واشنطن بوست عن هدنة ليبيا: ما الذي سيجعلها تصمد؟

مصر العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن اتفاق السلام الذي توصلت إليه الأطراف في ليبيا، ووصفته الأمم المتحدة بأنه "نقطة تحول مهمة نحو السلام والاستقرار"، مرهون بالعديد من العوامل التي تجعل استمراره محل شك.

 

وأضافت الصحيفة، أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه الجمعة، لم يكن الأول، فقد سبقه العديد من الاتفاقات التي سرعان ما انهارت تحت وطأة التدخلات الخارجية والمليشيات التي لا تعد ولا تحصى في ليبيا، وكلها أدت لزيادة الفوضى وانعدام الأمن في الدولة الواقعة بشمال أفريقيا.

 

وتساءلت الصحيفة: ما الذي يجعل هذا الاتفاق مختلف ويصمد في وجه المصالح التي ترغب العديد من الجهات الخارجية والمليشيات تحقيقها وكلها تتعارض مع عودة الأمن والاستقرار إلى ليبيا؟

 

وأشادت الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار، باعتباره "إنجاز تاريخي"، ووقعت الأطراف المتحاربة على الاتفاقية في حفل أقيم الجمعة في جنيف.

 

وقالت ستيفاني ويليامز، مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا: "الطريق إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار كان غالبًا طويلًا وصعبًا، وعلينا أن نمنح الناس الأمل في مستقبل أفضل"، مشيرة إلى أنها تأمل في أن ينهي الاتفاق "معاناة الشعب الليبي".

 

وفي حين لم تعلن كافة تفاصيل الاتفاق، قالت وليامز، إن الهدنة تدعو الجانبين إلى الانسحاب من مواقع الخطوط الأمامية والعودة إلى قواعدهم، والأهم من ذلك، أنها تدعو إلى انسحاب جميع القوات الأجنبية، والمرتزقة في غضون ثلاثة أشهر.

 

لكن ويليامز، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، أقرت بأن الوسطاء لديهم "الكثير من العمل الذي يتعين عليهم القيام به في الأيام والأسابيع المقبلة لتنفيذ الالتزامات المنصوص عليها في هذه الاتفاقية".

 

ومنذ العام 2011 عندما تدخل حلف شمال الأطلسي لإطاحة الديكتاتور الليبي معمر القذافي وقتله، تعاني ليبيا من حالة اضطراب، وعلى مدار العام الماضي، مرت ليبيا بأعنف حقبة منذ الثورة، فجرها هجوم على طرابلس في أبريل 2019 شنه الجنرال خليفة حفتر.

 

ولفتت الصحيفة إلى أن انخفاض التوتر والضغوط الدولية أتاح فرصة للوسطاء لإحياء المحادثات بشأن الهدنة، ويصادف هذا الأسبوع الجولة الرابعة من المحادثات بين أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة، والتي تأمل الأمم المتحدة أن تؤدي في النهاية إلى انتخابات وطنية في ليبيا.

 

استخدم الدبلوماسيون والمحللون القدامى العاملون في ليبيا وسائل التواصل الاجتماعي ورحبوا بالاتفاق بحذر، لكنهم حذروا من أن السلام في ليبيا يقع في نهاية المطاف في أيدي القوى الأجنبية والميليشيات.

 

وقال جوناثان وينر، المبعوث الأمريكي الخاص السابق إلى ليبيا إن "تدابير بناء الثقة" ضرورية لتوفير "أساس لنزع السلاح" والعودة إلى الوضع الطبيعي بعد أي صراع أهلي، ودعا إلى "إجراءات واضحة من قبل الأجانب للانسحاب" وفق جدول زمني.

 

ولفرام لاتشر، الخبير في الشؤون الليبية بالمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، غرد على تويتر قائلا :إن الاتفاقية لا تشير إلى مناطق محددة منزوعة السلاح، كما أن رحيل المرتزقة في غضون ثلاثة أشهر يبدو طموحًا".

 

وقال طارق المجريسي، الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إنه "لا ينبغي السخرية من وقف إطلاق النار، إنه يعطي إحساسًا زائفًا بالأمان، العودة إلى الحرب ما زالت أسهل بكثير من السلام الحقيقي".

 

الرابط الأصلي

0 تعليق