.. بالتحليل الجيوسياسي الأمني، أصبح ما يحدث في سوريا حالة استثنائية في التاريخ المعاصر.
سياسيا وإعلامي، أقرت وسائل إعلام سورية، "دون تعليق" بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتوغل إلى أعماق مدينة القنيطرة - جنوب سوريا -بالدبابات والآليات المدرّعة، ويصل باتجاه مدينة السلام (معروفة ب:البعث سابقًا) ويطرد موظفين من دوائر حكومية بعد محاصرة مبانٍ حكومية فيها ويطالب بإخلائها.
.. أيضا؛ سجلت أوساط سياسية وإعلامية سوريه وعربية، ودوليه، غياب أي ذكر لهضبة الجولان السوري المحتل والتوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية خلال حوار استمر حوالي الساعة، أجرته قناة "العربية "مع رئيس الهيئة الإدارية الجديدة، هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، الجولاني، في سورية، سواء في أسئلة القناة أو في استعراض الشرع لسياساته ومواقفه، خصوصًا أن الخطابات المتلاحقة له منذ تسلّم الحكم في العاصمة السورية دمشق، لم ترد على ذكر الجولان المحتل لجهة إعلان الالتزام باستعادته سواء عبر مسار دبلوماسي وقانوني أو من خلال خيارات أخرى، فيما يضع كيان الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني قرار ضم الجولان إلى الكيان في أولويات شروطه لاستقرار العلاقة عبر الحدود مع سورية.بحسب ما نشرت صحيفة البناء، لسان حال الحزب القومي السوري.
.. كل ذلك يحدث، يتسارع في آلة الزمن السورية، التي أن طبقت احداثياتها في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الجاري، وفيها بسطت الفصائل السورية سيطرتها على حلب والعاصمة دمشق، وحماة لينتهي بذلك 61 عاما من حكم نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
.. وبذات التحول الدراماتيكي،
أعلن قائدة الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع:الجولاني تكليف محمد البشير رئيس الحكومة، التي كانت تدير إدلب، شمال غرب سوريا منذ سنوات، بتشكيل حكومة سورية مؤقتة.
*سوريا الجديدة "مؤجلة".
في ظل ذلك، سياسيا، أصبحت سوريا الجديدة، بحكم "المؤجلة".. والتغييب الزمني للإاستحقاقات الدستورية يهدد اي استقرار مامول، بل ويحرض على عدم عودة اللاجئين السوريين من أماكن اللجوء، خوفا من عودة شبح الطاغية الحاكم.
.. تقييم المجتمع الدولي، عن تصريحات الشرع/الجولاني، تشير إلى أن تأجيله الاستحقاقات الدستورية، يهدد ويزيد من مخاطر متعددة على الوحدة الوطنية، وأن تأجيل سوريا الجديدة وفق جداول زمانية، هو ليس من القرارات الوطنية السورية في ظل الأزمة بعد هروب وسقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
في ذلك، التقط المحلل السياسي، رئيس تحرير موقع المدن اللبناني، "منير الربيع"، ما يحاول "الشرع/الجولاني" أن يتماهى (سياسيا وأمنيا) مع متطلبات إقليمية ودولية.
*الآتي.. سوريا نقطة ارتكاز في تحولات دول المشرق العربي.
كنت/نا في "الدستور" تنبأنا بأثر ما يحدث في سوريا من قلق وخوف، ربما يؤدي إلى فشل التحول الدراماتيكي في سوريا، هنا يقول الربيع:تشكّل سوريا نقطة ارتكاز في تحولات دول المشرق العربي.
.. وهذا التحول، يعني ان سوريا الظاهرة اليوم هي التي ستكون:
*أولا:
فلسطين هي القضية المركزية والتي تسعى إسرائيل إلى إنهائها. ولطالما ارتبطت القضية الفلسطينية بموازين قوى عربية وإقليمية، لذلك فإن أهمية الوضع في سوريا لا تنفصل عن أهمية الوضع الفلسطيني ومستقبل الفلسطينيين، في ظل المساعي الإسرائيلية الدائمة لضرب كل الحواضر العربية.
