قال الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، إن الهيئة تسعى لضمان أن تكون الإجراءات التى يخضع لها المريض مبنية على أحدث ما وصل إليه العلم والتكنولوجيا فى مجالات التشخيص والعلاج، لتقليص الأخطاء الطبية، والتأكد من أن أى مضاعفات تحدث للمريض تكون نتيجة طبيعية لتطور المرض وليس بسبب خطأ طبى. وأوضح «طه»، فى حوار لـ«الدستور»، أن الهيئة تضمن التخلص الآمن من النفايات الطبية، وأصدرت اعتمادها لـ١٠٤ منشآت صحية خاصة من إجمالى ٤١٧ منشأة صحية حكومية وخاصة وأهلية فى ٢٠ محافظة داخل مصر. ولفت إلى أن جميع المنشآت الصحية الحكومية حصلت على اعتماد الهيئة، باستثناء محافظة أسوان التى لا تزال فى المرحلة التجريبية، ومن المقرر الانتهاء منها قريبًا، مؤكدًا أن الهيئة تعمل على توعية المواطنين بأهمية الجودة فى القطاع الصحى، وتكثف الزيارات التسويقية لنشر فكرة الجودة، وتوفر برامج تدريبية مخصصة لمقدمى الخدمة الصحية.
■ ما مهمة هيئة الاعتماد والرقابة الصحية؟
- مهمة هيئة الاعتماد والرقابة الصحية هى تطبيق معايير الجودة الصحية لضمان تقديم خدمات صحية آمنة وفعّالة للمواطنين فى المنشآت الصحية.
والهدف الأساسى لهذه المعايير هو ضمان سلامة وجودة الرعاية المقدمة للمريض، وضمان حقه فى الحصول على معلومات دقيقة عن حالته الصحية، ويشمل ذلك تشخيص المرض والأشعة والتحاليل المطلوبة، إضافة إلى خطة العلاج سواء كانت طبية أو جراحية.
نحن نسعى إلى تطبيق مفهوم «الرعاية المتمركزة حول المريض»، لتكون الإجراءات التى يخضع لها المريض مبنية على أحدث ما وصل إليه العلم والتكنولوجيا فى مجالات التشخيص والعلاج، وتضمن هذه المعايير أيضًا تقليص الأخطاء الطبية إلى الحد الأدنى، وفقًا للمعدلات العالمية، مع التأكيد على أن أى مضاعفات تحدث للمريض تكون نتيجة طبيعية لتطور المرض وليس بسبب خطأ طبى.
فيما يتعلق بالمنشآت الصحية، يجب أن تكون هذه المنشآت مصممة وفقًا لأحدث الأكواد الهندسية لضمان سلامتها، وتشمل هذه المعايير اشتراطات تتعلق بالحماية من الحرائق والكوارث، خاصة فى الوحدات الحساسة مثل الرعاية المركزة والحضانات.
كما نولى اهتمامًا خاصًا بسلامة التخلص من النفايات الطبية الخطرة، ونراقب الاستخدام الآمن للأجهزة والتكنولوجيا الطبية التى أصبحت جزءًا أساسيًا من الممارسة الطبية الحديثة، إذ إن دورنا كهيئة هو التأكد من أن هذه المعايير تُنفذ بدقة لضمان أن التكنولوجيا الطبية تُستخدم دائمًا لصالح المريض وتحسين جودة الرعاية الصحية.
■ كيف جرى تصميم هذه المعايير؟ وهل تمت الاستعانة بخبرات دولية لتطويرها؟
- جرى تصميم معايير الاعتماد الصحية من خلال فرق مختصة داخل الهيئة، وبعد وضع المعايير الأولية، جرى إرسالها إلى الجمعية الدولية لجودة الرعاية الصحية «إسكوا»، وهى جهة دولية متخصصة فى تقييم المعايير الصحية، وتضم خبراء من مختلف أنحاء العالم وتقوم بمراجعة المعايير بشكل محايد.
التقييم الخارجى لا يكون مجاملًا؛ إذ تجرى مراقبة المنشأة الصحية بشكل دقيق لمدة قد تصل إلى ستة أشهر، وبعد المراجعة، يتم منح المنشأة درجة تقييم تعكس مدى توافقها مع المعايير المحددة، وعليه، فقد حصلت معايير الاعتماد الصحية فى مصر على اعتماد دولى بنسبة توافق تفوق ٩٨٪.
■ هل العدد الحالى للمراجعين المسئولين عن اعتماد وتقييم المنشآت الصحية كافٍ؟
- العدد الحالى للمراجعين كافٍ للمرحلة الحالية، لكن مع التوسع المستمر فى تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل بجميع المحافظات، سنحتاج إلى زيادة عدد المراجعين، فعند انطلاق عمل الهيئة فى عام ٢٠١٩، كان عدد المنشآت الصحية المستهدف تقييمها ومراجعتها محدودًا جدًا، أما الآن، وبعد خمس سنوات، زاد الإقبال بشكل كبير من قِبل المنشآت الصحية الخاصة للحصول على اعتماد الهيئة، وذلك بعد أن أثبتت معاييرها كفاءة كبيرة.
حتى الآن، أصدرت الهيئة اعتمادها لـ١٠٤ منشآت صحية خاصة من إجمالى ٤١٧ منشأة صحية حكومية وخاصة وأهلية فى ٢٠ محافظة داخل مصر، ورغم أن منظومة التأمين الصحى الشامل جرى تطبيقها فى ٦ محافظات فقط، إلا أن العديد من المستشفيات تطلب الحصول على اعتماد هيئة الاعتماد والرقابة الصحية.
