تحتفل كنيسة الروم الارثوذكس بتذكار لجوء العائلة المقدسة إلى مصر.
ومن جهته قال الأنبا نيقولا مطران الروم الارثوذكس في بيان له: انه في الإصحاح الثاني من إنجيل متى ورد ذكر حدث لجوء الطفل يسوع وأمه مريم العذراء ويوسف النجار خطيبها إلى مصر، من بيت لحم إلى مصر. ذلك أن هيرودس الملك أراد أن يقتله تخوفًا من أن يزاحمه المسيح في المُلك - إذ إن من صفات المسيح كونه ملكًا.
وتابع: "ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية، في أيام هيرودس الملك، إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم، قائلين أين هو المولود ملك اليهود.
وأضاف يُعتقد أن هيرودس قد مات في عام 4 قبل الميلاد، وبينما لم يذكر متى كيفية موته، فإن المؤرخ اليهودي يوسيفوس فلافيوس يروي بوضوح أن موته كان موتًا دمويًا.
وأكمل: دخلت العائلة المقدسة مصر عن طريق صحراء سيناء من الناحية الشمالية من جهه الفرما (بلوزيوم) الواقعة بين مدينتي العريش وبورسعيد. وكانت المدن في مصر مليئة بالأوثان. وكان عند دخول العائلة المقدسة أي مدينة كانت الأوثان في المعابد تسقط على الأرض فتتحطم وتتكسر أمام الصبي القادم على مصر، فيخاف الناس من هذا الحدث غير المألوف ويرتعبون. ذلك وكما تحطم تمثال الإله داجون الوثني أمام تابوت العهد المقدس (1 صم 2:5-4)، هكذا سقطت التماثيل عند مجيء يسوع، ولم تقو على مواجهة حضوره.
وواصل: روي المؤرخون هذه الحادثة أيام حكم الرومان فقالوا: "إن الأصنام كانت تتكسر لدي ظهوره أمامها والبراري أقفرت من شياطينها، وذابت قلوب كهنة الأصنام خوفًا وهلعًا فهرعوا إلى حكام مصر لينصروهم على القادم الصغير ولكنه لم يكن سلطان الظلمة له سيطرة عليه".
ويوسف النجار خطيبها إلى مصر توجهوا إلى مدينة بابليون على الطريق الذي يوصل من ممفيس (منف) إلى هليوبوليس، والتي كانت تعتبر عاصمة مصر التانية بسبب موقعها من راس الدلتا.
ولفت: في مدينة بابليون القديمة يوجد اليوم آثار حصن بابليون في منطقة مصر القديمة، والذي يوجد على أحد ابراجه كنيسة دير القديس جيورجيوس (مار جرجس) اللذان يتبعان بطريركية الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس، وعلى الجانب الآخر من الدير توجد الكنيسة المعلقة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
مض في دير القديس جيورجيوس (مار جرجس)، وفقا للتقليد، مكثت مريم العذراء مع الشيخ يوسف الخطيب وابنها الإلهي الطفل يسوع المسيح في مكان الدير بجوار بئر ماء وشربت منه العائلة المقدسة، وهو الموجود في وسط المدافن أسفل كنيسة صعود العذراء مريم، التي بنيت فوقه هذه الكنيسة، واليوم يأتي إليه العديد من المسيحيين والمسلمين لينالوا البركة منه.