ماذا يعنى مفهوم التوكل على الله ؟..على جمعة يجيب

ماذا يعنى مفهوم التوكل على الله ؟..على جمعة يجيب
ماذا
      يعنى
      مفهوم
      التوكل
      على
      الله
      ؟..على
      جمعة
      يجيب

قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية ورئيس اللجنة الدينية بالبرلمان المصرى إن تفسير أية {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} تعني أنه لا حول ولا قوة إلا بالله، وأنك إذا أردت أن يُستجاب الدعاء، وأن تصل إلى نجاح الطلب الذي تطلبه، والرغبة التي ترغب فيها، فيجب عليك أن تطلبها من ربك، وكان النبي ﷺ دائمًا يقول: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ»، يعيش دائمًا تحت سلطان الله، وتحت أمر الله سبحانه وتعالى، يُعلمنا سيد الخلق المصطفى المختار ﷺ أن الأمور إنما نطلبها بالله رب العالمين.

وأضاف " جمعة" اليوم عبر صفحته الرسمية قائلا: عندما يسأل أحدنا أخاه في شيءٍ من أمور الدنيا، فيقول له: بالله عليك تفعل كذا، كان سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه عندما يسمع هذا، وعندما يأتيه الشخص ويقول له: بالله عليك تفعل كذا، فإنه يفعله. وكان بعضهم يقول له: هذا يخادعك، فكان يقول: مرحبًا بمن خدعني في الله، وخدعني بالله. يعني ما دام قال بالله عليك تفعل لي كذا، فإنه كان يبر قسمه تعظيمًا لله سبحانه وتعالى.

وتابع: فإذا أردت إنجاح مقاصدك ومطالبك في الدنيا، فعليك أن تطلبها بالله وقد تطلب بالله من البشر، فإذا طلبت من الله سبحانه وتعالى، فهذا معناه {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}؛ أنك أفردت قلبك، وأخليته من كل توجهٍ وكل اعتمادٍ على غير الله سبحانه وتعالى، هذا كله يحتاج منا إلى تربية، وإلى تدريب، وإلى أن نعيش هذه المعاني، لأننا لو عشناها، لوجدنا لها لذة، ولوجدنا لها أثرًا في الدنيا، يعني قضية الدعاء هذه قضية كبيرة جدًا، وتزيد من الإيمان، لأنك عندما يستجيب الله تعالى دعاءك، تجد أنه قد ثبتك في الإيمان، وحبّبك فيه. وتجد طريقةً هي طريقة مهمة في قضاء الحاجات في هذه الحياة الدنيا.

وأوضح: دائمًا عندما نسأل الله بذاته، أو نسأل البشر بربنا سبحانه وتعالى، أو حتى نستعين بذلك في أنفسنا، نجد أن الأعمال قد تحققت. هذا دليلٌ آخر على وجود الله وهذا دليلٌ آخر يسألنا عنه الملاحدة، ويقولون: أنتم لماذا تؤمنون بالله كل هذا الإيمان؟ ولماذا لا نؤمن نحن؟ وتأتي الإجابة بهذه الكلمة: أننا لنا تجربة مع الله سبحانه وتعالى. نصلي فنشعر براحة، نذكر الله فنشعر براحة، ندعو الله سبحانه وتعالى فإذا به يستجيب. نلتجئ إليه في مناجاة فإذا به يتم المقصود، ويتم بصورة غريبة عجيبة، هذا هو الذي يجعلنا نتمسك كل يوم، ويزيد إيماننا كل يوم. فيقولون: نحن لم نجرب هذا، لم نصلِّ، لم نذكر، لم ندعُ. ولكننا بعقولنا هكذا نريد أن نتفلت، نريد ألا يكون علينا تكليف.

وأشار: هذا هو الفرق بين المؤمن وغير المؤمن، المؤمن توكل على الله، ومن تجربته الروحية والعملية كل يوم يرى الله سبحانه وتعالى، وكل يوم يزداد إيمانًا، وكل يوم يشعر بصدق هذا الوحي. فعندما ينظر إلى {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} يجد قلبه فعلًا يطمئن بذكر الله. عندما يجد أن الإيمان له حلاوة في القلب، عندما يجد أن غض البصر له حلاوة في القلب، عندما يجد أن الخشوع في الصلاة له حلاوة في القلب، فإنه لا يستطيع أن يترك كل هذا من أجل قول قائلٍ لم يجرب.

{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} يعني أنه سبحانه كفايته حسبنا الله ونعم الوكيل معناها: كفايتي ربي،  فهو الذي يكفيني، وهو الذي يستجيب دعائي، وهو الذي يحقق مطلوبي، وهو الذي يصلني إلى مقصودي. فهو سبحانه وتعالى قبل كل شيء، ومع كل شيء، وبعد كل شيء. هو الأول والآخر والظاهر والباطن، وهو على كل شيء قدير، وبكل شيء عليم، وبكل شيء محيط، وربنا سبحانه وتعالى عندما يستجيب دعائي، وعندما أيضًا يسارع في تحقيق هواي – وهذه درجة أعلى – فعندما تقول السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها لسيدنا رسول الله ﷺ: «أرى الله يسارع في هواك»، يعني ينفذ الشيء قبل أن يطلبه وقبل أن يدعوه، هذا حال الذاكرين المعلقة قلوبهم بالله رب العالمين، حال الذاكرين الذين يقال عنهم في الحديث القدسي: «من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أحسن ما أعطي السائلين». هذه الحالة، حالة المبادرة من الله سبحانه وتعالى قبل الطلب، تتأتى بإخلاص العبادة، وبأننا يجب أن نطلب من الله، بالله رب العالمين.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق السيسي يشدد على ضرورة تعزيز جهود دفع معدلات النمو الاقتصادي والدخل القومي
التالى الجلفة.. تسمم شخصين بالغاز