استهداف لا يتوقف.. أسرار جديدة عن خطة الجماعة الإرهابية لإثارة الفوضى داخل مصر

استهداف لا يتوقف.. أسرار جديدة عن خطة الجماعة الإرهابية لإثارة الفوضى داخل مصر
استهداف
      لا
      يتوقف..
      أسرار
      جديدة
      عن
      خطة
      الجماعة
      الإرهابية
      لإثارة
      الفوضى
      داخل
      مصر

تواصل جماعة الإخوان الإرهابية شن حملاتها المشبوهة ضد الدولة المصرية ومؤسساتها الوطنية، عبر نشر الشائعات والأكاذيب والفيديوهات المفبركة، باستخدام لجان إلكترونية تهدف إلى التحريض ضد مصر.

وأشار قياديون منشقون عن الجماعة وبرلمانيون إلى أن تلك المخططات، التى تديرها لجان إلكترونية تابعة للتنظيم فى الخارج، تسعى لزعزعة أمن واستقرار مصر، مستعينة بدعم جهات أجنبية لتنفيذ أجندات تخريبية. ووصفوا هذه التحركات بأنها محاولات يائسة تكشف إفلاس الجماعة وفقدانها لأى قدرة على التأثير.

«الدستور» ترصد، فى السطور التالية، أبعاد المخطط الذى تسعى الجماعة الإرهابية لتحقيقه عبر لجانها الإلكترونية.

منشقون عن «الإخوان»: استثمار مكثف فى تقنيات الذكاء الاصطناعى وأدوات التلاعب الرقمى لخداع الجماهير

كشف إبراهيم ربيع، القيادى الإخوانى المنشق، عن أن من أبرز الأدوات التى تعتمد عليها اللجان الالكترونية للإخوان فى الخارج استخدام الحسابات المزيفة التى تدعى الانتماء للعالم العربى، والتى تركز على إثارة مخاوف المواطنين بشأن مستقبل بلادهم، مشيرًا إلى أن هذه الحسابات تلجأ إلى نشر أخبار مضللة ومعلومات مغلوطة تستهدف إضعاف ثقة المواطن فى مؤسسات الدولة، ما يؤدى إلى خلق حالة من القلق الجماعى.

وأكد «ربيع» أن هذه الحسابات تستغل الأحداث الجارية، سواء الاقتصادية أو السياسية، لتضخيم السلبيات وتجاهل الإيجابيات، فى إطار سعيها لإثارة الفتنة وإضعاف الروح المعنوية للمجتمع.

ولفت إلى أن خطورة هذه المخططات تأتى من منطلق تصعيد الأزمات السياسية والاقتصادية التى تشهدها المنطقة، إذ تعمل تلك الجهات على استغلال الظروف الصعبة لزيادة الضغوط على المواطنين، وتوجيه الغضب الشعبى نحو الدولة بدلًا من البحث عن حلول بناءة، ويظهر التنسيق الممنهج بين هذه الأطراف من خلال تكرار نفس الرسائل والشائعات على مختلف المنصات، واستخدام نفس الأدوات الإعلامية، التى تهدف إلى تضليل الجماهير وتشويه الحقائق.

من جهته، قال سامح عيد، القيادى الإخوانى المنشق، إن الحملات الإعلامية بأنواعها المختلفة التى تستخدمها الجماعة، ما هى إلا سلاح ضعيف للغاية تظن من خلاله الجماعة أنها تستطيع إحداث إرباك للشعب المصرى وزعزعة الأمن بشكل عام، من خلال نشر رسائلها وشائعاتها وأكاذيبها على نطاق أوسع، هو مواقع التواصل الاجتماعى.

وأكد «عيد» أن هناك استثمارًا مكثفًا فى تقنيات الذكاء الاصطناعى وأدوات التلاعب الرقمى من قبل هذه اللجان، بهدف تعزيز مصداقية المواد التى تنشرها، ويتم تعديل الفيديوهات بعناية فائقة لتبدو وكأنها حديثة، مع إضافة تفاصيل خادعة تعطى انطباعًا بأنها توثق أحداثًا حقيقية، مشيرًا إلى أن هذا التطور التكنولوجى يجعل من الصعب على الجمهور العادى التمييز بين الحقيقة والزيف، ما يعزز تأثير هذه الحملات التخريبية.

ولفت إلى أن هذه الحملات لا شك لها تأثير واضح وتهديد على الأمن القومى، خاصة على المواطنين متوسطى المعرفة، قائلًا: «يجب أن نكون على دراية كاملة بأهداف تلك الحملات الخبيثة والتخريبية، وفى الأخير هى تكشف عن ضعف الأطراف التى تقف خلفها، حيث تلجأ إلى أساليب خبيثة بدلًا من المواجهة المباشرة».

