اتفاق لسحب القوات الأجنبية و«باشاغا» بالقاهرة.. ليبيا تتنسم السلام

مصر العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في يوم مهم بمصير مفاوضات السلام في ليبيا، أعلنت اللجنة العسكرية المشتركة، توصلها لاتفاق لسحب القوات الأجنبية من ليبيا، بعدما أكدت الأطرف المشاركة رغبتهم في السلام والوحدة لا القتال.

 

يأتي هذا بالتزامن مع لقاء وزير داخلية حكومة الوفاق الوطني الليبي فتحي باشاغا، مساء اليوم الأربعاء، في القاهرة، مع مسؤولين مصريين، لمناقشة مكافحة الإرهاب، وتفكيك العناصر المسلحة وإمكانية إعادة دمج عناصرها في المؤسسة العسكرية الليبية والمؤسسات الأمنية والشرطية.

 

وأعلنت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) التي عقدت في مدينة «غدامس» الليبية على مدار يومين، اليوم الأربعاء عن التوصل لاتفاق يشمل 12 بندا أولها تشكيل لجنة عسكرية فرعية للإشراف على عودة القوات إلى مقارها وسحب القوات الأجنبية من خطوط التماس، وتعقد هذه اللجنة أول اجتماع لها في سرت بحضور لجنة «5+5» في القريب مع وجود البعثة دون تحديد موعد محدد.

 

وقرأت مبعوثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز، بنود الاتفاق، بعدما أكدت أن الأطراف المشاركة أنجزت معجزة وتجاوزت الصعوبات وأكدوا رغبتهم في السلام والوحدة لا القتال.

 

ومن ضمن بنود الاتفاق مطالبة مجلس الأمن الدولي بالتعجيل بإصدار قرار ملزم لتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جنيف في تاريخ 23 أكتوبر الماضي، كما اتفقت اللجنة على تدابير المراقبة بما فيها المراقبون الدوليون، وتحديد عمل اللجنة الأمنية المشتركة في وضع الترتيبات الأمنية في المنطقة المحددة.

 

وقررت اللجنة العسكرية أن يكون مقرها الرئيسي في مجمع قاعات واغادوغو في مدينة سرت، واللجنة الفرعية للترتيبات الأمنية في مدينتي هون وسرت، وأعلنت أن أول اجتماع يعقد لتوحيد حرس المنشآت النفطية سيكون في 16 نوفمبر بمدينة البريقة مع حضور آمري حرس المنشآت النفطية ومدير المؤسسة الوطنية للنفط والبعثة الأممية، وترفع أعمالها إلى اللجنة المشتركة.

 

وتضمن الاتفاق استمرار عمل اللجنة الفرعية لتبادل المحتجزين إلى حين إتمام الملف، فضلا عن تشكيل فرق هندسية لإزالة الألغام بالتعاون مع فريق الأمم المتحدة وجهاز المخابرات العامة، بالإضافة إلى العمل الفوري على فتح رحلات دورية إلى سبها وغدامس، مع تأهيل سريع للمطارين حسب الحاجة.

 

وأكدت اللجنة قيامها بتشكيل لجنة مختصة بمتابعة ومكافحة خطاب الكراهية من ذوي الاختصاص وبالتعاون مع البعثة ويكون لديها طابع مدني.

 

 

 

وفي نفس السياق، وفي زيارة تعد هي الأولى وصل وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني، فتحي باشاغا، إلى القاهرة حيث أجرى نقاشا مع مسؤولين مصريين حول "مكافحة الإرهاب، وتفكيك الميليشيات المسلحة وإمكانية إعادة دمج عناصرها في المؤسسة العسكرية الليبية والمؤسسات الأمنية والشرطية.

 

وقالت مصادر دبلوماسية مصرية لـ "سكاي نيوز عربية" إن زيارة باشاغا، تأتي في إطار مساعي القاهرة وانفتاحها على جميع الأطراف لإنهاء الأزمة الليبية التي طالت لما يقرب من 10 سنوات.

 

وأفادت المصادر الدبلوماسية التي فضلت عدم تسميتها، أن زيارة فتحي باشاغا للقاهرة تأتي في إطار تحركات مصر مع كافة الأطراف الليبية والشخصيات المؤثرة في الشأن الليبي وذلك انطلاقا من دور مصر الرائد لتقريب وجهات النظر بين الأقطاب السياسية والأمنية في ليبيا، وذلك من منطلق حرص القاهرة على استقرار الأوضاع في ليبيا، ونظرا لما تتمتع به مصر من رصيد تاريخي لدى كافة أبناء الشعب الليبي.

 

وقالت المصادر إن باشاغا يسعى لمد جسور الثقة مع القاهرة بوساطات دولية، تمهيدا لطرح نفسه رئيسا للوزراء في الحكومة الليبية المقبلة، خلفا لحكومة السراج.

 

كما أكدت مصادر مقربة من اللجنة المصرية المعنية بالشأن الليبي، أن القضايا المطروحة للنقاش في اللقاء هي سبل مكافحة الارهاب، وتفكيك الميليشيات المسلحة وإمكانية إعادة دمج عناصرها في المؤسسة العسكرية الليبية والمؤسسات الأمنية والشرطية، بالإضافة إلى إخراج المرتزقة الأجانب من ليبيا مع تأكيد القاهرة على عدم صحة تمكين الأيدولوجيات المتطرفة، والمتعاونين مع التنظيمات الإرهابية، من مستقبل ليبيا بعد ما مرت به ليبيا خلال العقد الماضي من انقسام وضياع للدولة واقتتال بين أبناء الوطن الواحد بسببها

 

وتأتي زيارة باشاغا للقاهرة قبل انعقاد المسار السياسي الليبي في تونس 9 نوفمبر الجاري والذي من المقرر أن ينتج عنه اختيار رئيسا للمجلس الرئاسي ونائبين له موزعة على الأقاليم الليبية الثلاثة، ورئيس حكومة منفصل يتولى إدارة المرحلة الانتقالية لمدة عام ونصف تمهيدا لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.

 

وفي إطار انفتاحها على كافة الأطراف الليبية، استضافت القاهرة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة عدة لقاءات جمعت الليبيين من كافة أنحاء ليبيا بالتنسيق مع البعثة الأممية في ليبيا في إطار رعاية تدابير الثقة بين الليبيين وفقا لمخرجات برلين وقرار مجلس الأمن رقم 2510 وإعلان القاهرة وتفاهمات أبوظبي.

0 تعليق