وقبل إنشاء الهيئة، كانت المستشفيات تتجه لاعتماد JCI الأمريكى، الذى يمنحها نظامًا للعمل عليه ويسهم فى تحسين سمعتها داخل النظام الصحى المصرى، وبالنسبة للمستشفيات الخاصة، فإن الحصول على هذا النوع من الاعتماد الدولى كان يمنحها ميزة تنافسية قوية، ما شجعها لاحقًا على طلب اعتماد هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، باعتبارها جهة محلية معتمدة تطبق معايير لا تقل كفاءة عن المعايير العالمية.
■ هل جرى اعتماد كل المنشآت الصحية التابعة لمنظومة التأمين الصحى الشامل بشكل كامل؟
- لم تحصل كل المنشآت الصحية التابعة لمنظومة التأمين الصحى الشامل على الاعتماد حتى الآن، ومعظم المنشآت التى لم تحصل على الاعتماد تتبع القطاع الخاص، إذ تتردد بعض هذه المنشآت فى طلب الاعتماد، فى البداية، بسبب التكلفة المادية المرتفعة لتجهيزها وفقًا لمتطلبات الاعتماد، أما بالنسبة للقطاع الحكومى، فجميع منشآته الصحية حصلت على اعتماد الهيئة، باستثناء محافظة أسوان التى لا تزال فى المرحلة التجريبية، ومن المقرر الانتهاء منها قريبًا.
وأؤكد أنه لا يُسمح لأى منشأة صحية بالانضمام إلى منظومة التأمين الصحى الشامل أو تقديم خدماتها من خلال هذا النظام إلا بعد حصولها على الاعتماد، وهذا الشرط ضرورى لضمان أن تكون جميع المنشآت الصحية المشاركة مستوفاة لمعايير الجودة المطلوبة، ما يضمن تقديم خدمات صحية آمنة وفعالة للمواطنين.
■ ما الإجراءات التى تتخذها الهيئة إذا تبين أن المنشأة الحاصلة على الاعتماد لم تعد تلتزم بالمعايير؟
- الهيئة لا تتبع سياسة العقاب أو إغلاق المستشفيات المخالفة، فهذه ليست جزءًا من ثقافتها، فالهدف الأساسى للهيئة هو تحسين جودة الخدمة الصحية المقدمة، وليس فرض العقوبات، وبعد حصول المنشأة على الاعتماد، يتم إجراء رقابة دورية لرصد أى أخطاء أو تجاوزات، وفى حال وجود مخالفات، يتم طلب خطة تصحيحية من المنشأة، وبعد ذلك، تُراجع الهيئة مدى التزام المنشأة بتنفيذ هذه الخطة، وتتم متابعة نسبة التحسن وفقًا للخطط الموضوعة من خلال المراقبين المختصين.
وفى حالة عدم التزام المنشأة الصحية بمعايير الاعتماد، تتخذ الهيئة إجراءات تصاعدية، منها تعليق الاعتماد أو إلغاؤه، ووفقًا لقانون التأمين الصحى الشامل الجديد، الذى يفصل بين تقديم الخدمة الصحية والدفع مقابلها، فإنه يتم إخطار الجهة المسئولة عن التمويل بإيقاف تمويل المنشأة غير الملتزمة، وبناءً على ذلك، تُقدَّم الخدمات الطبية مجانًا فى تلك المنشأة، حيث لا يتم دفع مقابل لهذه الخدمات نظرًا لتعليق أو إلغاء الاعتماد.
■ كيف تدعم الهيئة المنشآت الصحية لتحقيق متطلبات الاعتماد؟
- تقدم الهيئة دعمها للمنشآت الصحية بطرق متعددة لضمان تحقيق متطلبات الاعتماد، أولًا، تعمل الهيئة على توعية المواطنين بأهمية الجودة فى القطاع الصحى، حيث تستهدف توعية آلاف ثم ملايين المواطنين لتعزيز مفهوم الجودة وأثره على تحسين الخدمات الصحية، ثانيًا، تكثف الهيئة الزيارات التسويقية لنشر فكرة الجودة وزيادة وعى الجمهور بمفهومها وأهميتها.
ثالثًا، توفر الهيئة برامج تدريبية مخصصة لمقدمى الخدمة الصحية داخل المنشآت، وتشمل هذه التدريبات «الأطباء والصيادلة والتمريض الفنيين وغيرهم»، ويجرى تدريبهم على كيفية تطبيق معايير الجودة بفاعلية فى مختلف العمليات الصحية.
■ ما التحديات التى تواجه الهيئة؟
- أبرز التحديات التى تواجه الهيئة هى ثقافة الشعب، إذ نعمل على توعية المواطنين بضرورة التوجه إلى الوحدة الصحية باعتبارها البوابة الأولى لمنظومة التأمين الصحى الشامل.
هل هناك فرق بين معايير الاعتماد فى مصر والعالم؟
- لا يوجد فرق جوهرى بين معايير الاعتماد الصحية فى مصر والمعايير المعتمدة عالميًا، فقد أصبحت المعايير المصرية تتماشى بشكل كامل مع المعايير الدولية، ولكى تكتسب هذه المعايير صفة العالمية، يجب أن تحصل على اعتماد من جهات دولية معترف بها عالميًا.
ومن أبرز هذه الجهات؛ الجمعية الدولية لجودة الرعاية الصحية «إسكوا»، وهى منظمة متخصصة فى مراجعة واعتماد جهات الاعتماد فى مختلف أنحاء العالم، وعند تقييم هذه الجهات، تقوم «إسكوا» بإصدار تقارير تؤكد ما إذا كانت هذه المعايير قد جرى تطبيقها بشكل صحيح ووفقًا للمستوى المطلوب.