*ثانيا:
مشروع "ضرب النفوذ الإيراني" في المنطقة بهذا الاتجاه. فهي نقطة الارتكاز والمنطلق وخط الإمداد الذي قطع عن حزب الله. لم يكن لسقوط نظام بشار الأسد أن يتحقق لو لم تحقق إسرائيل ما حققته في لبنان من خلال ضرب بنية حزب الله العسكرية وكبار قادته.
*ثالثا:
الانهيار السياسي والأمني في دمشق وصولًا إلى قطع طريق الإمداد، مع ما يرافقه من انعكاسات على الساحة العراقية، وعلى إيران بالتحديد كدولة، نظام، ومشروع.
*رابعا:
في الصورة الإقليمية وتوازنات الوضع في المنطقة، فإن سوريا هي التي ستتصدر المشهد. وتأثيراتها ستشمل لبنان، الأردن، العراق، وفلسطين.
*خامسا:
المواقف التي تعلنها المرحلة السياسية الجديدة، وفق القائد الرئيس أحمد الشرع/الجولاني تشير بوضوح إلى ملاءمتها الجو العام العربي والدولي. فهو:
*أ:
يبدي كل الاستعداد للانفتاح على القوى العربية وعلى الغرب، ويركز في اهتماماته على استقطاب شرعية اعتراف العالم به.
*ب:
سوريا لن تكون منطلقًا لتهديد أمن أي دولة، لا بل يريد لها أن تكون عنصر صناعة استقرار لدول الجوار. *ج:
المواقف، سياسيا وأمنيا؛ من شأنها أن تريح المنطقة العربية ولا سيما دول الخليج والأردن ومصر، ويريح الغرب، الذي لا يريد أي مجال للدخول في حروب عربية جديدة ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية.
*سادسا:
فرض أمر واقع دولي على الواقع الداخلي. وهو ما يتجلى في تصريحات الشرع /الجولاني بأن عديد الاستحقاقات الوطنية الدستورية، تحتاج إلى مدد زمانية طويلة متفاوته، منها:
*1:الانتخابات الرئاسية:
قد تحتاج إلى أربع سنوات، بما يتناقض مع متطلبات الشعب السوري الذي كان يتوق إلى الانتهاء من نظام الأسد وفتح المجال أمام الحيوية السياسية، وإحياء مؤسسات دستورية قائمة على الديمقراطية وعلى الانتخابات، لمأسسة العملية السياسية وشرعنتها،ويزي المحلل الربيع، أن الشرع/الجولاني، يريد تأجيله مقابل التصرف بأنه الحاكم الفعلي طيلة هذه السنوات، على قاعدة "الانسجام" الذي يتحدث عنه. وهذا ما قد يفتح سوريا على مخاطر كثيرة، أبرزها رفض شرائح المجتمع السوري للعودة إلى مثل هذه الممارسات، والحاجة إلى الانفتاح الفعلي على الحياة السياسية، التي تشارك فيها كل مكونات الشعب السوري، على اختلاف الانتماءات السياسية، الطائفية، القومية، والعرقية، خصوصًا أن سوريا دولة معقدة جدًا سياسيًا واجتماعيًا، ولا يمكن للسوريين القبول بالعودة إلى قمقم كان قد وضعهم فيه النظام السابق.
*2:عقد المؤتمر السوري الوطني:
التحضير لعقد المؤتمر السوري الوطني، أو مؤتمر الحوار، والذي يتخييل الشرع/الجولاني، إمكانية أن يكون خلال أيام قليلة (..) مع بداية السنة الجديدة، الدعوات التي توجه إلى هذا المؤتمر تبدو فردية ولا توجه إلى كيانات سياسية قائمة بذاتها. وهذا سيخلق الكثير من السجالات والاختلافات؛وهو،كما تلفت المدن البيروتيك:يريد لهذا المؤتمر أن يكرس نوعًا من المشروعية للمرحلة الجديدة، مع تشكيل لجان منبثقة عن المؤتمر للبحث في المرحلة السياسية المقبلة،
*3: لجان ل كيفية صياغة الدستور:
لجان ستعمل التكييف صياغة جديدة للدستور السوري، يحتاج إلى ثلاث سنوات، على حدّ تعبيره في الحوار مع العربية.
