معرض الكتاب 2025.. "رياحين مصر" جديد الباحث سامح الزهار

يشارك الباحث والمؤرخ سامح الزهار جمهوره وقرائه أحدث إصداراته بمعرض القاهرة الدولي للكتاب الـ 56؛ عّبر 5 مؤلفات جديدة تحت عنوان "رياحين مصر"؛ يقدم فيها 5 آوراق ولآليء من درر آل البيت لقراء المعرض؛ كل من "السيدة زينب، والسيدة نفيسة، والسيدة فاطمة النبوية، والإمام الحسين، والإمام الشافعي"؛ وذلك ضمن منشورات "فكر" عن مؤسسة "بتانة" للنشر.. نستعرضها في السطور التالية:

سامح الزهار يجمع 5 أوراق ولآليء من درر آل البيت لقراء لجمهور معرض القاهرة للكتاب الـ 56

الكاتب والباحث سامح الزهار
الكاتب والباحث سامح الزهار

يقول سامح الزهار مستهلًا مؤلفاته: "ظلّلت أرض مصر الطيبة بفروع من شجرة النبي المُباركة، أوراق وأغصان ولآليء من درر آل بيت المصطفى (ص) والتي رصعت تاج مصر بأغلى الجواهر التي أضحت أنوارًا لامعة يفوح منها عطر ساداتنا وأحبابنا آل البيت الكرام، ومن حسن الطالع أن هذه الثمار والأوراق أكثرها كان من نسل سيدتنا فاطمة الزهراء بنت النبي الحبيب وزوجها إمام الأولين والآخرين سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، ولعل من سحائب الرحمات على أرض مصر الحبيبة وجود هذه الأضرحة والمشاهد الحقيقية، إضافة إلى عشرات بل مئات من أضرحة أو مشاهد الرؤيا، فإن كانت القاهرة التاريخية تعرف بمدينة الألف مئذنة، فإنّ ما على سطح أرضها من قباب ومشاهد يفوق العدد والحصر، ولا شكّ أنّ هذا إن دلّ على شي‌ء فإنّما يدلّ على أنّ مصر أرض الإيمان، وأنّ أهل مصر منذ أن ارتفعت الرايات الخضراء في سمائها عن صدق ويقين قد آمن المصريون بالرسالة المحمدية وتحمّسوا للدين الذي انغمسوا فيه، حتى أن أهل مصر كانوا من صنّاع السياسة في صدر الدولة العربية الإسلامية وما بعد ذلك من قرون.

لقد تحمّس أهل مصر للنبي محمد ولدعوته، ولآل بيته، تحمسًا يدعو إلى الفخر ما يدعو إلى التساؤل، والذين يتساءلون لهم بعض العذر من تساؤلهم؛ لأنّهم ليس لهم رؤية شاملة بالنسبة لمصر بالذات، وبالنسبة لتاريخها الإيماني والعقائدي، حتّى من قبل الإسلام، بل إنّ- وهذا ثابت تاريخيا- الذين ليس لهم رؤية بالنسبة للمصريّين، ليس لهم هذه الرؤيا أيضا بالنسبة للفرس، حول سرّ تحمّس أهل فارس لآل بيت رسول اللّه، والإجابة التي يمكن أن نعطيها بالنسبة لمصر هي نفس الإجابة لفارس! فأهل الحضارات والمعتقدات القديمة كان تحمّسهم أكثر للدين ولآل البيت."

_ السيدة زينب

قد تكون رسمة لـ ‏نص‏

يجمع كُتاب التاريخ من عرب ومستشرقين على أن السيدة زينب هي أول سيدة في الإسلام قدر لها أن تلعب على مسرح الأحداث السياسية دورًا ذا شأن، فقد اقترن اسمها في التاريخ الإسلامي والإنساني بمأساة كربلاء وهي إحدى المعارك الحاسمة في التاريخ الإسلامي عامة والتاريخ الشيعي خاصة، ولم يجحد أحد دور السيدة زينب في المأساة، بل أن منهم من سماها بطلة كربلاء لأنها السيدة الأولى التي ظهرت في اللحظة الحرجة تأسو المكلوم وتثور للضحايا والشهداء، وفوق هذا وذاك أخذت على عاتقها حماية السبايا من الهاشميات ورعاية غلام مريض هو علي زين العابدين بن الحسين، ومن هنا جاءت كنيتها بأم هاشم، بل إن بعض المؤرخين يضيف على ذلك فيقول أن موقف السيدة زينب بعد المعركة هو الذي جعل من كربلاء مأساة خالدة، فلقد كانت مصر أكثر البلاد أمانًا واستقرارًا لاحتضان آل البيت في هذه المرحلة التاريخية الصعبة.

