صدر حديثا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة كتاب " ظلال الأسئلة " للكاتب والناقد جمال الطيب، والذي يعد الكتاب الأول في مسيرته بعد سنوات عديدة من ممارسة واحتراف الكتابة النقدية.
وعن أسباب تأخر صدور كتابه الأول، قال الكاتب والناقد جمال الطيب في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إنه لم يكن متحمسًا لفكرة “ظلال الأسئلة ” في البداية، مؤكدًا أنه يرى الكتابة النقدية جزء لا يتجزأ من الإبداع ومن تكوينه الشخصي، وذلك لشغفه بالاشتباك مع النصوص الإبداعية وفك شفراتها، إلا أن إلحاح أصدقائه دفعه للنشر، بعد أن اقتنع بآرائهم حول أهمية نشر تلك الدراسات النقدية وتضمينها في كتاب.
وتابع: “كان هناك أمر آخر يشغلني خلال جمع هذه الدراسات وتضمينها في الكتاب، وهو تساؤل حول دافع القارىء لللبحث عن كتاب مهموم بنقد الأعمال الإبداعية سواء قصة أو رواية، لذلك وقع الاختيار على الهيئة العامة لقصور الثقافة، لتكون الجسر الأول بيني وبين القاري، خاصة أن أسعارها في متناول الجميع".
وأضاف “الطيب” أنه انتهى من الكتاب منذ 4 سنوات تقريبا، مؤكدًا: “سعيد بخروجه للنور الآن”.
وأكمل: “النقد ليس مهنة هينة وممارستها مسؤولية كبيرة.. فالكتابة النقدية بالنسبة لي، تعني الاشتباك أولا مع النص ومن ثم الرجوع إلى ذلك المخزون المعرفي من قراءات سابقة في مجالات مختلفة، فالناقد في المقام الأول قاريء موسوعي، تُعينه تلك القراءات على فك طلاسم وشفرات النصوص الثقيلة المتعلقة بالتاريخ والفلسفة والجغرافيا”.
في هذا الكتاب مقالات نقدية هي أقرب للسباحة في النصوص وفك شفراتها هناك قراءات نقدية لأعمال ناقشت الحروب واخرى ناقشت الحب وثالثة ذهبت الى مسألة التاريخ.
ظلال الاسئلة
ويتناول الكتاب، بالتحليل النقدي ست عشرة رواية وإحدى عشرة مجموعة قصصية لكتاب من مصر والوطن العربي، وتنوعت اختيارات الناقد جمال الطيب بين بلدان مختلفة وأجيال متباينة، من «ربيع في الرماد» لزكريا تامر الكاتب السوري المولود في العام 1931، إلى «زرقاء عدن» لليمنية الشابة لارا الضراسي، و«إمبراطورية حمدان» للكاتب المصري الراحل عبدالوهاب الأسواني، و«جدو كاب» للكاتب المصري النوبي يحيى مختار المولود في العام 1936، وغيرهم من أجيال مختلفة وكتاب راحلين وشباب واعد.
“ظلال الأسئلة”.. قراءات في السرد من مصر والدول العربية
يحاول الكتاب التيسير على القارئ لاختيار ما يناسب ذوقه ومزاجه في القراءة هو يقرأ ويعرض العمل الأدبي ويشير إلى جمالياته أو إخفاقاته دون وصاية على الكاتب أو القارئ لا يدعى أنه يقدم نقدأ بنظريات نقدية متعارف عليها. فلن يجد القاري مصطلحًا نقديًا واحدًا من تلك المصطلحات التي تهم المتخصص ولا يهتم بها القارئ العادي.