*التغييب الزمني للإاستحقاقات الدستورية تعيد نهج الطاغية.
حوار الشرع /الجولاني، اعدت إجابات مسبقا، لم تكن، في التحليل السياسي فلسفة إدارة الأزمات وسياسة الحكم، إلا محط تجربة، اعد أجوبة الإعلام المطلوبة وفق مختبر سياسي أمني، ويبدو ان هذا المختبر، تعمد التغييب الزمني للإاستحقاقات الدستورية والوطنية، متناسيا فسيفساء الخارطة السكانية المتباينة في سوريا من إدلب ومنبج وحلب وحماة وصولا إلى اللاذقية ودعا والجولان، والضياع الزماني، هو ضياع مكاني، وقد تعيد، هذه المحاولة من العمل الي عودة نهج الطاغية في إدارة البلاد.
.. أعداد الإجابات، طريقة الحوار ووثائقيات مسار الحورية، يؤكد، أن الخلطة السرية التي أعلنت، القصد منها المواجهة، والعودة إلى قلق حضاري، لدولة تنهار وهي تنظر نحو موازين القوى في المنطقة والاقليم، عدا عن أن دول جوار سوريا، هي الأكثر حيرة وتبحث عن دلالة للأحداث، ومنها طبيعة الحوار، مقيمة إعلامية تنقل كقيمة سياسية وأمنية موجهة.
كل ذلك، بأسف يقود سوريا، نحو تفعيل وتحريك عوامل سياسية واقتصادية وأمنية كثيرة، هي عمليا بدأت تتداخل وتتقاطع، تمهيدا، بل هي بدأت في بعض الأطراف السورية، لتؤسس إلى صدامات جديدة على الساحة السورية، بعضها ذات عناوين سياسية ونضالية وطنية واقليمية حول شكل الحكم وتوجهات الجماعات المختلفة، وفهمها لنهج المؤتمر الوطني أو لجان صياغة الدستور،لانها أحزاب وفصائل وميليشيات لها أجنداتها منذ أكثر من عقد من الأزمة السورية، وذات عناوين متصلة بمشاريع إقليمية ومصالح دولية لها ثقلها على الساحة السياسية، المضطربة أصلا.
لا جدال منطقي، المتعارف عليه أن تأجيل الاستحقاقات السياسية الدستورية التفاهمات الوطنية إلى سنوات، سيفتح سوريا على أبواب مخاطر وتدخلات ومساومات،سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعيا.
.. بل، قد اتفق مع رذيس تحرير المدن اللبناني، في التأكيد، أن هذه الأجنة تعني:
دول كثيرة ستجد نفسها قادرة على التلاعب في الساحة السورية، بدءًا من إسرائيل وليس انتهاء بإيران، التي بالتأكيد لن تستسلم بسهولة، وقد تعيد تفعيل تحركاتها وصلاتها مع شرائح اجتماعية سورية كثيرة، في سبيل إضعاف وضع هيئة تحرير الشام ووضعية وجود مشروعية قيادة الشرع/الجولاني، ويشمل ذلك إعادة الحروب الداخلية، المناطقية أو الطائفية إلى الجغرافيا السورية، نتيجة تفتت الجيش السوري وقوي الأمن، ووجود صراع الحلفاء والاضداد، تركيا وإيران وروسيا.
*.. من يضبط مؤتمر الحوار الوطني السوري؟!
لا يعني الإعلان عن لجنة تحضيرية لترتيب تفاصيل مؤتمر الحوار الوطني بسوريا، اي تغيير في يوم هيئة تحرير الشام، أو الفصائل المعارضة التي تعمل معها او مع الحكومة الانتقالية، أو إدارة العمليات.. الخ من مسميات، أو التصور ان نتائج المؤتمر أو الحوار الوطني ستكون، وفق تيار الشرع/الجولاني، أو على هو تركيا أو روسيا أو الأكراد، أو أن
الحكومة المقبلة، بعد المؤتمر لن تكون قائمة على أساس المحاصصة.