وأضاف أن نجاح الدولة فى التصدى لهذه المخططات يعتمد على تضافر جهود جميع الأطراف الوطنية، والعمل بروح الفريق لمواجهة التحديات بحكمة وحنكة، وفى النهاية، يبقى الوعى الوطنى هو السلاح الأقوى فى مواجهة أى محاولات لتفتيت المجتمع أو إضعاف الدولة.

وأكد طارق البشبيشى، القيادى الإخوانى المنشق، أن جماعة الإخوان الإرهابية عمدت، عبر لجانها الإلكترونية لإثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار فى مصر، من خلال أساليب خبيثة ومخططات محكمة، وإعادة تدوير مقاطع فيديو قديمة أو مفبركة لتظهر وكأنها توثق مظاهرات حديثة، تهدف لإيهام الرأى العام بوجود حالة من الغضب الشعبى الواسع.

وأوضح «البشبيشى» أن الحملة الإعلامية المضللة تسعى إلى خلق واقع وهمى يخدم أهداف الجماعة الإرهابية فى نشر الفوضى، وتهيئة الساحة لتدخلات خارجية مشبوهة، مشيرًا إلى أن ما يميز هذه الحملات هو وجود دعم منظم يأتى من أطراف ودول تسعى للإضرار بمصالح مصر.

وقال: «لدينا تركيا، التى تحتضن العديد من قيادات الجماعة الإرهابية وتوفر لهم بيئة مواتية لإدارة عملياتهم الإعلامية التخريبية، بينما تلعب إسرائيل، عبر شخصيات مثل إيدى كوهين، دورًا تحريضيًا يركز على استهداف استقرار الدول العربية بشكل عام، ومصر على وجه الخصوص».

وتابع: «هذا التعاون بين أطراف مختلفة المصالح يكشف عن توافق استراتيجى، يهدف إلى استغلال الأوضاع الإقليمية لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الأمن والاستقرار المصرى، وهذه المخططات تستخدم حسابات وهمية على منصات التواصل الاجتماعى، تُدار باحترافية عالية وتزعم الانتماء إلى دول عربية، وتستهدف بث الخوف بين المواطنين، من خلال نشر أخبار ملفقة وشائعات مغرضة، تُصوّر الواقع بطريقة مظلمة ومليئة بالأزمات».

أحزاب: تفتيت الجبهة الداخلية وإحداث وقيعة بين الدولة والمواطن «الهدف الرئيسى»

قال المهندس موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد، إن عودة اللجان الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية لتصدر المشهد على وسائل التواصل الاجتماعى، مستغلة التطورات الإقليمية والمحلية- هدفها نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار، مؤكدًا أن هذه التحركات تعكس محاولات يائسة وإفلاس مخططات الجماعة.

وأشار إلى أن هذه اللجان تعتمد على استراتيجية ممنهجة تستند إلى نشر مقاطع فيديو مفبركة أو قديمة تصور مشاهد احتجاجية وتدّعى وجود مظاهرات، وذلك بهدف ليس فقط إثارة البلبلة بين المواطنين، بل أيضًا تقديم صورة مغلوطة للرأى العام الدولى حول الأوضاع الداخلية فى البلاد، فى محاولة لتأليب المجتمع الدولى على الدولة المصرية. وذكر أن تركيا تعد إحدى أبرز الدول التى تستضيف العديد من عناصر الإخوان، وتوفر لهم بيئة آمنة لإدارة أنشطتهم التخريبية، كما تتيح لهم الوصول إلى منصات إعلامية وإلكترونية ضخمة تمكنهم من الوصول إلى شريحة واسعة من الجمهور، كما تبرز إسرائيل كطرف آخر فى هذه الحملات، حيث يركز بعض رموزها الإعلامية والسياسية على تأجيج الصراعات الداخلية فى الدول العربية، وفى مقدمتها مصر، لافتًا إلى أن هذا التعاون غير المباشر بين الدولتين، رغم تضارب مصالحهما فى قضايا عدة، يعكس حقيقة أن استهداف مصر يمثل هدفًا استراتيجيًا مشتركًا لهما.

ولفت إلى أن هذه الحملات ليست عشوائية بل تنطلق من غرف عمليات إلكترونية تتمركز فى دول معادية لمصر، حيث يظهر دور شخصيات معروفة مثل «إيدى كوهين»، الذى لا يتوانى عن استغلال كل فرصة لبث سمومه واستفزاز مشاعر المصريين والعرب عبر مواقع التواصل الاجتماعى.

