تحذير يقترن بتغريدة ترامب مفاده أن المصادر الرسمية تصف الانتخابات بشكل مختلف.

 

وأفادت إن بي سي أن أوبراين معروف بالولاء الشديد لترامب لكنه عرض وجهة نظر مغايرة لرئيسه.

 

وأدلى مستشار الأمن القومي بتصريحاته أثناء مشاركته في منتدى أمني عالمي بإشراف "مركز سوفان" البحثي.

 

وأردف أوبراين: "فريق بايدن سوف يضم أشخاصا محترفين جدا شغل العديد منهم وظائف سابقة في البيت الأبيض أثناء إدارات أمريكية سابقة".

 

ومضى يقول: "الشيء العظيم في الولايات المتحدة أننا نمرر العصا لمن يخلفنا ونجري عمليات انتقال سلطة سلمية ناجحة حتى في أكثر الفترات المثيرة للجدل".

 

واستطرد: "أنا كبير في السن بما فيه الكفاية لأتذكر السباق الانتخابي بين جورج بوش الابن وآل جور حيث لم تبدأ المرحلة الانتقالية حتى منتصف ديسمبر لكنها مرت بسلام".

 

وعلاوة على ذلك، امتلأت تصريحات مستشار الأمن القومي بتعبيرات تفيد باقتراب مغادرة ترامب البيت الأبيض.

 

وووصف أوبراين اتفاقيات التطبيع بين  بلدان عربية وإسرائيل بأنها "إرث عظيم للرئيس وهو يغادر منصبه".

 

وكالة أنباء أسوشيتد برس ذكرت في تقرير أمس الأحد أن ترامب يبدو أنه يقر بفوز بايدن لكنه لا يعترف به.

 

بيد أن ترامب لاحقا أوضح أنه كان يقصد أن وسائل الإعلام تنقل للرأي العام نتائج مزيفة وشدد على أحقيته بالفوز.

 

الأحد، قال الجمهوري أسا هوتشينسون، حاكم أركنساس إنه يعتقد أن جو بايدن هو الرئيس المقبل للولايات المتحدة.

 

وكرر هوتشينجسون ما تفوه به العديد من جمهوريي مجلس الشيوخ التابعين من ضرورة إطلاع بايدن على التقارير الاستخبارية وتقديم العون له في مرحلة انتقال السلطة.

 

ووجه السيناتور الجمهوري ميت رومني التهنئة لبايدن لفوزه بانتخابات الرئاسة مشيدا بخبراته وشخصيته القادرة على قيادة الدفة.

 

ومؤخرا، قالت الكاتبة والخبيرة النفسية إيفيتا مارش في مقال نشرته مجلة كونفرسيشن الأسترالية: ".

هناك أبحاثا تفسر أن هناك بعض الأشخاص ممن لديهم ما تسمى بنرجسية العظمة أو جنون العظمة يعانون كثيرا إذا تعلق الأمر بالاعتراف بالهزيمة.

 

 

وأردفت: "ببساطة، هؤلاء الأشخاص غير قادرين على تقبل الخسارة أو حتى استيعاب لماذا لم يحققوا الفوز".


 

ثمة نظريات نفسية أخرى مثل "التنافر المعرفي" الناجم عن التباين بين ما نؤمن به وماذا يحدث، تستطيع أن تفسر مثل هذه السلوكيات في مواجهة أدلة دامغة تتناقض مع معتقدات المرء.

رابط النص الأصلي  
 

0 تعليق