.. الوهم المعلن، عن إمكانية وسهولة عقد الموتمرالوطني في دمشق، مسألة سهلة، أو ممكنة، أؤكد، وفق رؤية سياسية، أن ذلك ابعد عن أن يتحقق نتيجة الصراع الخفي، الذي يعني كشف الغطاء، وبالتالي بدء الصراع.
.. عمليا، وفق المعلن قالت مصادر خاصة للإعلام العربي والدولي إن لجنة تحضيرية سيتم تشكيلها لترتيب دعوات وتفاصيل جلسات مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي ستنبثق عنه هيئة عامة لاختيار الحكومة الانتقالية ولجنة لصياغة الدستور.
.. المعلن/السري في آن واحد(..):
*1:
أن الدعوات ستوجه لكل ممثلي المجتمع السوري، للمشاركة في الهيئات واللجان التي ستنبثق عن المؤتمر.
*2:
أن النقاشات مستمرة مع كل مكونات الشعب السوري لتمثيلها في المؤتمر.
*3:
الحوار مفتوح مع قوات سوريا الديمقراطية، والمجلس الوطني الكردي، لحضور شخصيات منها المؤتمر.
*4:
جدول أعمال المؤتمر سيبحث تأسيس هيئة عامة لاختيار الحكومة الانتقالية المقبلة التي ستتحدد مدة عملها بتوافق وطني ; لن تكون قائمة على أساس المحاصصة الطائفية أو الدينية أو السياسية، وإنما على الخبرات والتكنوقراط.
*5:
مناقشة آليات تشكيل لجان تنفيذية لاختيار الحكومة واللجان التشريعية وآليات عملها.
*6:
تشكيل لجان خبراء للعمل على صياغة دستور جديد يستفتى عليه الشعب.
*العقوبات الأمريكية الغربية تتحكم بالأجندة السورية.
من أهم ما نشر مؤخرا تحقيق ل صحيفة وول ستريت جورنال تتبعت فيه التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها المجتمع السوري اليوم.
.. وتناول الصحيفة إلى وضع سوريا الثورة الأزمة قبل الحرب، التي بدأت في عام 2011، إذ كانت سوريا دولة سريعة النمو ومتوسطة الدخل وأحيانا منخفضة ولا تعاني من الفقر المدقع تقريبًا، وفقًا للبنك الدولي.
عمليا، وفق سنوات الصراع، أدى الفقر منذ ذلك الحين إلى شل جزء كبير من البلاد. ويقدر أن حوالي 75٪ من السكان يعيشون على أقل من 3.65 دولارًا للفرد في اليوم، وفقًا للبنك الدولي، و33٪ على أقل من 2.15 دولارًا، وهو ما يعتبر فقرًا مدقعًا.
.. ومعضلة نقص الوقود، وتكييف ايصال/انقطاع التيار الكهربائي المتكرر،ما يشكل تحديًا كبيرًا.
. والغريب كانت سوريا ذات يوم مصدرًا صافيًا للنفط - حيث تكسب من 3 مليارات إلى 5 مليارات دولار سنويًا، أي ما يقرب من نصف عائدات صادراتها - من خلال المبيعات بشكل رئيسي إلى أوروبا. ولكن هذا لم يحدث إلا بعد عام 2011، عندما بدأ نظام الأسد حملة قمع للبقاء في السلطة في أعقاب الاحتجاجات ضد حكمه. وتسببت العقوبات في خفض المبيعات، وفقد النظام السيطرة على العديد من حقول النفط خلال الحرب.
. لقد ترك أكثر من عقد من الحرب الأهلية اقتصاد سوريا في حالة من الفوضى وخسرت البلاد مليارات الدولارات من صادرات النفط، وأجبر التضخم السوريين على حمل كميات هائلة من النقود لدفع ثمن الضروريات الأساسية.