وأشار إلى أن هذه الشخصيات تقدم دعمًا مباشرًا أو غير مباشر للجان الإلكترونية من خلال توفير منصات للنشر أو توجيه الحملات الدعائية، بما يعكس وجود تنسيق عميق بين أطراف عدة تسعى لتحقيق هدف واحد وهو زعزعة استقرار مصر.

من جهته، ذكر ناجى الشهابى، رئيس حزب «الجيل الديمقراطى»، أن مخططات اللجان الإلكترونية الممولة من الخارج تعمل على بث الشائعات ونشر الأكاذيب لتفتيت الجبهة الداخلية وإحداث وقيعة بين الشعب وقيادته السياسية، وضرب ثقة المواطن فى قواته المسلحة وجهاز الشرطة، مؤكدًا أن هذه المحاولات الشيطانية فشلت تمامًا أمام وعى الشعب المصرى بأهداف ومحاولات كسر الدولة المصرية.

وأشار «الشهابى» إلى أن تلك المحاولات التى تدخل فى تكتيكات حروب الجيل الرابع، والتى استمرت لما يزيد على عشر سنوات كاملة، فشلت خلالها كل دعوات التظاهر ضد الدولة فشلًا ذريعًا، بل إنها تسببت فى زيادة التفاف الشعب المصرى العظيم حول دولته ومؤسساتها.

وقال: «أصحاب المخططات الشريرة انتعشت آمالهم فى تحقيق أهدافهم بضرب الدولة المصرية بعد سقوط النظام السورى، فعمدوا من خلال لجانهم الإلكترونية الممولة من الخارج إلى نشر فيديوهات مفبركة قديمة للتظاهر، وكأنها تحدث هذه الأيام، فى محاولات لتضليل الشعب».

ولفت إلى أن تلك الفيديوهات المفبركة لم تنطل على الشعب المصرى، ولم تنجح فى خداعه وتضليله، بل دفعته إلى زيادة الالتفاف حول الدولة والقيادة السياسية، خاصة بعد سقوط النظام السورى، وتدمير إسرائيل الجيش السورى، واحتلال نحو ٣٠٠ كم من أراضى سوريا.

وتابع: «الشعب المصرى العظيم اكتشف لعبة اللجان الإلكترونية الممولة بتمويل أجنبى، وأهدافها الشريرة، ومحاولاتها نشر فيديوهات قديمة كان الشعب قد خرج فيها للتظاهر ضد حكم الجماعة المتحالفة مع الشيطان، وعلق عليها بتعليقات ساخرة تؤكد زيادة الشعور الشعبى بخطورة هذه المخططات، وأن الشعب يقف خلف الدولة وقواته المسلحة، ويساندها ويدعمها للتغلب على كل محاولات الهدم والتخريب».

برلمانيون: وعى المواطن السلاح الأقوى لمواجهة الحملات التخريبية.. والشفافية «ضرورة قصوى»

اعتبرت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى، عضو مجلس النواب، أن حرب الشائعات والأكاذيب، التى تعتمد عليها اللجان الإلكترونية للإخوان، وتستخدم فيها مواقع التواصل الاجتماعى والقنوات الإرهابية والإعلام المأجور فى الخارج، وتعمل بتمويل من جهات أجنبية- ما هى إلا محاولات يائسة للعودة للمشهد مرة أخرى.

وقالت: «الإخوان يعيشون حالة من الجنون بعدما ثار الشعب المصرى ضدهم، فأزالوا جميع الأقنعة التى يحاولون الاختباء وراءها، غير مدركين حقيقة أنهم أصبحوا مرفوضين بشتى الطرق ومختلف الأشكال، وأنه لا عودة لهم مرة أخرى إلى صفوف الشعب المصرى».

وأضافت: «كل هذه الأوضاع المتأزمة أمام الإخوان، ليس أمامها، مع الإفلاس والإحباط، إلا اللعب عبر المواقع الإلكترونية التى تستخدمها بشكل محترف، من أجل توصيل الصورة التى يريدون إيصالها إلى العالم حول الأوضاع فى مصر».

ولفتت إلى أن هدف «الإرهابية» هو إضعاف صورة مصر واهتزاز مكانتها، لا سيما مع مواقفها الصلبة الثابتة تجاه القضايا المشتعلة فى المنطقة، مشددة على أن عداء الشعب المصرى للجماعة لن تنساه الأجيال الحالية والقادمة.

