جزيرة جرينلاند الدنماركية تعد واحدة من أهم المواقع الاستراتيجية والجغرافية في العالم، فهي أكبر جزيرة على سطح الأرض وتتمتع بحكم ذاتي، مع تغطية الجليد لنحو 80% من مساحتها، تقع الجزيرة بين المحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي، مما يجعلها مركزًا للاهتمام العالمي، خصوصًا من قبل القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين.
كما تتميز بمواردها الطبيعية الهائلة التي تشمل المعادن النادرة والنفط والغاز، وكذلك موقعها الحيوي الذي يجعلها نقطة محورية للأغراض العسكرية والاستراتيجية، وتعتمد الجزيرة اقتصاديًا على الدنمارك، مما يثير تساؤلات حول مستقبلها السياسي والاقتصادي.
ترامب يجدّد الجدل حول شراء جزيرة جرينلاند.. لماذا يصر على ذلك؟
عاد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لإثارة الجدل من جديد بعد تصريحاته حول رغبته في شراء جزيرة جرينلاند الدنماركية، التي تُعد أكبر جزيرة في العالم وتتمتع بحكم ذاتي، حيث يغطي الجليد حوالي 80% من مساحتها، وقد طُرحت هذه الفكرة خلال ولايته الأولى، ولاقت انتقادات واسعة وسخرية من السياسيين في الدنمارك.
في عام 2019، صرح ترامب علنًا بنيته شراء الجزيرة بينما كان يخطط لزيارة العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، وعندما رفضت حكومة الدنمارك هذا الاقتراح، ألغى ترامب زيارته، مما أثار المزيد من الجدل، ورغم مرور سنوات على تلك الواقعة، جدّد ترامب تصريحاته في بيان أخير تحدث فيه عن أهمية جرينلاند للأمن القومي الأمريكي، وأكد تعيين سفير جديد للدنمارك لتمثيل مصالح الولايات المتحدة في هذا الملف.
الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية لجرينلاند
تقع جزيرة جرينلاند بين شمال المحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي، وهو ما يمنحها أهمية جغرافية وسياسية كبيرة، حيث تضم الجزيرة قاعدة "ثول" الجوية الأمريكية التي تُستخدم في مراقبة الفضاء ورصد الصواريخ، كما تحتوي الجزيرة على ثروات طبيعية هائلة تشمل المعادن النادرة مثل اليورانيوم، والنفط، والذهب، والنحاس، ما يجعلها هدفًا اقتصاديًا واعدًا.
ووفقًا لتقارير أمريكية، فإن هذه الموارد تجعل جرينلاند محور اهتمام القوى الكبرى مثل الصين وروسيا، وهو ما يزيد من حرص واشنطن على السيطرة عليها لتعزيز موقعها الاستراتيجي والاقتصادي.
لماذا ترفض الدنمارك بيع الجزيرة؟
رغم الإغراءات الاقتصادية والسياسية، ترفض الدنمارك بيع جرينلاند، فالجزيرة تعتمد حاليًا بشكل كبير على الدعم الاقتصادي الدنماركي، حيث يتم تمويل ثلثي ميزانيتها من كوبنهاجن، وترى الدنمارك أن الموارد الطبيعية للجزيرة تمثل فرصة مستقبلية لدعم اقتصادها بدلًا من التخلي عنها.
وتاريخيًا، استعمرت الدنمارك الجزيرة منذ القرن الثامن عشر، ولا تزال تحتفظ بالسيادة على سياساتها الدفاعية والخارجية، بينما تتولى حكومة جرينلاند إدارة الشؤون الداخلية.
خطوة جيوسياسية أم صفقة تجارية؟
وصف بعض المسؤولين الأمريكيين فكرة شراء جرينلاند بأنها "خطوة جيوسياسية ذكية"، بينما يراها الدنماركيون مجرد محاولة لتوسيع النفوذ الأمريكي، في الوقت الذي تزداد فيه المنافسة الدولية على المواقع الاستراتيجية، تبقى جرينلاند نقطة خلاف بين الدول الكبرى، وسط تمسك الدنمارك بسيادتها ورفضها لأي عرض بيع.