إبداعات|| “فى البَدءِ”.. سيف أيمن.. بنى سويف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

انتفضتُ من نومي، وسَرَى بَرْقٌ في أوصالي، فارتعدَ جسَدي وارتجَف.

 

استَلْقيتُ مَليًّا، رَانيًا للسماء المُلَبَّدة، والعشبُ الأخضر يخمِش جِلدي الغَضَّ.

 

"غَـا غَـا غَـا!"، كانَ غُدَّافًا يَنْعَب على شجرةٍ شَهِيَّةٍ، محرَّمةٍ.

 

أين الملائكة؟

 

أين.. ضِلعي؟

 

نهَضتُ من رَقدتي، قاصدًا الشَّجرة، أتلكَّأُ متوجِّسًا، أقترِب والغدَّاف لا يَنِي ينعَب.

 

توقَّفْتُ على كثبٍ من الشَّجَرة، رابضًا كانَ الغدَّاف على غصنٍ،  حَدَّقتُ في عينيهِ -وحدَّقَ في عينَيَّ- مُتفرِّسًا:

 

فرأيتُ الموت،

 

رأيتُ الخطيَّة..

 

والصليب!

 

"غَـا غـَا غـ...".

 

… … ...

 

في البَدءِ...

 

لم أنتفِض، ولم أرتعِد، فقط أشرعتُ عينَيَّ، كان كل ما حدث حُلمًا قصيرًا بعد إفاقةٍ.

 

ثمَّ كانَ كلُّ شيء كما الحُلم!

 

الغُراب على الغُصن، والضِّلع مفقودٌ، والصليبُ، هُناك في عيني الغُراب، عِظامٌ من ضلوعي!

 

أين الملائكة؟

 

- في عدْن.

 

أين.. ضِلعي؟

 

- آتٍ إلى عدْن!

 

استشعرتُ وجودَ شيء ما خلفي، ولمَّا تلفتُّ، أُخِذتُ بما رأيت؛ شيءٌ ما  شبيهٌ بي، غير أنه ذو شعرٍ متهدِّل، وجسدٍ غريبٍ، وملامح غَضَّة.

 

لكِن عينيه غريبتان، عميقتانِ كبئرٍ. غُصتُ فيهما، وجذَّفتُ بذراعَيَّ؛

 

فرأيتُ الموت،

 

رأيتُ الحَيَّة السوداء،

 

رأيتُ الخطيَّة والصليب،

 

رأيتُ.. عينَيْ الغُراب!

 

لكنني قُلت:

 

إنه يُشبهني!

 

إنه يُشبهني!

 

إنه ضلعي المُسترَق في نومتي!

 

وفتحَ فمَه ليقول شيئًا، فقالَ:

 

"غَا غَا!"

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق من نازلى إلى مى وأجيال الشباب.. 150 عامًا من الصالونات الأدبية فى مصر
التالى بعد زلة لسانها.. رسالة تامر أمين إلى شيرين عبد الوهاب: احموها من نفسها