تحتفل الكنائس التي تتبع التقويم الغربي بعيد الميلاد المجيد في 25 ديسمبر 2024، وبالتزامن مع احتفالات عيد الميلاد، التي تستقبلها بيت لحم وكنيسة المهد بإلغاء الاحتفالات بسبب حرب غزة واقتصارها على الصلوات الدينية، قالت لوسي ثلجية، عضو مجلس بلدية بيت لحم، فى حوارها للدستور إن الشعب الفلسطيني يعاني من حرب غزة وأن المدينة تكتسي بحزن عميق يعكس واقعها الأليم وإلى نص الحوار:
- كيف تستقبل كنيسة المهد وبيت لحم عيد الميلاد المجيد؟
يأتي عيد الميلاد هذا العام في كنيسة المهد ومدينة بيت لحم في ظل ظروف إستثنائية نتيجة الحرب المستمرة في غزة والتداعيات الإنسانية المأساوية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، وتعد بيت لحم، واحدة من أبرز المواقع المسيحية في العالم، فالمدينة التي كانت تشهد أجواء احتفالية، تكتسي هذا العام بحزن عميق، إذ يعكس واقعها الأسود الألم الكبير الذي يعانيه أبناؤها في غزة والضفة الغربية، فلا وجود لأي مظاهر احتفالية وتقتصر فقط على الشعائر الدينية والاستمرار بالبرتوكولات الرسمية، وتتبنى الكنائس في بيت لحم وجميع أنحاء فلسطين رسائل تضامن مع غزة، ترفع الكنائس الصلوات من أجل السلام، وتدعو العالم للضغط من أجل إنهاء المعاناة الإنسانية. - ماهى رسالة الأخوة والسلام فى فلسطين خلال عيد الميلاد؟
رسالة الأخوة والسلام في فلسطين خلال عيد الميلاد تعكس قيم المحبة،والتعايش التي يحملها هذا العيد في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ورغم التحديات التي يوجهها الفلسطينيون نتيجة الاحتلال والحروب، يظل عيد الميلاد في فلسطين مناسبة لإبراز هذه القيم الإنسانية.
وتتجلى هذه الرسالة من خلال عدة جوانب منها التضامن بين مختلف الطوائف والمجتمعات، فعيد الميلاد في فلسطين هو مناسبة للتأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه الدينية والعرقية، ففي بيت لحم، المدينة التي تحتضن كنيسة المهد، يتشارك المسيحيون والمسلمون الاحتفال بهذا الحدث الديني العظيم، وتعتبر هذه اللحظات فرصة لإظهار التلاحم والتضامن بين أبناء الشعب الفلسطيني، حيث يجسد العيد روح الأخوة بين المسلمين والمسيحيين، الذين يقفون معًا ضد الظلم ويشتركون في السعي إلى تحقيق السلام في أرضهم وانهاء الاحتلال وغطرسته وممارسته ضد شعبنا الأعزل.
كما تتجلي رسالة العيد على الاحتجاج والدعوة للسلام، فعيد الميلاد أيضًا مناسبة لتسليط الضوء على الأوضاع السياسية والإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، فبينما يحتفل الفلسطينيون بالعيد، يواصلون رفع الأصوات المطالبة بالعدالة وإنهاء الاحتلال الغاشم، وتنظم الكنائس فعاليات تدعو إلى إنهاء الاحتلال والتأكيد على حقوق الفلسطينيين، وهذا يعكس تأكيد المسيحيين في فلسطين على التزامهم بالمطالبة بالعدالة وانهاء الاحتلال، بالإضافة إلى وجود الفعاليات الخيرية والمساعدات الإنسانية، فتتجلى رسالة الأخوة والسلام أيضًا من خلال الأعمال الخيرية التي تُنظم في فترة عيد الميلاد، حيث تعمل الكنائس والمؤسسات الخيرية على توفير المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب ، في هذا السياق، يقوم المسيحيون في فلسطين بجمع التبرعات وتوزيع المساعدات الغذائية والملابس للأطفال والأسر المحتاجة.
بعد مرور عام على الحرب، كيف تحتفل كنائس أرض الميلاد بعيد الميلاد ؟
احتفالات عيد الميلاد في كنائس أرض الميلاد تأتي في وقت صعب ومؤلم، مقتصرة فقط على الشعائر الدينية، والاستمرار في نشر رسالة المسيح من المحبة، وتؤكد الكنائس في فلسطين على تمسكها بالقيم الإنسانية.