* الخطوة الأولى للمحاولة في تغيير الأوضاع يتوقف على العقوبات الغربية على سوريا، فالإبقاء عليها حسب الآراء التي استطلعتها الصحيفة، سيجعل من أي محاولة محدودة التأثير مهما كانت النوايا سليمة. كما أنه بدون رفع العقوبات أو تعليقها، لا يمكن استعادة القطاع النفطي الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية ويحمي آبارها التحالف الدولي ضد داعش، عمليا رصدت الصحيفة عدة مؤثرات، منها:
*المؤثر الأول:
في شوارع دمشق، جلب سقوط نظام الأسد شعورًا جديدًا بالتفاؤل بشأن مستقبل البلاد. الأسعار تنخفض، والناس يقومون بمعاملات بالعملات الأجنبية لأول مرة منذ سنوات. تعج ردهات الفنادق في دمشق برجال الأعمال الأتراك الذين يتطلعون إلى عقد صفقات مع السوريين.
*المؤثر الثاني:
جماعة هيئة تحرير الشام، ظهروا وتم تقديمهم ودعمهم، على إنهم يريدون بناء اقتصاد السوق الحرة، وإحياء صناعة النفط وإقامة شراكات دولية. لكن كل هذا لن يكون سهلًا، مع استمرار البلاد في التفكك، وفق الصحيفة، وتنافس القوى الأجنبية على النفوذ والغرب حذر من مجموعة تدير البلاد والتي بدأت كفرع من تنظيم القاعدة.
*المؤثر الثالث:
إن الإدارة الجديدة تعاني من نقص الموظفين وقلة الخبرة، حيث حكمت هيئة تحرير الشام محافظة واحدة فقط قبل أن تجد نفسها في السلطة. ويتقاسم المسؤولون الحكوميون الجدد من هيئة تحرير الشام المكاتب مع بعض الموظفين من المستوى المنخفض والمتوسط من عهد الأسد، حيث يتعلمون كيفية التعامل مع البيروقراطية واسعة النطاق.
*المؤثر الرابع:
لا تسيطر هيئة تحرير الشام على شمال شرق سوريا، موطن الجزء الأكبر من احتياطيات النفط في البلاد، والتي تحتفظ بها قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد.
وقال زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع إن المحادثات مع الجماعات التي يقودها الأكراد والتي تسيطر على حقول النفط جارية.
*المؤثر الخامس:
جلبت الحرب وسنوات العزلة الدولية تضخمًا عقابيًا. في السنوات التي سبقت الحرب، كان حوالي 50 ليرة سورية يمكن أن تشتري دولارًا واحدًا. في أواخر ديسمبر، بلغ سعرها 13000 ليرة. وتستخدم العديد من الشركات آلات إلكترونية لحساب الأكوام السميكة من النقود التي يستخدمها المستهلكون لدفع ثمن أي شيء من وجبة إلى ملابس.
*المؤثر السابع:
العملة الأجنبية، التي قيدها نظام الأسد، تتداول أخيرًا ولكنها قليلة العرض. وقالت رندا سليم، زميلة بارزة في معهد الشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث في واشنطن، "يحتاج البنك المركزي إلى احتياطيات - احتياطياته الأجنبية منخفضة للغاية الآن - ليس فقط لدفع رواتب الحكومة ودعم العملة ولكن أيضًا للمساعدة في تمويل إعادة الإعمار".
*المؤثر الثامن:
إن الولايات المتحدة تدرس أشكالًا مختلفة من تخفيف العقوبات المؤقتة لتوفير المساعدات اللازمة. التقت باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، بالحكومة الجديدة في دمشق في منتصف ديسمبر. لم تعلق على رفع العقوبات لكنها قالت إن الولايات المتحدة لديها الحرية لتقديم بعض المساعدة المبكرة لتعافي البلاد.
. ايضا:سعى الاتحاد الأوروبي للحصول على ضمانات من هيئة تحرير الشام قبل رفع العقوبات لكنه قال أيضًا إنه سيعزز جهود المساعدات الإنسانية.
