أزمة كبيرة شهدها الشارع المصرى، خلال الساعات الماضية بعد القبض على أحد الأشخاص الذى انتحل صفة مأذون وقام بتحرير العديد من عقود الزواج الوهمية، الأمر الذى تسبب فى حالة من الخوف والزعر فى المجتمع المصرى، وبدأت التساؤلات بين المواطنين عن مدى صحة عقود الزواج التى قام هذا الشخص بإبرامها خلال الفترة الماضية.
الأجهزة الأمنية تلقى القبض على المأذون المزيف
البداية عندما نجحت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، في ضبط أحد الأشخاص بالقاهرة لقيامه بتزوير المحررات الرسمية والعرفية للنصب والاحتيال على المواطنين.
وأكدت معلومات وتحريات الإدارة العامة لمكافحة جرائم الأموال العامة بقطاع مكافحة جرائم الأموال العامة والجريمة المنظمة قيام أحد الأشخاص "له معلومات جنائية"، بمزاولة نشاط إجرامى تخصص فى تزوير المحررات الرسمية والعرفية (وثائق الزواج والطلاق - الشهادات الصحية)، عن طريق انتحال صفة مأذون وإنشاء مكتب "بدون ترخيص" كائن بدائرة قسم شرطة النزهة بالقاهرة، والترويج لنشاطه على مواقع التواصل الاجتماعى بقصد الاستفادة المادية.
وعقب تقنين الإجراءات تم استهدافه وضبطه وبحوزته عدد كبير من وثائق الزواج والطلاق وإخطارات عقد قران "مزورة" – أكلاشيه – لافتة إعلانية – 2 هاتف محمول" بفحصهما فنيًا تبين احتواؤهما على دلائل تؤكد نشاطه الإجرامى".
ماذا قال الأزهريون عن عقود الزواج المبرمة من المأذون المزيف؟
"الدستور" قامت بتوجيه استفسار المواطنين الذي يشغل بالهم فى هذا الشأن إلى علماء الأزهر الشريف، حيث أكدوا على صحة واقعة الزواج لأن الزواج إشهار وشهود وولى وهذه الأركان كلها وُجدت، ولكن يبقى تقنين الوضع القانونى فقط.
وقال الدكتور أحمد حمد ماهر الطرهونى، من علماء الأزهر الشريف، إن الزواج فى هذه الحالة صحيح طالما وجد الولي والشهود وحدث إشهار للزواج، واكتملت أركان الزواج، ولكن يجب تقنين الوضع القانوني بحيث لا تضيع حقوق الزوجة، ولذلك أنصح الأخوة الذين تزوجوا على يد هذا الرجل بالذهاب للمحكمة أو المأذون الشرعى الخاص بالمنطقة أو المكان الذى يسكنون فيه وإبرام عقد الزواج من جديد.
وتابع "الطرهونى" فى تصريحات خاصة لـ"الدستور" أنه يجب على المواطنين أن يتأكدوا من شخصية المأذون الذى يقوم بإجراء عقد الزواج قبل استدعاءه من الأساس لأن الأمر ليس سهلا على الإطلاق وحتى لا تحدث مشكلات بعد ذلك.
حالات الزواج صحيحة 100 %
فى سياق متصل، قال الدكتور أيمن ابوالخير، من علماء وزارة الأوقاف، إن حالات الزواج التى أبرمها المأذون المزيف صحيحة 100% وتعامل معاملة "الزواج العرفى"، حيث توجد الكثير من الحالات التى يتم فيها إشهار الزواج دون عمل عقد رسمى نظرًا لصغر سن العروس ويتم الزواج بشكل عادى وهذا الأمر منتشر فى محافظات الصعيد وبعض محافظات الوجه البحرى، ولذلك فإن رسالتنا إلى الأشخاص الذين قاموا بإتمام أمر الزواج عند هذا المأذون المزيف ضرورة التوجه إلى المحكمة لعقد وثيقة الزواج مرة أخرى بشكل صحيح ولكن تأخذ الوثيقة القديمة حتى يتم اعتمادها بشكل رسمى من قبل الجهات القضائية ووزارة العدل.
ونصح "أبوالخير " فى تصريحات خاصة لـ"الدستور" المواطنين بضرورة التأكد من شخصية المأذون الذى سيقوم بإبرام عقد الزواج حتى لا يكونوا فريسة لأى شخص نصاب.