كان استقبال العام الجديد 2025 مختلفًا تمامًا عما اعتاده المجتمع الإسرائيلي في السنوات الماضية. فبدلاً من الاحتفالات الصاخبة والألعاب النارية التي تمتد حتى الفجر، قضى السكان ساعاتهم الأولى في العام الجديد تحت وطأة صفارات الإنذار والخوف من التهديدات الأمنية.
تحول في طقوس الاحتفال
في الأعوام السابقة، كانت ليلة رأس السنة في إسرائيل مليئة بالفرح والضوضاء، مع حفلات ضخمة في الشوارع والميادين العامة. لكن هذا العام، تغير المشهد تمامًا. فقد تحولت الاحتفالات الصاخبة إلى أمسيات هادئة وعروض مغلقة، حيث فضل الكثيرون البقاء في منازلهم أو المشاركة في فعاليات صغيرة بعيدًا عن الزحام.
بين الفرح والخوف
انقسم الإسرائيليون بين الرغبة في الاحتفال بالعام الجديد والخوف من التهديدات الأمنية. فبعد أكثر من عام على بدء الحرب في قطاع غزة، ومع استمرار القتال، شعر الكثيرون بأنه من الصعب الاحتفال بالطريقة المعتادة. بالإضافة إلى ذلك، زادت الهجمات الصاروخية الأخيرة التي أطلقتها جماعة الحوثي من اليمن من حالة التوتر، حيث أصبحت صافرات الإنذار جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية.
إنذارات في منتصف الليل
في الساعة الثانية عشرة من منتصف ليل رأس السنة، دوت صافرات الإنذار في منطقة النقب الغربي. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن هذه الإنذارات جاءت بعد رصد إطلاق صاروخين من وسط قطاع غزة. وعلى الرغم من نجاح منظومة "القبة الحديدية" في اعتراض أحد الصاروخين، إلا أن الصاروخ الآخر تمكن من اختراق الدفاعات وسقط في منطقة مفتوحة داخل غلاف غزة.
أهالي المحتجزين يطالبون بالإفراج
في خضم هذه الأجواء المتوترة، لم ينس أهالي المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة استغلال المناسبة للمطالبة بعودة أبنائهم. حيث تجمع العشرات منهم في ساحة "الحامة" بتل أبيب، وأقاموا عرضًا بالشموع، مطالبين بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح 100 محتجز لا يزالون في غزة.
احتفالات هادئة بحثًا عن الحياة الطبيعية
اختار بعض الإسرائيليين الاحتفال بهدوء بعيدًا عن الصخب، كحل أمثل في ظل التهديدات المستمرة. وأشاروا إلى أنهم يريدون الخروج فقط للشعور بالحياة الطبيعية، لكن دون إفراط في الاحتفالات. وقال أحد المشاركين في الاحتفالات الهادئة: "نريد أن نشعر بالحياة، لكن ليس بالطريقة المعتادة. الوضع مختلف هذا العام."
خلاصة
استقبلت إسرائيل العام 2025 في ظل أجواء غير مسبوقة من التوتر والخوف، حيث طغت صفارات الإنذار والتهديدات الأمنية على الاحتفالات التقليدية. ومع استمرار الحرب في غزة والهجمات الصاروخية، أصبحت الحياة اليومية للإسرائيليين مليئة بالتحديات، مما دفع الكثيرين إلى تبني طقوس احتفالية أكثر هدوءًا وحذرًا.