قال وسطاء عرب إن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بين حركة حماس وإسرائيل وصلت إلى طريق مسدود في الأيام الأخيرة، مما يجعل أي اتفاق غير مرجح قبل نهاية إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير الجاري، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
كواليس تعثر مفاوضات الهدنة في غزة
وتابعت الصحيفة، أن حماس جددت مطالبها بضرورة التزام إسرائيل بوقف دائم لإطلاق النار وهو الأمر الذي استبعدته إسرائيل منذ فترة طويلة.
وأضافت، أن فشل إبرام صفقة في غزة هو ضربة لإدارة "بايدن" التي استثمرت الكثير من الوقت ورأس المال السياسي من أجل وقف هذه الحرب، كما أنها بمثابة خيبة أمل كبرى لأكثر من 2 مليون فلسطيني محاصر في غزة يعانون من ويلات الحرب منذ أكثر من عام في ظل حصار إسرائيلي وحشي.
وأشارت إلى أنه في إسرائيل، تمارس عائلات المحتجزين ضغوطًا شديدة على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراحهم، لأن كل يوم في غزة يعرض حياتهم للخطر.
وتابعت الصحيفة، أن الآمال كانت قد ارتفعت بقوة في غزة بعد وقف الحرب بين حزب الله وإسرائيل في نوفمبر الماضي.
وأبلغت "حماس" الوسطاء في ذلك الوقت أنها على استعداد لتأجيل مناقشة إنهاء دائم للقتال في غزة حتى جولات لاحقة من المفاوضات، ما أثار الآمال في إمكانية وقف هذه الحرب لمدة شهرين على أقل تقدير مقابل إطلاق سراح بعض المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين من المعتقلات الإسرائيلية.
ووفقًا للوسطاء، كان الطرفان يدرسان فترة وقف إطلاق نار مدتها 60 يومًا، والتي من شأنها أن تشهد إطلاق سراح ما يصل إلى 30 محتجزًا في غزة، وفي المقابل، ستطلق إسرائيل سراح الأسرى الفلسطينيين وتسمح بتدفق المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، عقب اجتماع في منتصف ديسمبر الماضي مع نتنياهو، إنه يعتقد أن إطلاق سراح المحتجزين واتفاق وقف إطلاق النار في غزة قريبان.
تشدد الطرفان
وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن المحادثات توقفت مع تعمقها في التفاصيل، حيث تشدد الطرفان في مواقفهما.
وقال الوسطاء إن إسرائيل أصرت على أنها لن تستقبل سوى المحتجزين الأحياء في أي تبادل ورفضت الموافقة على إطلاق سراح بعض الأسرى الفلسطينيين الذين تسعى حماس إلى إطلاق سراحهم، ما دفع حماس لتجديد مطلبها بمسار لإنهاء الحرب.
ورفض مكتب نتنياهو طلب التعليق لكنه اتهم حماس علنًا بالتراجع عن التزاماتها، واتهمت حماس إسرائيل بتغيير شروط مطالبها لكنها قالت إن المفاوضات، على الرغم من تأخيرها، لم تفشل بعد.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، الجمعة الماضي: "نحن نواصل العمل على هذا الأمر بأقصى ما في وسعنا لمحاولة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل أن نترك مناصبنا".
وقال مسؤول أمريكي إن هيكل الاتفاق المحتمل لم يتغير منذ الربيع، لكن القضية الأكثر أهمية التي تفصل الجانبين الآن تتعلق بالمحتجزين والأسرى.
ويسلط الانهيار الضوء على استمرار انعدام الثقة والفجوات بين الجانبين على الرغم من أكثر من عام من القتال العنيف وأشهر من الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة ومصر وقطر لإقناعهم بالتوصل إلى اتفاق.
وبحسب السلطات الصحية الفلسطينية، فإن أكثر من 45 ألف شخص قُتلوا في غزة منذ هجمات السابع من أكتوبر 2023، ولم تذكر السلطات عدد المقاتلين، واستمر القتال مع معارك ضارية مؤخرًا في شمال قطاع غزة.
وقال وسطاء عرب، إنهم يتوقعون أن يعود الجانبان إلى طاولة المفاوضات بعد تولي الإدارة الجديدة السلطة في واشنطن.
وقال الرئيس المنتخب دونالد ترامب عبر منصة "تروث سوشيال"، إنه سيكون هناك "جحيم يدفع ثمنه" في الشرق الأوسط إذا لم يتم إطلاق سراح المحتجزين قبل توليه منصبه في يناير الماضي.
وقال الوسطاء إن حركة حماس تطالب الآن بضمانات من الولايات المتحدة وقطر ومصر بأن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلية من غزة ستستمر بعد اكتمال الصفقة الأولية.