ثقافة
السبت 28/ديسمبر/2024 - 04:36 م
فلما صعدتُ على ربوة ما مترددًا، -يرى ذلك من القدمين اللتين تغرسان بشدة في الرمال؛ راغبتين أن تنبت منهما جذورًا تشدهما للأرض. يمكن أن يرى، رغم ذلك، تحفز أعضاء الجسد الغاضبة وكأنها تريد أن تنقض على جميع المارة والواقفين والمتأملين الذين يمكن رؤيتهم، إذا اتسعت نافذة رؤيتك قليلًا، وهم يسيرون على حبال تحتها وحل وآخرها هوة- نظرتُ إلى أسفل ثم رفعت وجهي وكأني سلمت بالأمر الذي لا أعرف ما هو ولكني أكرههم لكونهم هم.
يمكنني أن أبعد ناظري وأراهم أجمعين وهم واقفون بغضاء، سيئون، كريهون، متعالون. أنظر إليهم في الأسفل، وأقول بصوت يتملكه الرثاء والألم: "إنه لمن المريع أن تتخلى عن لاشيء من أجل لاشيء. الفارق أن اللاشيء الأول تملك أن تحدث فيه، ولكن اللاشيء الآخر ليس ملكك. يمكننا أن نتفق في البداية على أن كل العالم لاشيء إذ أنه من اتساع تواجده يستحيل أن يكون حقيقيًا. يمكنك أن تلاعب الوهم الكبير، أن تقطع عن ظهرك خيوط ماريونيت انتماءات معينة والذهاب إلى خيوط أخرى. يجعلك هذا تشعر ببعض التحكم، لكن الشعور هو ذلك الذي لا يمكن التحكم به. عندما تتبني شعورًا، عندما تسعى لتصبح مثاليًا، عندما تحاول فهم كونك مربوطًا بخيوط.. تلك خطيئة. أحب ذاتك، والعن كونك بشرًا"