أكد الدكتور عبدالمنعم سعيد، المفكر السياسي وعضو مجلس الشيوخ، أن ما يحدث فى سوريا الآن له تأثير كبير على المنطقة، مشيرا إلى أن ما يحدث فى سوريا يمكن أن ينتهى بعدة طرق، أولًا، هناك نهاية للربيع العربى السورى بعد إزاحة بشار الأسد من الحكم، ثانيًا، لكى تبدأ عملية البناء، يجب أن نتحدث عن وطنية الدولة، ثم بعد ذلك يمكن البدء فى عملية البناء.
وأضاف “سعيد” فى تصريح لـ"الدستور"، أن السوريبن يعانون من مشكلة التفكك الداخلى، وحل هذا التفكك يكمن فى الاتحاد مع آخرين. لذلك، بعد استقلال سوريا، كانت البلاد على وشك التفكك لولا الوحدة مع مصر، إلا أن هذه الوحدة لم تستمر.
وأضاف المفكر السياسي، أن أسوأ السيناريوهات هو انزلاق سوريا إلى حرب أهلية طويلة الأمد؛ نظرًا لتعدد الطوائف وانتشار الجماعات المسلحة التى عانت من حكم بشار الأسد، بالإضافة إلى ذلك، لم يعد هناك جيش سورى فعال، حيث تعرض للتدمير بشكل كبير، خاصة نتيجة الهجمات الإسرائيلية، متابعا ان إعادة بناء الجيش السورى لن تكون سهلة.
سوريا تواجه تحديات كبيرة
ولفت الدكتور عبدالمنعم سعيد إلى أن سوريا تواجه تحديات كبيرة، وتمر بمرحلة انتقالية معقدة تشهد تحولات عميقة، فى ظل هذه التغيرات، يظل الاستقرار بعيد المنال حتى تتضح معالم المرحلة المقبلة وتصل إلى حالة من التوازن.
وقال المفكر السياسي: نحتاج لإعادة ترتيب التوازن الاستراتيجى فى المنطقة، فعندما اندلعت ثورات الربيع العربى، أصيبت المنطقة بخلخلة شديدة استفادت منها دول مثل إيران وتركيا وإثيوبيا، التى تصرفت بطرق مختلفة لتحقيق مصالحها، مؤكدا ان عملية إعادة التوازن يجب أن تصدر عن القوى الكبرى التى تمتلك رؤية طويلة المدى، لكن فى النهاية، يجب أن تبدأ ببناء بلدك أولًا، ثم تتعاون مع الآخرين الأقرب إليك.