*المؤثر التاسع:
إن الإبقاء على العقوبات من شأنه أن يبقي الحكومة المركزية ضعيفة ومعتمدة على الدول القادرة على تمويل المشاريع. وأضاف: "من المرجح أن نشهد ظهور قطاعات عامة مزدوجة أو متعددة"، واصفًا سيناريو تتخطى فيه الدول التي تمول المشاريع الكبيرة الحكومة المركزية في بعض عمليات صنع القرار داخل سوريا.
*حديث جانبي.. جانبي.
*الحديث الأول: عن المؤتمر الوطني إذا عقد!
المؤتمر الوطني سيشهد حل مجلس الشعب.. و"تحرير الشام"، سيتم حلهما خلال المؤتمر.
.. وبحسب حديث اعلامي جانبي، اول:نقل "تلفزيون سوريا" عن مصدر خاص في الإدارة السورية الجديدة أن هناك ترتيبات مكثفة تجري للإعلان عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني وأنه سيتم تشكيل حكومة جديدة خلال شهر من انعقاده في 4 - 5 كانون الثاني/يناير 2025.
وقال المصدر أنه من المقرر أن تتم دعوة 1200 شخصية سورية من الداخل والخارج على مستوى الأفراد وليس الكيانات، كما سيُدعى للمؤتمر الوطني ما بين 70 إلى 100 شخص من كل محافظة من كافة الشرائح.
سيتم خلال المؤتمر، حل مجلس الشعب وهيئة تحرير الشام وجميع الفصائل المسلحة، في خطوة تهدف إلى توحيد الجهود السياسية والاجتماعية.
ومن المقرر أن تنبثق عن المؤتمر الوطني لجنة لصياغة الدستور الذي قد تستغرق كتابته 3 سنوات وفق ما جاء في حديث لقائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع، خلال مقابلة له الأحد على قناة "العربية".
"تلفزيون سوريا"، قال:أنه من المتوقع تشكيل هيئة استشارية للرئيس المؤقت من مختلف الأطياف على أساس الكفاءة، وأن هناك أفكارًا لتشكيل حكومة جديدة خلال شهر من المؤتمر الوطني.
وسيشارك في المؤتمر الوطني ممثلون عن الشباب السوري والمرأة ورجال دين وممثلون عن المجتمع المدني.
وكان الشرع قال في حديثه لـ"لعربية" أن هيئة تحرير الشام سيتم حلها في النهاية، وهو ما سيتم الإعلان عنه في مؤتمر الحوار الوطني المقبل.
وأضاف أن هناك مراحل سياسية عديدة ستسبق اختيار شخصية رئيس جديد، ورأى أن أي انتخابات سليمة ستحتاج إلى القيام بإحصاء سكاني شامل. مشيرًا إلى أن سوريا اليوم في مرحلة إعادة بناء القانون، وشدد على أن مؤتمر الحوار الوطني "سيكون جامعًا لكل مكونات المجتمع.
*حديث جانبي ثان:
أجندة حوار الشرع الجولاني، تؤكد:نحتاج 3 سنوات لإعداد الدستور و4 سنوات للانتخابات
الشرع: مؤتمر الحوار الوطني سيكون جامعًا لكل مكونات المجتمع
قال قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، إن إعداد وكتابة دستور جديد في البلاد قد يستغرق نحو ثلاث سنوات، بينما يحتاج تنظيم انتخابات عامة إلى أربع سنوات، ما يعني أن القيادة الحالية في سوريا ستظل على رأس السلطة طيلة هذه الفترة.
.. وأن هناك مراحل سياسية عديدة ستسبق اختيار شخصية رئيس جديد، ورأى أن أي انتخابات سليمة ستحتاج إلى القيام بإحصاء سكاني شامل. مشيرًا إلى أن سوريا اليوم في مرحلة إعادة بناء القانون، وشدد على أن مؤتمر الحوار الوطني "سيكون جامعًا لكل مكونات المجتمع، وسيشكل لجانًا متخصصة وسيشهد تصويتًا أيضًا"، ورجح أن "تحتاج سوريا إلى عام كامل ليلمس المواطن تغييرات خدمية جذرية".
