مستهدفًا الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية فى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية، والبناء على ما تحقق خلال زيارة الرئيس التشادى محمد إدريس ديبى إتنو لمصر، فى يوليو الماضى، زار الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، العاصمة التشادية نجامينا، أمس الأول الخميس، يرافقه وفد من ممثلى كبرى شركات القطاعين العام والخاص، لبحث فرص التعاون فى مختلف القطاعات، وعلى رأسها البنية التحتية والطاقة والزراعة، لتحقيق التنمية المشتركة، بما يعود بالنفع على شعبى البلدين.
لا تزال مجموعات إرهابية تشادية، تنشط فى الداخل، وفى دول الجوار، وتقوم بتهريب السلاح والمخدرات والمهاجرين غير الشرعيين. ولا نعتقد أننا نضيف جديدًا لو قلنا إن تشاد، ودول القارة الإفريقية إجمالًا، ليس أمامها أى سبل غير بذل مزيد من الجهود المشتركة، لتحقيق الاستقرار والحياة الكريمة لشعوبها. كما لا نعتقد أن تلك الجهود قد تحقق أى نتائج، لو لم تتمكن هذه الدول من القضاء، نهائيًا، على الإرهاب.
التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، كان له نصيب، طبعًا، من محادثات وزير خارجيتنا مع رئيس الدولة الشقيقة، إذ استعرض الرؤية المصرية للتعامل مع تلك الظاهرة من خلال منظور شامل، مشيدًا بالدور المهم للأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية فى توضيح وسطية وسماحة الإسلام، فى مواجهة التشدد والتطرف، كما ثمّن البرامج التدريبية التى ينظمها مركز القاهرة الدولى لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية. كما تناول اللقاء عددًا من القضايا الإقليمية، أبرزها تطورات الأوضاع فى السودان، وليبيا، ومنطقتى الساحل والقرن الإفريقى.
بعد لقاء نظيره التشادى عبدالرحمن غُلام الله، وعزيز محمد صالح، وزير البنية التحتية، التقى وزير خارجيتنا رئيس الدولة الشقيقة، أمس الجمعة، وسلمه رسالة من الرئيس السيسى تؤكد أواصر العلاقات التاريخية الوطيدة التى تجمع البلدين الشقيقين، والأهمية التى توليها مصر لتطوير أطر التعاون الثنائى. وبعد أن رحب المشير ديبى إتنو بوزير الخارجية وممثلى الشركات المصرية، أكد أهمية تعزيز التعاون الاقتصادى بما يحقق المصالح المشتركة، وطلب نقل تحياته إلى الرئيس السيسى، معربًا عن تقديره العلاقات الأخوية بين البلدين، ودور مصر الفاعل فى القارة الإفريقية وجهودها لتعزيز أمنها واستقرارها.
فى هذا السياق، أشار وزير الخارجية إلى أنه اصطحب ممثلى الشركات المصرية، بناءً على تكليف رئاسى بدعم تشاد والمساهمة فى نهضتها التنموية، لافتًا إلى أن الإمكانات والخبرات الكبيرة التى تتمتع بها هذه الشركات فى إفريقيا تمكنها من تنفيذ مشروعات كبرى فى البنية التحتية والطاقة والصحة والدواء والزراعة وبناء السدود و... و... وثمن مذكرة التفاهم التى تم توقيعها، الشهر الجارى، لتنفيذ الطريق البرى الذى سيربط بين البلدين، وسيحول تشاد إلى مركز تجارى مهم يربط بين البحر المتوسط وخليج غينيا. كما أشار إلى توفير مزيد من المنح الدراسية لطلاب البلد الشقيق فى الجامعات المصرية، والتوسع فى برامج تدريب الدبلوماسيين التشاديين بالقاهرة، وأشاد بدور فرع جامعة الإسكندرية فى نجامينا.
الملفات نفسها، تقريبًا، تناولها وزير الخارجية مع نظيره التشادى، إضافة إلى تبادل الرؤى حول عدد من القضايا الإقليمية، ولدى تناول الأمن المائى المصرى أكد وزير خارجيتنا أنه أمر لا تهاون فيه، واتفق الوزيران على عقد اللجنة المشتركة بين البلدين فى أقرب وقت. ومع وزير البنية التحتية التشادى جرى نقاش مطول مع ممثلى الشركات المصرية بشأن سبل تعزيز التعاون، انتهى بالاتفاق على تنظيم زيارات ميدانية لأبرز المشروعات التنموية فى مصر والتعرف، عن قرب على إمكانات هذه الشركات.
.. وتبقى الإشارة إلى أن وزير الخارجية التقى، أيضًا، بالعاصمة التشادية، السفير إدو الحاجى، السكرتير التنفيذى لتجمع دول الساحل والصحراء، وأبدى استعداد مصر لدعم التجمع، والمساهمة فى وضع خطة شاملة لتفعيل دوره، مشيرًا إلى أهمية دفع التعاون الإقليمى لمواجهة التحديات المشتركة، خاصة الإرهاب والهجرة غير الشرعية. كما شدد على أهمية تفعيل دور مركز الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب، الذى تستضيفه القاهرة، حتى يتمكن من أداء دوره فى بناء قدرات الدول الأعضاء، وتوحيد جهودها.