من جانبها، أكدت النائبة ميرال جلال الهريدى، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أن الدولة المصرية تواجه مخططات دولية تستهدف إثارة البلبلة والقلق ونشر الفوضى، لزعزعة أمن واستقرار الوطن، ووقف جميع الجهود التى تدعم ركائز السلام فى المنطقة، وتهدف للحفاظ على الأمن القومى، فى ظل تصاعد الأوضاع والأحداث الإقليمية.

وحذرت من استخدام هذه القوة المعادية لمصر سلاح الشائعات والأكاذيب المضللة، التى تستهدف زعزعة الثقة بين الدولة والمواطن والتشكيك فى جميع الجهود والإنجازات، من أجل ثنى الدولة عن المضى قدمًا نحو استكمال بناء الجمهورية الجديدة.

وشددت على ضرورة الحفاظ على وحدة الصف والتلاحم والتماسك المجتمعى والاصطفاف الوطنى خلف القيادة السياسية ومؤسسات الدولة، حفاظًا على قوتها وأمن واستقرار الوطن، ليمضى فى طريق التنمية والبناء.

وحذر الدكتور ياسر الهضيبى، عضو مجلس الشيوخ، من خطورة الشائعات الموجهة ضد مصر، لكونها إحدى الوسائل التى تُستخدم لإثارة البلبلة، وتستهدف تشويه الحقائق حول الأوضاع فى البلاد، سواء على المستوى السياسى، أو الاقتصادى، أو الاجتماعى، من أجل ضرب استقرار الدولة وزعزعة ثقة المواطنين فى مؤسساتها.

وقال: «الشائعات التى توجهها جماعات الشر ضد مصر لا تقتصر فقط على الجانب الاقتصادى، وإنما تستهدف جميع مناحى الحياة، فتتعمد الترويج لوجود انقسامات داخلية بين مؤسسات الدولة، أو نشر معلومات مغلوطة عن توجهات الحكومة أو تصريحات القيادة السياسية، وكذلك إثارة الجدل حول علاقات مصر الدولية والإقليمية، وكلها محاولات بائسة لزعزعة ثقة المواطنين بالدولة ومؤسساتها، وخفض الروح المعنوية للشعب، كذلك تشويه صورة مصر أمام المجتمع الدولى، وإحداث انقسام داخلى».

وأكد ضرورة تعزيز الوعى المجتمعى، لعدم تصديق كل ما يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعى، ومتابعة المصادر الرسمية فقط للحصول على الأخبار، والتحقق من المعلومات قبل نشرها أو مشاركتها، داعيًا إلى إطلاق حملات توعية من خلال الإعلام ومنظمات المجتمع المدنى، فضلًا عن قيام الحكومة بدورها فى مواجهة الشائعات، وتعزيز الشفافية من خلال المركز الإعلامى لمجلس الوزراء، الذى يعمل على تفنيد الشائعات ونشر الحقائق بشكل مستمر.

وشدد على دور المواطن فى التصدى لحملات الشائعات الموجهة ضد الدولة، مؤكدًا أن وعى الأفراد هو خط الدفاع الأول فى مواجهة هذه الحملات، من خلال تجاهل الأخبار المجهولة المصدر أو المشبوهة، والتمسك بوحدة الجبهة الداخلية، والابتعاد عن التورط فى إحداث البلبلة.

وتابع: «وعى المواطن وثقته فى مؤسسات دولته هما السلاح الأقوى فى مواجهة الشائعات، فالمواطن الواعى لا يكتفى بعدم تصديق الشائعات، بل يعمل على محاربتها ونشر الحقائق، مما يسهم فى الحفاظ على استقرار البلاد».

محللون سياسيون: «حروب الجيل الرابع» محاولة يائسة لإسقاط الدولة

رأى الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن محاولات جماعة الإخوان الإرهابية، عبر لجانها الإلكترونية، العودة إلى الساحة المصرية باءت بالفشل الذريع، مضيفًا أن الجماعة بعد فشل جميع أساليبها التقليدية التى انكشفت وفُضحت أمام الشعب، لجأت إلى حروب الجيل الرابع، فى محاولة يائسة لتحقيق أهدافها ومخططاتها المتمثلة فى إسقاط الدولة المصرية.