وتابعت: هناك طرق تحتفل بها الكنائس في هذه الظروف، منها إقامة الصلوات والقداسات الإلهية في كنيسة المهد في بيت لحم، يتجمع الناس في جو من الإيمان والصلاة من أجل السلام والأمان، مع استمرار الحرب في غزة، تركز الصلوات على طلب الرحمة والسلام ووقف العنف، ودعوة الله لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني تقام الصلوات في جو من التواضع والتضرع، إذ يطلب المؤمنون من الله أن يخفف عنهم هذا العبء ويمنحهم القوة للثبات، والتأكيد على رسالة المسيح من السلام فعيد الميلاد في فلسطين يحمل دائمًا رسالة خاصة من المحبة والسلام، وتستمر الكنائس في التأكيد على هذه الرسالة، رغم الظروف الصعبة. يُذكر المسيحيون في فلسطين أن ميلاد المسيح في بيت لحم كان رمزًا للسلام ولهذا، في ظل الأوقات العصيبة، تظل رسالة المسيح من مهد السلام هي محور الاحتفالات في الكنائس، حيث يتم التأكيد على أن الميلاد هو دعوة للسلام والتسامح.
وتقديم الأعمال الخيرية والمساعدات الإنسانية، ففي هذه الفترة، تقوم العديد من الكنائس والمؤسسات الخيرية بتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين. يتم جمع التبرعات لتوفير الغذاء، الأدوية، والملابس للأسر الفقيرة والمتضررة من الحرب، بما في ذلك في غزة. وهذا يعكس روح العطاء والتضامن، حيث يتم توفير الإغاثة للفئات الأكثر ضعفًا، من خلال كنائس بيت لحم وغيرها من المؤسسات الدينية.
أما الاحتفالات المحلية والرمزية على الرغم من تدهور الوضع الأمني، تحاول الكنائس في بيت لحم وغيرها من المدن الفلسطينية الحفاظ على تقاليد الاحتفال بعيد الميلاد قد تكون الاحتفالات أكثر تواضعًا هذا العام بسبب الظروف المحيطة، ولكن الكنائس تحرص على تنظيم القداديس والعروض الاحتفالية الصغيرة يتم تزيين الكنائس بالفوانيس والزينة التقليدية، وتُضاء الشموع التي تمثل الأمل، كما تُقام صلوات خاصة من أجل إنهاء الحرب وتحقيق السلام في غزة وفلسطين.
أما عن المشاركة الدولية في الاحتفالات، يتوافد عدد قليل من الزوار من مختلف أنحاء العالم لبيت لحم للاحتفال بعيد الميلاد، وهو ما يشكل فرصة لتعزيز التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، هؤلاء الزوار يشاركون في الصلوات ويعبّرون عن دعمهم لفلسطين، وهو ما يساهم في تسليط الضوء على الوضع الفلسطيني ومعاناته والمطالبة بانهاء الاحتلال ووقف الحرب على غزة، فعلى الرغم من الواقع الصعب، يبقى الأمل هو الدافع الرئيسي للاحتفال. في الكنائس، يتم التأكيد على أن عيد الميلاد هو فرصة للتجديد الروحي. يُحتفل بالميلاد كفرصة لزرع الأمل في القلوب، وتذكير الناس بقيم الحب والصبر.
- كيف يمكن لعيد الميلاد أن يجلب الأمل والسلام فى ظل الظروف الصعبة التى يمر بها الفلسطنيون؟
عيد الميلاد في فلسطين هو أكثر من مجرد مناسبة دينية؛ إنه لحظة لزرع الأمل والطمأنينة في قلوب الفلسطينيين، وتأكيد رسالة التضامن في وقت تعاني فيه المنطقة من الحروب والاحتلال. من خلال التمسك بالقيم الإنسانية، يعكس عيد الميلاد قوة الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات، ويعزز الأمل بأن السلام آتٍ يومًا ما
ففي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها شعب غزة وفلسطين، يمكن لمناسبة عيد الميلاد أن تجلب الأمل والسلام بطرق متعددة، تعكس قدرة الإيمان والتضامن على مواجهة المعاناة ورفع الروح المعنوية. على الرغم من الحروب والاحتلال، يظل عيد الميلاد رمزًا للأمل، التي تشرق في قلوب الفلسطينيين، وتصل إلى العالم أجمع، بالتأكيد على رسالة المسيح من السلام فعيد الميلاد يذكر الفلسطينيين والعالم برسالة المسيح التي تدعو إلى السلام والمحبة، بالإضافة إلى تعزيز الوحدة والتضامن بين الفلسطينيين في مواجهة التحديات التي يمر بها الشعب الفلسطيني، يُظهر عيد الميلاد قوة الوحدة بين الفلسطينيين بمختلف دياناتهم.
