الميراث... والدم.!!

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

منذ نعومة أظافره وهو يصحو من نومه على مشاجرات امه وأبيه، لم يتذكر الفتى مرور يوم دون شجار بين والديه ولم يسلم الامر من تبادل السباب وربما الضرب أحيانا، حتى بلغ الطفل سن الشباب واستمر الوضع بين ابويه على حاله، حتى قرر الاب الزواج مرة أخرى وأبلغ زوجته الأولى بقراره وخيرها بين البقاء معه وبين الانفصال واختارت البقاء على ذمته.

 وقام الزوج بتوفير مسكن خاص بها وابنها الوحيد وداوم على إرسال مصروفها وابنها، اعتقد الزوح ان حياته استقرت وخاصة بعد ان رزقه الله بطفلين توأم من زوجته الثانية، وحاول الاب أن تكون علاقة ابنه الأكبر من زوجته الاولى على علاقة طيبة بشقيقيه التوأم محمد وكريم. 

وكان الابن الاكبر يحاول اقناع والده انه يكن مشاعر طيبة وحب لشقيقيه وكان والده دوما يحاول ذلك وانه سوف يكون المسئول عن شقيقيه التوأم، فى حالة وفاة الاب... مرت الأيام وخدع الاب فى مشاعر ابنه الاكبر المليئة بالحقد والكراهية لشقيقيه، وجاء اليوم الذى كان الاب يتمنى الا يراه منه ابنه، جاء الابن لزيارة ابيه ومعه بعض الحلوى لشقيقيه، واخذهما بين احضانه، كاد قلب الاب ان يطير من بين ضلوعه من فرط سعادته بابنه وحبه للتوأم.. وحدث نفسه كم انا سعيد ومطمئن على الطفلين بعد وفاتى فسيكون شقيقهما بمثابة الاب لهما.

وبدأ الابن الحديث. ابى اننى ارجو منك ان تأتى معى لخطبة الفتاة التى اختارها قلبى وقررت ان تكون شريكة حياتى، سعد الاب سعادة بالغة ورحب بطلب ابنه واتفقا على موعد زيارة اهل العروس. وفى الموعد المحدد توجه الاب ومعه الورود والحلويات وذهبا

الى أهل العروس، وبعد طلب يد العروس والاتفاق على كل التفاصيل. أبلغ الاب اهل العروس ان ابنه العريس سيتكفل بكل نفقات الزواج، لانه اب لطفلين صغيرين ولا يستطيع مساعدة ابنه فى نفقات الزواج.

انتهى اللقاء ولم يستطيع الابن إخفاء غضبه من والده وعنفه ولامه كثيرا على هذا القول وطلب منه مساعدته فى نفقات الزواج وعليه إعطاءه جزءا من ميراثه لإتمام زواجه ورفض الاب بحجة ان شقيقيه التوأم فى حاجة الى كل ما يملك وعليه الاعتماد على نفسه. 

جن جنون الابن وسيطر عليه الغضب وأفكار تدعوه الى الانتقام من ابيه بل الانتقام من الطفلين اللذين يقفان امام سعادته، وقرر فى لحظة شيطانية التخلص من شقيقيه التوأم وبدأ يعد العدة لجريمته... ترك عمله وأمور زواجه وأصبح شغله الشاغل هو مراقبة الطفلين مراقبة دقيقة، وتأكد من أنهما يقضيان يوم الجمعة من كل أسبوع فى منزل جدهما لامهما فى ذات القرية.

 وفى يوم تنفيذ الجريمة توجه الى منزل جد الطفلين وبالفعل وجدهما يلهوان امام المنزل، راقب الطريق وعندما خلا تماما من المارة توجه الى شقيقيه وطلب منها الذهاب معهما لشراء الحلوى، وذهب الطفلان معه فهو اخوهما الاكبر ودائما والدهما ينصحهما بسماع كلام شقيقهما فهو مثل والدهما، ذهبا معه وهما لا يعرفان من الدنيا سوى اللعب والحب ولكن شيطان شقيقهما لا يعرف سوى الحقد والكره والموت.

اخذهما الى مكان بعيد حيث لا يوجد بشر انها ترعة القرية واليوم يوم الجمعة واهل القرية يقيمون الصلاة لله، ولكن المجرم كان ينفذ جريمته البشعة..قتل شقيقيه كى يحصل على ميراث ابيه بمفرده، وجذب الصغيرين الى داخل مياه الترعة واخد يضغط على رأسيهما داخل المياه حاول الطفلان الهرب والاستغاثة ولكن الشيطان كان أقوى وملك الموت أسرع.

 وبعد تأكد المجرم من موت شقيقيه، هرول مسرعا من مكان الجريمة وعاد الى منزل خطيبته كى يثبت انه كان فى زيارتها اثناء وقوع الجريمة...انتظرت أم الطفلين عودتهما من منزل جدهما ولكنهما لم يعودا، بل اختفيا تماما وكأنهما فصل ملح وداب.

كاد قلب الام ان ينفطر وهرولت أبلغت زوجها وكعادة اهل الريف احضر الاب ميكروفون وجاب شوارع القرية يعلم اهلها بغياب الطفلين، وسمع الابن القاتل النداء ترك منزل خطيبته وهرول يبحث عن شقيقيه مع والده وكل اهل القرية.

وفى هذه الاثناء جاء احد رجالات القرية يبلغ الاب المكلوم ان جثتى طفليها فى الترعة غريقين، اخرج الاهالى الطفلين وحضر رجال الأمن بعد إبلاغهم بالحادث، وبدأ البحث والتحرى وسماع الشهود، وتفريغ الكاميرات المنتشرة فى محلات القرية. 

وكانت المفاجاة المروعة...شقيق الطفلين الاكبر هو من اخذهما من أمام منزل جدهما. 

على الفور تم القبض عليه حاول الإنكار والهروب ولكن أمام ما أثبتته الكاميرات وتوقيت وقوع الجريمة بعد تشريح حثتى الطفلين وأنهما خنقا قبل موتهما.

 انهار القاتل واعترف بجريمته النكراء، مبررا اياها بان والده كان يفضلهما عليه وانه رفض مساهمته فى تكاليف الزواج بحجة الانفاق على التوأم وانه رغب فى الاستيلاء على الميراث بمفرده. 

أيام وإحالته النيابة الى محكمة الجنايات فالقضية مكتملة الأركان قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد، اعترف القاتل امام قضاة المحكمة بتفاصيل جريمته ولم يحاول الإنكار او حتى طلب محاميا للدفاع عنه. 

عدد قليل من الجلسات، وحجزت القضية للحكم، وجاء يوم القصاص بإجماع الآراء قضى بإعدام الاخ الأكبر بتهمة قتل شقيقيه التوأم.

فقد الاب أولاده الثلاثة فى لحظة طمع فى ميراث لا يغنى ولا يسمن من جوع 

حدث ذلك فى إحدى قرى محافظة الشرقية العام الماضى..

 

0 تعليق