بعد مشاهد اصطدام طائرة كوريا الجنوبية "جيجو إير 2216" بالجدار الخرساني وانفجارها، اعتقد الجميع أن الركاب الـ 181 لقوا حتفهم بالتأكيد ليتفاجئ العالم بنجاة إثنين من طاقم الطائرة من الحادث المروع، ليصفها الكثيرون بأنها معجزة بأن يخرج أي شخص حي من هذا الحادث.
وأكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أنه بعد انتهاء التحقيقات الأولية في الحادث تبين أن هناك عدة عوامل أنقذت الشخصين من الموت المحقق، ومنها سلامة هيكل الطائرة الخلفي الذي تم العثور فيه على الناجيين، وفعالية وسائل الأمان الأخرى مثل أحزمة المقاعد، والبيئة الداخلية للطائرة أثناء الحادث.
معجزة البقاء في حادث طائرة كوريا الجنوبية المنكوبة
وتابعت الصحيفة أن الناجيان هما مضيفان جويان كانا جالسين في المقاعد الخلفية للطائرة، وهو الجزء الوحيد الذي ظل سليمًا نسبيًا بعد الحادث، والمضيفان، وهما رجل يبلغ من العمر 33 عامًا وامرأة تبلغ 25 عامًا، أصيبا بجروح خطيرة ولكنهما ظلا واعيين وقادرين على التواصل.
وأشارت إلى أن إصابات الرجل تضمنت كسور في الجانب الأيسر من جسده وإصابات في العمود الفقري، ما استلزم ارتداء دعامة للرقبة، أما إصابات المرأة فكانت كسر في الكاحل الأيمن وإصابات أخرى محتملة، وقد كشفت عن سماع "انفجار قوي" ورؤية الدخان يتصاعد.
وأشارت باربرا دان، رئيسة الجمعية الدولية لمحققي سلامة الطيران، إلى أن مكان الجلوس داخل الطائرة يمكن أن يلعب دورًا هامًا في البقاء على قيد الحياة. لافتة إلى أن تشديد أحزمة الأمان يقلل من حركة الجسم أثناء التصادم، كما أن اتخاذ وضعية الانحناء قد يساهم في تقليل الإصابات.
وقبل أيام من حادث "جيجو إير"، نجا 29 شخصًا من حادث تحطم طائرة تابعة لـ"خطوط أذربيجان الجوية"، رغم وفاة 38 شخصًا.
وأشارت التقارير إلى أن جميع الناجين كانوا جالسين في الجزء الخلفي من الطائرة، ما يعيد فتح النقاش حول أمان المقاعد الخلفية.
وتابعت أن القوى الجاذبية، التي تلعب دورًا في حوادث الطيران، تحدد مدى قدرة الجسم البشري على تحمل الصدمات، ويشير الباحثون إلى أن الطائرات الحديثة، مثل "بوينغ 737"، مجهزة بمناطق امتصاص الصدمات وأجهزة أمان مثل الوسائد الهوائية وأحزمة المقاعد، ما يزيد من فرص البقاء.
ووفقًا للمجلس الوطني لسلامة النقل (NTSB)، يتم تصنيف الحادث على أنه "قابل للنجاة" إذا لم تتجاوز القوى المؤثرة على الركاب حدود التحمل البشري وظل هيكل الطائرة سليمًا، ومع ذلك، قد تحدث استثناءات حيث ينجو بعض الأشخاص من حوادث تصنف على أنها "غير قابلة للنجاة".
وتواصل السلطات الكورية الجنوبية التحقيق في أسباب الحادث، الذي شمل هبوطًا اضطراريًا للطائرة دون فتح معدات الهبوط، كما نفذت الشرطة الكورية مداهمات على مكاتب شركة "جيجو إير" والمطار، وسط اتهامات بالإهمال المهني.
وتشير البيانات إلى أن 6.3% فقط من الركاب في الحوادث الخطيرة يتعرضون لإصابات خطيرة، بينما ينجو أكثر من 50% بإصابات طفيفة أو بدون إصابات، لكن في بعض الحالات، تلعب الصدفة دورًا رئيسيًا، كما حدث في حادث تحطم طائرة "نورث ويست" عام 1987، حيث نجت فتاة واحدة فقط من بين 155 راكبًا.