وأشار زعيم جماعة هيئة تحرير الشام، التي أطاحت في 8 كانون الأول/ديسمبر بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، إن حكومته المؤقتة تخطط أيضًا لكتابة دستور جديد.
وحول الوضع في شرقي سوريا، قال الشرع إن الإدارة الحالية تتفاوض مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) لحل الأزمة شمال شرق سوريا، مؤكدًا أن "الأكراد جزء لا يتجزأ من المكونات السورية"، مشددًا على رفض تقسيم البلاد، وأوضح أن وزارة الدفاع السورية ستضم القوات الكردية إلى صفوفها، ولن تسمح بأن تشكل سوريا منصة انطلاق لـ"حزب العمال الكردستاني/بي كي كي"، مؤكدًا أن "تحرير سوريا يضمن أمن المنطقة والخليج لخمسين سنة قادمة".
واعتبر الشرع أن الموقف السعودي إيجابي جدًا وأن المملكة تسعى لاستقرار سوريا، لافتًا إلى أن لدى السعودية فرصا استثمارية كبرى في سوريا، وقال: "أفتخر بكل ما فعلته السعودية لأجل سوريا، ولها دور كبير في مستقبل البلاد".
وعن العلاقة مع إيران، أعرب قائد الإدارة السورية عن أمله في أن تعيد طهران حساباتها حول التدخلات في المنطقة، وتعيد النظر في سياساتها، مشيرًا إلى أن إدارة العمليات العسكرية "قامت بواجبها تجاه المقرات الإيرانية رغم الجراح"، وقال: "كنا نتوقع تصريحات إيجابية من طهران". وبشأن العلاقة مع روسيا، قال الشرع إنه لا يريد أن تخرج روسيا من سوريا بطريقة لا تليق بعلاقتها مع سوريا، مضيفًا أن "روسيا ثاني أقوى دولة في العالم ولها أهمية كبيرة"، مشيرًا إلى أن لدمشق مصالح استراتيجية مع موسكو. كما أعرب عن أمله بأن ترفع الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب العقوبات عن البلاد.
المستقبل المنظور، والسبب المباشر وراء أحداث سوريا، فتح خطط لها علاقة بملف القضية الفلسطينية، ما بعد معركة طوفان الأقصى، وذلك استنادا إلى أن السفاح نتنياهو، درس وضع أزمات وتراجع دول المنطقة والمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، عن إيقاف الحرب، الأمر الذي زاد من الأحاديث الجانبية، وقد أعلن السفاح نتنياهو، وطالب الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية، الدعم اللامحدود، الأمر الذي جعل الكابينت يحتاج إلى إطالة أمد حرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية في غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وللسفاح المريض، أسبابه السياسية وإئتلافه التوراتي المتطرف.
.. وأيضا لتجنب المحاكمة في وطنه بتهم الفساد التي تصل عقوبتها إلى السجن. أما السبب الأعمق وراء ذلك هو أن إسرائيل دولة استعمارية استيطانية مدمنة على الاحتلال والتطهير العرقي والتوسع الإقليمي. إن الحكومة الحالية تزعم السيادة اليهودية على كامل أرض إسرائيل التي تشمل الضفة الغربية، وبالتالي فهي تستبعد قيام دولة فلسطينية مستقلة. وهذه وصفة للصراع الدائم.وفي الحقيقة، إن الولايات المتحدة، بسبب دعمها العسكري والدبلوماسي غير المشروط، كانت متواطئة في كل حروب إسرائيل فضلًا عن جرائم الحرب، بما في ذلك حملة الإبادة الجماعية ضد شعب غزة"، والدخول إلى جبل الشيخ وهضبة الجولان المحتلة، وقبل ذلك حرب لبنان واليوم حرب الحوثيين في اليمن.
سوريا تعيد سورة القلق، التوتر، وغياب أجندة وطنية.. وهذا طريق لعودة نموذج الطاغية، والأمر في النهج السياسي مؤلم جدا كما في حالة سوريا.