شهد عام 2024 تقدمًا ملحوظًا في قطاع الطاقة المصري، حيث أسفرت الجهود المستمرة عن اكتشافات كبيرة في مجالي النفط والغاز، كان أبرزها حقل "أبوقير البحري" الذي كشفت شركة "إنرجيان" اليونانية عن احتياطيات تقدر بـ15 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا بالإضافة إلى المكثفات.
اكتشافات ضخمة وصفقات بارزة
كما نجحت مصر في إدخال بئر جديدة ضمن المرحلة الثالثة من تطوير حقول شمال سيناء البحرية، بمعدل إنتاج يومي يبلغ 17 مليون قدم مكعبة من الغاز.
خطط توسعية واتفاقيات استثمارية
واصلت مصر استقطاب الاستثمارات الأجنبية عبر توقيع اتفاقيات مع شركات عالمية مثل "شل" و"بتروناس"، لاستكشاف مناطق جديدة في غرب الدلتا البحرية العميقة، باستثمارات تصل إلى 222 مليون دولار، كما تعتزم الحكومة المصرية حفر نحو 110 آبار استكشافية خلال العام المالي 2024-2025 بتكلفة تقدر بـ1.2 مليار دولار.
التوسع في الطاقة المتجددة
كان قطاع الطاقة المتجددة أحد المحاور الرئيسية لجهود مصر خلال العام، حيث شهد توقيع اتفاقيات ضخمة، أبرزها مشروع إنتاج طاقة الرياح في خليج السويس وجبل الزيت بسعة 1.1 جيجاوات، ومشروع محطة طاقة الرياح غرب سوهاج بقدرة 10 جيجاوات، وبلغت الاستثمارات الإجمالية لهذه المشروعات أكثر من 19 مليار دولار.
الهيدروجين الأخضر محور المستقبل
رسخت مصر مكانتها كمركز إقليمي للهيدروجين الأخضر عبر توقيع 12 مشروعًا جديدًا في هذا المجال، تضمنت هذه المشاريع اتفاقيات باستثمارات تبلغ 34 مليار دولار، بالإضافة إلى خطط لإنتاج 18 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا عبر استثمارات تصل إلى 64 مليار دولار.
إسهامات إقليمية ودولية
إلى جانب تعزيز أمنها الطاقي، تساهم مشروعات مصر في خفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مع تعزيز مكانة شمال إفريقيا كمركز عالمي للطاقة النظيفة.
مستقبل واعد لقطاع الطاقة
مع التوسع في الاستثمارات وتنويع مصادر الطاقة، تواصل مصر تحقيق توازن بين تلبية احتياجاتها المحلية وتعزيز مكانتها في السوق العالمية للطاقة، يمثل عام 2024 انطلاقة جديدة نحو مستقبل أكثر استدامة وكفاءة في قطاع الطاقة.
شهد قطاع الطاقة في مصر خلال عام 2024 تطورات هائلة تعكس التزام الدولة بتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة وتحقيق التوازن بين تلبية الطلب المحلي المتزايد وتوسيع آفاق الاستثمارات الأجنبية، ونجاح مصر في تحقيق اكتشافات نفطية وغازية جديدة، وتوقيع اتفاقيات ضخمة في قطاع الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، يمثل نقلة نوعية تعزز من قدرتها على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
كما أن هذه الجهود لم تقتصر على الغاز والنفط فقط، بل امتدت إلى تعزيز مشروعات الطاقة المتجددة مثل محطات الرياح والطاقة الشمسية، مما يسهم في تحقيق الأهداف المناخية العالمية، وبتوقيع اتفاقيات مع كبرى الشركات العالمية، وبرامج طموحة للتنقيب وتطوير الحقول المتقادمة، تواصل مصر جذب اهتمام المستثمرين الدوليين، مما يعزز من دورها كمحور رئيسي لاستثمارات الطاقة في المنطقة.
في ظل هذه التطورات، تبدو مصر مهيأة لتكون نموذجًا يحتذى به في كيفية تحقيق التنويع في مصادر الطاقة، ومع استمرار الجهود المبذولة في تطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة، يتوقع أن تواصل مصر ريادتها في هذا المجال، مما يعزز من دورها في بناء مستقبل مستدام للطاقة، ليس فقط على المستوى المحلي، بل الإقليمي والدولي أيضًا.