_ السيدة  نفيسة

قد يكون رسمًا توضيحيًا لـ ‏نص‏

حازت السيدة نفيسة - عليها السّلام – مكانة كبيرة في قلوب وعقول المصريين، حتى أنهم أطلقوا عليها عدة ألقاب تعبر عن مدى تعلقهم بهذه السيدة الكريمة، فهي نفيسة الدارين، ونفيسة العلم، ونفيسة الطاهرة، ونفيسة العابدة، ونفيسة المصريّين.. وهي أيضًا سيدة أهل الفتوى والتصريف، والسيدة الشريفة العلوية، وصاحبة الكرامات الطاهرة الوفيرة، والمناقب الفاخرة، والسيدة المرضية، ومشبعة المحروم، وقالوا عنها السيدة النقيّة، والعفيفة الزاهدة، والساجدة الراكعة، والمحدّثة المتبحّرة المتضلّعة، والكثيرة النفحات، والغزيرة البركات، والبضعة المنيفة الناضرة، والزهرة الزاهرة، وسليلة النبوة، وفرع الرسالة، وجناح الرحمة، وكريمة العنصر والمنبت من آل بيت من اصطفاه اللّه، ورسوله محمد بن عبد اللّه - صلّى اللّه عليه وآله-، أولئك الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا.. ويكفي أن نذكر هنا أنّها تعلّمت القراءة والكتابة قبل أن تبلغ السابعة من عمرها، وهي بلا شكّ علامة كبيرة مميّزة تنبئ عمّا ينتظرها في مستقبلها، وقد ساعدها ذلك على أن تحفظ القرآن الكريم وتجيده في سنّ مبكرة، وهي نفيسة الطاهرة لطهارتها وتعبّدها، وهي السيدة العظيمة العابدة النقية الطاهرة، وهي نفيسة العابدة لعبادتها وتقواها، فإنّها كانت من السائحات العابدات، الصالحات القانتات، تصوم نهارها وتقوم ليلها، وقد حجّت ثلاثين حجّة، أكثرها وهي ماشية، وكانت تتعلّق بأستار الكعبة وتقول: إلهي وسيدي، ومولاي، متّعني وفرّحني برضاك عنّي، فلا تسبّب لي سببًا يحجبك عنّي‌، وهي نفيسة المصريّين لحبّ أهل مصر لها.

_ السيدة فاطمة النبوية

قد تكون رسمة لـ ‏نص‏

إن التاريخ الإسلامي يحفظ مواقف عطرة من سيرة فاطمة بنت الحسين‌، فقد عاشت فاطمة بنت الحسين حتّى زوّجت ابنتها رقية من هشام بن عبد الملك، ودخلت هي وسكينة عليه، فقال هشام لفاطمة: صفي لنا يا بنت حسين ولدك من ابن عمك، وصفي لنا ولدك من ابن عمنا، فبدأت بولد الحسن، فقالت: أمّا عبد اللّه فسيّدنا وشريفنا، والمطاع فينا، وأمّا الحسن فلساننا ومدرهنا، وأمّا إبراهيم فأشبه الناس برسول اللّه شمائل وتقلّعا ولونا، وكان رسول اللّه إذا مشى تقلّع، فلا تكاد عقباه تقعان بالأرض‌، وأمّا اللذان من ابن عمكم، فإنّ محمدًا جمالنا الذي نباهي به، والقاسم عارضتنا التي نتمتّع بها، وأشبه الناس بأبي العاص بن أمية عارضة ونفسا! فقال: واللّه لقد أحسنت صفاتهم يا ابنة حسين، ثم وثب، فجبذت سكينة بنت الحسين بردائه، وقالت: واللّه يا أحول، لقد أصبحت تتهكّم بنا، أما واللّه ما أبرزنا لك إلّا يوم الطفّ.. قال: أنت امرأة كثيرة الشرّ... فقد عاشت فاطمة بنت الحسين، وعمرت حتّى ماتت، وقد قاربت التسعين سنة، واختلف في سنة وفاتها، فقيل: سنة عشر ومائة، وقيل: وأربع عشرة، وقيل: سنة سبع عشرة، قيل: سنة ثماني عشرة، ورجّح كثيرون أنّها توفّيت في سنة عشر ومائة، وكان ذلك في خلافة هشام بن عبد الملك، فرحمها اللّه رحمة واسعة، وذكرت فاطمة بنت الحسين عند عمر بن عبد العزيز، وكان لها معظّما، فقيل: إنّها لا تعرف الشر.. فقال عمر: عدم معرفتها الشرّ جنّبها الشرّ.. فرضي اللّه عن فاطمة بنت الحسين في عداد بنات حول الرسول.

