أثارت رواية “الحوريات” للكاتب الجزائري، كمال داود، الجدل والتساؤل، حول أحقية الكاتب، في استخدام معلومات عن شخصيات حقيقية في الواقع، ونسج حياتها أو جانب منها في عمل إبداعي، وفي هذا الصدد تحدث الكاتب، القاص، أحمد الخميسي، في تصريحات خاصة لــ “الدستور”.
شخصية السيد عبد الجواد هي شخصية والد نجيب محفوظ
واستهل الكاتب الدكتور أحمد الخميسي: "بالنسبة لقضية رواية الحوريات، الواضح من كلام المحامية الجزائرية أن هناك جانبا سياسيا في الموضوع، لأنها في حديثها تطرح أمرا أن الروائي شوه نضال الشعب الجزائري، ومن ثم فإن حديثها لا يصب في الأدب فقط، إنما تتشرب من اهتمامات أخرى.
وتابع “الخميسي”، في تصريحات خاصة لـ “الدستور”: "لكن وبشكل عام، هل يحق للمبدع أن يستغل أو يستوحي أدبية من شخصيات حقيقية في محيطه، تعارف عليها ويعرف جوانب عديدة من حياتها، أن يستغل هذه التفاصيل في عمل إبداعي، طبعا من حقه، ليس فقط يحق له بل هذا ما يحدث في أغلب الإبداع، و90% مما يكتب في الأدب المحلي والعالمي مستوحى من شخصيات حقيقية، لكن يعمد الكاتب إلى إخفاء ملامح الشخصية الحقيقية تماما، خاصة عندما يتعلق الأمر لمعايب هذه الشخصية.
لكن وعلى سبيل المثال شخصية “كمال” في ثلاثية نجيب محفوظ، هي شخصية نجيب محفوظ الحقيقية نفسه، والأكثر من هذا شخصية السيد عبد الجواد، هي شخصية والد نجيب محفوظ أيضا.
ونجيب محفوظ ألمح إلى ذلك عدة مرات، وفي رواية “لا وقت للحب”، ليوسف إدريس، هذه الرواية تقريبا كما هي كاملة سمعها يوسف إدريس من أحد المعتقلين الذين كانوا معه في المعتقل.
وأردف الكاتب أحمد الخميسي: “بالطبع حذف وأضاف ــ إدريس ــ لكن الرواية وشخوصها مستوحاة من الواقع”.
وشدد “الخميسي” على: ليس فقط يجوز، لكن هذا ما يحدث في أغلب الأحيان، ولا يظن أحد أن الأديب أو المبدع يجلس ويخترع شخصيات من خياله، إنما هو يجد الشخصيات ويلاحظها ويراقبها ثم يعدل فيها، ولكن ودون شك أنه عندما يضع هذه الشخصية أو يضع ملامحها في رواية المهم أن لا يصل في هذا إلى تبيان ملامح الشخصية ولا يصل بالطبع أو يقوم بتجريح الشخصية الواقعية، وبشكل عام الأدب كلمه مأخوذ من الواقع وهناك الكثير من الأمثلة، فالكثير مما كتبه ليف تولستوي مستوحي من زوجته، ونبع الأدب هو الشخصيات التي تدور حولنا.
وكانت رواية “الحوريات”، قد صدرت عن دار جاليمار باللغة الفرنسية، وترصد ما مرت به الجزائر من حرب أهلية خلال عقدين من الزمن، تحديدًا فى تسعينيات القرن الماضى، أو ما اصطلح على تسميتها بـ«العشرية السوداء».
تباينت ردود الأفعال على فوز «داود» بجائزة «جونكور» للعام الجارى 2024، التى تعد من أبرز الجوائز الأدبية الفرانكفونية، والتي وصلت لاتهام مؤلفها كمال داود بالتطبيع مع إسرائيل، فضلا عن اتهام إحدي المواطنات الجزائريات، وتدعي “سعادة عربان”، لـ"داود"، أنها بطلة الرواية، وأن الأخير قد استقي قصة حياتها من خلال معلومات حصل عليها من زوجته الطبيبة النفسية التي تعالج سعادة عربان.