توقعات باتفاق هدنة مؤقتة بغزة: استراتيجيات معقدة ومخاوف سياسية تضغط على نتنياهو

في ظل التصعيد المستمر في قطاع غزة، تشير التحليلات إلى اقتراب عودة الوفد الإسرائيلي المفاوض لاستكمال المباحثات بشأن اتفاق هدنة مؤقتة، الكاتب نزار نزال يسلط الضوء على تعقيدات المشهد السياسي والأمني، مؤكدًا أن الأيام المقبلة قد تشهد اتفاقًا على هدنة محدودة بمدة زمنية قصيرة، إلا أن العقبات السياسية والدوافع الشخصية لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تلعب دورًا محوريًا في تحديد معالم هذه الهدنة.

وأضاف نزال في تصريحات لـ"الدستور"، أن قضية تبادل الأسرى، سواء من الإسرائيليين أو الفلسطينيين، أصبحت أداة بيد نتنياهو لإدارة الوقت وكسب مساحة للمناورة السياسية. نتنياهو يحاول تجنب تقديم "هدايا سياسية" للديمقراطيين أو الجمهوريين في الولايات المتحدة، مما يدفعه لتأجيل أي خطوات نهائية حتى اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية المقبلة، وتحديدًا قبل العشرين من الشهر القادم. ويعتقد نزال أن نتنياهو يخطط لتقديم أي اتفاق كإنجاز لصالح الجمهوريين، وبالأخص لدعم حليفه دونالد ترامب.

توقعات حول الهدنة المرتقبة

في إطار هذا التوجه، يتوقع نزال أن تتضمن الهدنة المرتقبة خطوات محدودة مثل إطلاق سراح بعض الأسرى الإسرائيليين، وانسحابات جزئية من المناطق المأهولة في القطاع، دون التطرق إلى قضايا جوهرية مثل وقف شامل لإطلاق النار أو انسحاب كلي من غزة، هذان الشرطان، بحسب نزال، يشكلان خطوطًا حمراء بالنسبة لنتنياهو، إذ إن الموافقة عليهما قد تؤدي إلى انهيار حكومته بسبب التوترات الداخلية بين شركائه من الصهيونية الدينية والقومية.

في المقابل، يؤكد نزال أن المقاومة الفلسطينية، بقيادة حركة حماس، أدركت استراتيجية نتنياهو، وعملت على التراجع خطوات محدودة في المفاوضات لتجنب إضاعة مكتسباتها. المقاومة تصر على الحصول على التزامات خطية من الجانب الإسرائيلي تضمن وقفًا شاملًا لإطلاق النار وانسحابًا كاملًا من القطاع في نهاية أي هدنة. إلا أن نتنياهو يرفض بشكل قاطع الالتزام بهذه المطالب، مفضلًا مرحلة أولى من الهدنة دون الانتقال إلى مرحلة ثانية.

ويختتم نزال بأن المرحلة المقبلة ستشهد هدنة محكومة بمدة زمنية قصيرة، لكن دون تمديد طويل الأمد، مما يعني أن القتال قد يعود بتكتيكات عسكرية جديدة تعتمد على المعلومات الاستخباراتية واستراتيجيات الصراع الأفقي. بهذا، يظل مصير الهدنة وعملية السلام مرهونًا بحسابات سياسية معقدة ومصالح شخصية لنتنياهو، في ظل توازنات دولية وإقليمية حساسة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق جالانت يكشف سبب إقالته من منصب وزير الدفاع
التالى الجلفة.. تسمم شخصين بالغاز