وعيد الميلاد يذكرنا بالأمل رغم المعاناة، وفي الوقت الذي يعاني فيه الفلسطينيون من الظروف القاسية، يمثل عيد الميلاد فرصة لإعادة إشعال الأمل في النفوس. على الرغم من الألم والمعاناة، تظل فرصة الاحتفال بميلاد المسيح مصدرًا لتجديد الإيمان والأمل، ففي الكنائس، تنبعث الأنوار والشموع التي تضيء الظلام، وتجسد الأمل المتجدد. بفضل هذه الروح، يتمكن الفلسطينيون من تجديد قوتهم الداخلية لمواصلة النضال من أجل الحرية وانهاء الاحتلال، وعيد الميلاد في فلسطين لا يُحتفل به فقط على المستوى المحلي، بل هو فرصة للكنائس الفلسطينية لتوجيه رسائل إلى المجتمع الدولي مطالبة وقف الحرب على غزة وانهاء الاحتلال، وأن الاحتفالات التي تعزز الشعور بالانتماء، وفي مثل هذه الظروف، يظل عيد الميلاد تذكيرًا بأن الشعب الفلسطيني لا يزال صامدًا ومؤمنًا بأن حقه في الحياة والحرية سيأتي. من خلال الاحتفالات، يبعث الفلسطينيون برسالة للعالم بأنهم سيواصلون كفاحهم من أجل انهاء الاحتلال، وأنهم لن يفقدوا الأمل مهما كانت التحديات.
كيف يمكن أن يكون ميلاد المسيح رسالة لطلب السلام من أجل شعب غزة وفلسطين؟
عيد الميلاد المسيح، الذي يُحتفل به في بيت لحم، يحمل في طياته رسالة عظيمة من السلام والمصالحة، وتعد هذه الرسالة أكثر أهمية في الوقت الحالي، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها شعب غزة وفلسطين. ميلاد المسيح، الذي يُعتبر رمزًا للسلام بين الناس، يقدم دعوة قوية للسلام في قلب العنف والدمار، مما يجعله مصدر إلهام لشعب فلسطين، والمجتمع الدولي، للمطالبة بسلام عادل ودائم. فيما يلي كيف يمكن أن يكون ميلاد المسيح ملك السلام رسالة لطلب السلام من أجل شعب غزة وفلسطين فالميلاد كرمز للسلام ففي الكتاب المقدس، وُصف المسيح بأنه "ملك السلام" الذي جاء ليبشر بالسلام بين البشر، ويُعتبر ميلاده في بيت لحم بداية رسالة التوحيد بين الناس، وبالنسبة لشعب فلسطين، ميلاد المسيح دعوة لتوحيد جميع جهودهم من أجل السلام العادل للفلسطينيين، ويدعوا العالم إلى الوقوف معهم في هذه القضية الإنسانية.
-ماذا عن دور المجتمع الدولى في الحرب التي تشهدها غزة؟
المجتمع الدولي يمتلك دورًا محوريًا في الحرب التي تشهدها غزة وفلسطين، سواء من خلال الضغط على الأطراف المتنازعة لوقف العنف، أو من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية،. التحرك الدولي الفعّال يمكن أن يساهم في تقليل معاناة الشعب الفلسطيني، وتحقيق تسوية سلمية تعزز العدالة والسلام في فلسطين.
فدور المجتمع الدولي في الحرب التي تشهدها غزة حاسم في محاولة التخفيف من معاناة المدنيين ووقف التصعيد، والمجتمع الدولي يشمل دولًا ومنظمات دولية ومؤسسات إنسانية، ويُفترض أن يكون له دور محوري في معالجة الأزمات الإنسانية والسياسية التي تعاني منها غزة أولا والضفة الغربية.
يتمثل دور المجتمع الدولي في عدة محاور رئيسية، منها الضغط على الأطراف المعنية لوقف العنف
أحد أهم أدوار المجتمع الدولي هو ممارسة الضغط على إسرائيل من اجل وقف الحرب على غزة، هذا يشمل تحفيز الأطراف على الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقيات جنيف التي تحظر الهجمات على المدنيين والمرافق المدنية من خلال الضغط الدبلوماسي والعقوبات، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية إحدى أبرز التحديات التي يواجهها الفلسطينيون في غزة هي الظروف الإنسانية المأساوية. على المجتمع الدولي ان يوفر المساعدات الإنسانية العاجلة من خلال منظمات إنسانية دولية، مواد غذائية، أدوية، مستلزمات طبية، وملابس للمتضررين من الحرب
كما يشمل دور المجتمع الدولي لعب دور الوسيط، بما في ذلك الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة، ودول أخرى، يمكن أن يكون له دور بارز في الوساطة لتحقيق هدنة أو اتفاقيات سلام مؤقتة، بالإضافة إلى الدعوة إلى محاسبة انتهاكات حقوق الإنسان فالمجتمع الدولي يجب أن يلتزم بتوثيق هذه الانتهاكات عبر هيئات حقوق الإنسان الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية (ICC) ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وأن يعمل على محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات وفقًا للقانون الدولي.
وأيضا استخدام العقوبات والضغوط السياسية، فالمجتمع الدولي يفرض عقوبات تشمل قيود اقتصادية، تجميد الأصول، أو منع وصول بعض الأطراف إلى أسواق السلاح، ودعم المشاريع التنموية بعد الحرب، إضافة إلى الدعم الإغاثي الفوري، فقطاع غزة يحتاج دعم طويل الأمد في مرحلة ما بعد الحرب لإعادة بناء ما دمرته الأعمال العسكرية.