قال الإعلامي السوداني عماد السنوسي، إن الحرب في السودان أثرت بشكل مباشر وكبير على قطاع التعليم، حيث تعرضت العديد من المؤسسات التعليمية للنهب والتخريب، وخاصة في ولاية الخرطوم، التي تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع.
وأضاف السنوسي في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن المليشيا تستخدم العديد من المدارس كمراكز عسكرية، مما يتنافى مع قوانين الاشتباك الدولي والأعراف الإنسانية. وقد قامت أيضًا بنهب مؤسسات التعليم وترحيل المعدات إلى مناطق دارفور.
تراكم أعداد الصفوف الدراسية
وأوضح “السنوسي” أن النزاع المسلح تسبب في تراكم أعداد الصفوف الدراسية، وخرج العديد من الطلاب من النظام التعليمي، سواء على مستوى التعليم المدرسي أو الجامعي. ورغم التحديات الأمنية، قررت الحكومة السودانية إجراء امتحانات الشهادة الثانوية كخطوة مهمة للحفاظ على الوضع التعليمي.
وتعتبر هذه الخطوة مؤشراً على استقرار الأوضاع في المناطق الآمنة، وتعكس قدرة الحكومة على استعادة السيطرة على المناطق التي كانت تحت سيطرة المليشيا. إن انعقاد الامتحانات يعد رسالة قوية للداخل والخارج، تُظهر التزام الحكومة بدعم التعليم رغم تعقيدات الوضع الحالي.
وأشار إلى أن الحكومة أكدت قدرتها على تأمين سير الامتحانات وحماية الطلاب، رغم التهديدات المستمرة من مليشيا الدعم السريع. يتجلى تأثير الحرب في تهجير عدد كبير من السودانيين، الذين يبحثون عن الأمان بعيدًا عن انتهاكات المليشيا، مما يزيد من تعقيد الوضع التعليمي.
وتابع أن الحكومة تواجه تحديًا كبيرًا يتمثل في الظروف النفسية التي يعاني منها الطلاب نتيجة المشاهد العنيفة التي عايشوها، وهو ما قد يؤثر سلبًا على تحصيلهم الأكاديمي. كما ساهمت الصراعات في تغيير نظرة الطلاب إلى التعليم، مما يعكس تأثير الحرب على تفكيرهم ومواقفهم.
جهود الحكومة في الحفاظ على التعليم
ولفت إلى أنه لا يرى أن الانقسام التعليمي بين الطلاب هو أمر حقيقي، بل هو محاولة لإنقاذ الوضع التعليمي.
وتواجه الحكومة تحديات من مليشيا الدعم السريع وبعض الجهات السياسية التي تسعى لتصوير إجراء الامتحانات كخطوة نحو التقسيم.
وأضاف أن الحكومة قامت بتوفير الفرص للطلاب في مناطق سيطرة الدعم السريع للانتقال إلى المناطق الآمنة لأداء الامتحانات، ولكن المليشيا منعتهم من ذلك، كما أن موقف الحكومة التشادية بالتعاون مع الدعم السريع منع إجراء الامتحانات في أراضيها.
وترى الحكومة السودانية في إجراء الامتحانات مشروعًا لتحقيق الوحدة والاستقرار، وتعزيز الثقة بين الطلاب وأسرهم. ومع ذلك، يظل العائق الأكبر لاستمرار التعليم هو استغلال المليشيا للمؤسسات التعليمية لأغراض عسكرية.
واختتم “السنوسي” بالتأكيد على أن مشاكل التعليم في السودان كانت قائمة منذ سنوات، حيث كانت الحكومة تركز على المركز وتغفل الولايات. وقد جاءت الحرب لتغيير هذه المفاهيم، مما يتيح فرصة لإعادة التفكير في كيفية الاستثمار في التعليم والصحة في الأرياف، وتحسين الظروف التعليمية للطلاب من جميع المناطق.