-  الإمام الحسين

قد يكون رسمًا توضيحيًا لـ ‏نص‏

للإمام الحسين خصوصية كبيرة، فما ورد عن جده النبي يضفي هذه الخصوصية بوضوح.. (حسين منى وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط)، كما يفسر ما سبق التعلق الروحى بين المصريين وسيدنا الحسين بن على، سبط النبى الكريم، فمعلوم أن محبة الله جل وعلا لا تكتمل إلا بمحبة رسوله الكريم، وهذه المحبة أوجبها الله على عباده المسلمين، بقوله تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله)، ومحبة رسول الله لا تكتمل هى أيضًا إلا بمحبة آل بيته الشريف، وقد اختص النبى الكريم سيدنا الحسين وأخاه الحسن منزلة ومكانة، ففى حديثه الشريف (حبوا الله لما يغذوكم من نعمه، وأحبونى لحب الله، وأحبوا أهل بيتى لحبى)، فحينما نتواصل مع سادتنا من آل البيت الأكابر نستشعر الوصل والبر لسيدنا محمد، ويقول النبى الكريم (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)، (الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا)، كما وقد قال رسول الله فى سيدنا الحسين على وجه الخصوص (حسين منى وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا)، فكان بعض مشايخنا يقول (حسين منى)، فهذا شىء طبيعى، فالولد من أبيه ومن جده، لكن (وأنا من حسين)، فالمعنى هنا عميق، ففى زيارة الحسين والترحيب بقدوم جسده الشريف إلى مصر، تجد المعنى السامي وامتزاج هذا المعنى بأحوال المصريين، فيأتى الناس من الصعيد إلى الإسكندرية فهناك مجالس الذكر، فنشعر بأننا ننتقل من الواقع لنعيش لحظات قدسية سماوية تهيئك للنظر إلى الواقع بشكل مختلف، والحقيقة أن المجتمع المصري يعترف بالمجهود والمحاولات التي قام بها الإمام الحسين من أجل إقامة العدل والحق، ومن أجل القضاء على الباطل والمنكر، فضلًا عن قدر ومنزلة الإمام رضي الله عنه عند أهل السنة وهو بالفعل طريق إلى التقريب بين السنة والشيعة، فالسنة - الصوفية والأشعرية - لهم زياراتهم المتتالية للحسين طول السنة في مصر في مسجده العامر المعروف.

-  الإمام الشافعي

قد يكون رسمًا توضيحيًا لـ ‏نص‏

تعد مصر هي الموطن الأول للمذهب الشافعي؛ حيث كان هو السائد فيها بعد أن تغلب على المذهبين الحنفي والمالكي، وقد بدأ النشاط العلمي للإمام الشافعي في مصر في تعليم الفقه وأصوله وما اتصل بهما من العلوم الشرعية، من خلال دروسه وتصنيفه للكتب، وقد أفاد الإمام الشافعي خلال فترة وجوده بمصر بتلاميذ الإمام مالك، وكذلك بفقيه مصر الإمام الليث بن سعد، ولقد كانت مصر بما حباها الله من حب للعلم وميل إليه بلدًا مهيأة للإمام الشافعي رحمه الله لينشر فيها مذهبه، فوجود الاختلافات الفقهية التي كانت فيها بين مذهبي مالك وأبي حنيفة أعانه كثيرًا على توضيح المسلك الصحيح في طلب العلم، وهنا يجب أن ندقق فيما يعتري هذا الأمر من فترة مهمة من تاريخ مصر، كانت هي الفترة التي قضاها الإمام الشافعي على أرض هذا البلد الطيب العتيق، وإلى مد تأثر الإمام الشافعي بالإمام الليث بن سعد وبتلاميذ الإمام مالك الموجودين في مصر في تلك الفترة، فقد بدأ النشاط العلمي للإمام الشافعي في مصر في تعليم الفقه وأصوله وما اتصل بهما من علوم الشريعة، من خلال دروسه وتصنيفه للكتب، وعلى الرغم من قصر المدة التي أقامها الشافعي في مصر، إلا أن تلك الفترة – على قصرها – ذخرت بإنتاج علمي ضخم.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي في غزة إلى 44،875 شهيدا و106،454 جريحا
التالى بعد زلة لسانها.. رسالة تامر أمين إلى شيرين عبد الوهاب: احموها من نفسها