وأوضح «فهمى» أن الحملة المكثفة من الأكاذيب والشائعات التى انتشرت مؤخرًا تأتى فى إطار مخطط إخوانى لاستغلال الأزمات المتصاعدة فى المنطقة، وعلى رأسها الوضع فى سوريا، بالإضافة إلى اقتراب ذكرى ٢٥ يناير، لخلق بيئة مواتية لتنفيذ مخططاتهم. وحذر من استمرار اعتماد جماعة الإخوان على الشائعات كسلاح رئيسى، مؤكدًا أن وجود نسبة من الأمية فى المجتمع يُعد بيئة خصبة لانتشار هذه الشائعات، ومشددًا على ضرورة وضع استراتيجيات فعالة لمواجهة هذه الظاهرة، تبدأ بالرد الفورى وتفنيد أى شائعة فى مهدها من قبل الجهات الرسمية، وسرعة التعامل معها على وسائل التواصل الاجتماعى، بالإضافة إلى تعزيز وعى المواطنين وتخصيص الحكومة وقتًا كافيًا للرد على كل الوقائع، سواء الاقتصادية أو السياسية.

من جهته، أرجع الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، لجوء جماعة الإخوان إلى استخدام اللجان الإلكترونية لنشر الشائعات فى الفترة الحالية إلى عدة عوامل، أهمها سهولة انتشار هذه الشائعات وانخفاض تكلفة تنفيذها، بالإضافة إلى اتساع المجال المتاح أمامها على المنصات الإلكترونية، مشيرًا إلى أن الجماعة تستغل الظروف الراهنة والأزمات المتشابكة للبحث عن منفذ جديد للعودة إلى الجماهير.

وشدد على أن استمرار نشر الشائعات والأكاذيب دون رد قوى ومناسب سيؤدى إلى عواقب سلبية وخيمة، نظرًا لصعوبة وتعقيد حروب الجيل الرابع مقارنة بالحروب التقليدية، داعيًا إلى تعزيز وعى المواطنين وتمكينهم من تمييز الحقائق من الشائعات، ليصبحوا على دراية بما يقرأون ويشاهدون، ولتكون لديهم ثقة كاملة فى القيادة السياسية وإدراك لأهداف هذه الحملات الممنهجة التى تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار.

خبير أمن المعلومات:  يجب استخدام نفس الأدوات التقنية فى المواجهة

أكد المهندس مؤمن أشرف، خبير أمن وتكنولوجيا المعلومات، أن جماعة الإخوان الإرهابية تستغل التطور التكنولوجى فى بث الأكاذيب ونشر الشائعات على نطاق واسع، مشددًا على ضرورة استخدام نفس الأدوات التقنية لمواجهة هذه الممارسات.

وأشار إلى أن الحل يكمن فى تطوير منصات إلكترونية قوية تعتمد على خوارزميات قادرة على التحقق من الأخبار فى الوقت الفعلى، لافتًا إلى أن بناء وعى المجتمع يمثل الركيزة الأساسية لمواجهة الشائعات، حيث يجب تعزيز ثقافة التحقق من المعلومات قبل نشرها، وعدم الانسياق وراء الأخبار المضللة التى تهدف لإثارة الفتنة، داعيًا إلى زيادة الاستثمار فى التعليم الإعلامى والرقمى، لتأهيل الشباب على الاستخدام الواعى لوسائل التواصل الاجتماعى. وذكر أن مواجهة الشائعات التى تبثها جماعة الإخوان الإرهابية تتطلب استراتيجيات متكاملة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة والوعى المجتمعى، مشددًا على أن الشائعات تمثل إحدى أخطر أدوات الحرب النفسية التى تستهدف زعزعة استقرار المجتمعات.كما شدد على أن التكنولوجيا تلعب دورًا حاسمًا فى كشف مصادر الشائعات وتتبع انتشارها عبر منصات التواصل الاجتماعى، ومن خلال تحليل البيانات الضخمة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى يمكن التعرف على الأنماط التى تستخدم لنشر الأخبار الزائفة، داعيًا إلى ضرورة تفعيل دور المؤسسات الإعلامية الوطنية للرد السريع على الأكاذيب بمعلومات دقيقة وموثوقة، لإبطال مفعول التضليل الذى تسعى الجماعة الإرهابية لنشره. وأضاف أن الدولة المصرية اتخذت خطوات مهمة فى هذا الاتجاه من خلال إطلاق منصات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعى تقدم معلومات موثوقة فى توقيت مناسب، ما يعزز ثقة المواطنين بمصادر الأخبار الرسمية، مؤكدًا أن التعاون بين القطاعين الحكومى والخاص يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا فى مواجهة هذه الظاهرة، خاصة مع وجود شركات تقنية متقدمة فى مصر قادرة على تطوير حلول مبتكرة لمكافحة التضليل الإلكترونى. وشدد على أن مواجهة الشائعات ليست مسئولية الدولة فقط، بل هى واجب جماعى يتطلب تضافر جهود المواطنين والمؤسسات معًا، لحماية الوطن من محاولات الهدم التى تستهدف أمنه واستقراره.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى الجلفة.. تسمم شخصين بالغاز