أعلن حزب الله اللبناني، الأربعاء، أنه استعاد عافيته بالكامل، مؤكدًا امتلاكه الإمكانات التي تؤهله ليصبح أقوى. وجاء ذلك على لسان أمين عام الحزب نعيم قاسم خلال كلمته في المؤتمر الدولي الرابع لتكريم العلامة محمد تقي مصباح يزدي الذي عُقد في طهران.
وقال قاسم: "المقاومة مستمرة، واستعادت عافيتها بالكامل، ولديها ما يمكنها من أن تصبح أقوى. ودعا الدولة اللبنانية إلى العمل بجدية على متابعة ملف وقف إطلاق النار عبر القنوات السياسية والدولية المناسبة، مؤكدًا أهمية دور الدولة في هذه المرحلة لتحقيق الاستقرار وحماية السيادة الوطنية.
رد حزب الله على الاعتداءات الإسرائيلية
تطرق نعيم قاسم في كلمته إلى الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على جنوب لبنان، واصفًا إياها بأنها "اعتداء على الدولة اللبنانية والمجتمع الدولي". وأشار إلى أن مسؤولية متابعة وقف إطلاق النار تقع على عاتق الدولة اللبنانية من خلال لجنة تنفيذ الاتفاق.
وأكد قاسم أن المقاومة قدّمت تضحيات كبيرة في مواجهة العدوان الإسرائيلي، لكنها نجحت في الصمود ومنعت العدو من تحقيق أي تقدم يُذكر. وأضاف: "المقاومة أثبتت أنها قادرة على الوقوف في وجه الاعتداءات، والآن فرصة للدولة اللبنانية لتثبت نفسها بالعمل السياسي على الساحة الدولية".
حزب الله يعزز موقفه الإقليمي والدولي
مشاركة نعيم قاسم في المؤتمر الدولي بطهران تأتي في سياق محاولات الحزب تعزيز حضوره على الساحة الإقليمية والدولية، حيث يسعى لربط المقاومة اللبنانية بمحور أوسع من التحالفات الإقليمية. وأكد قاسم في كلمته أن المقاومة ليست مجرد قوة عسكرية بل مشروع سياسي وشعبي يستند إلى تضحيات كبيرة لتحقيق الاستقلال والسيادة.
الدور المنتظر من الدولة اللبنانية
دعوة حزب الله للدولة اللبنانية لتحمل مسؤولياتها تأتي في وقت حرج يتطلب تنسيقًا مشتركًا بين الأطراف اللبنانية لتجنب المزيد من التصعيد. وأكد قاسم أن الدولة مسؤولة عن حماية السيادة اللبنانية والعمل على تثبيت وقف إطلاق النار بالتعاون مع المجتمع الدولي.
ويرى مراقبون أن دعوة الحزب للدولة اللبنانية تحمل بُعدًا استراتيجيًا، حيث يسعى الحزب إلى تعزيز شرعيته الداخلية عبر المطالبة بدور فاعل للدولة في إدارة الأزمات. كما تعكس هذه التصريحات إدراك الحزب للحاجة إلى دور سياسي موازٍ لقوة المقاومة العسكرية، بهدف تحقيق مكاسب دائمة على المستويين الداخلي والخارجي.
تضحيات وصمود في مواجهة التحديات
اختتم قاسم كلمته بالإشارة إلى التضحيات الكبيرة التي قدمها حزب الله خلال المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على أن صمود المقاومة لم يكن فقط على المستوى العسكري، بل أيضًا على المستوى الشعبي والسياسي. وأكد أن المقاومة ستواصل دورها كدرع يحمي لبنان من أي عدوان، وفي الوقت ذاته تدعو الدولة إلى تعزيز مكانتها عبر الدبلوماسية والعمل السياسي.