قال المستشار والروائي أشرف العشماوي، إن الكتاب الأول يحمل معه ذكريات لا تنسى، مشبهًا تلك التجربة بالحب الأول، حيث تكون الفرحة كبيرة وملهمة، مشيرًا إلى أن فرحة "الطفل الأول" في الكتابة هي أكبر فرحة في مسيرته.
وتحدث العشماوي خلال فعاليات الصالون الثامن لروايات "مصرية للجيب"، الذي أُقيم بمبنى قنصلية وسط القاهرة، بالتعاون مع منصة "اقرأ لي"، عن تجربته الشخصية في نشر أول رواية له.
وأوضح العشماوي أنه بدأ الكتابة عندما كان رئيسًا للنيابة متخصصًا في قضايا المال العام والجاسوسية، وكان من المفترض أن ينشر أول أعماله الأدبية في عام 2004، لكن أحد زملائه نصحه بأن يستشير النائب العام، فذهب لمقابلة النائب العام ماهر عبد الواحد، الذي كان يتمتع بهيبة كبيرة، وقال له العشماوي: "عندما أخبرته أنني كتبت رواية وأريد نشرها، تغيرت ملامحه، وقال لي: عظيم جدًا، وما هو فرع القانون الذي تكتب فيه؟ فسكت، ثم أجبت أنني أكتب روايات، فصمت وجهه وقال: ستكتب قصصًا، تشبه الأفلام العربية؟ فقلت: نعم، فاجاب: هذا كلام فارغ، لن تنشر، وأرجو منك أن تنساه تمامًا."
وأضاف العشماوي، أنه ظل على مدار تسع سنوات يعمل في المجال القضائي، وظل يكتب في الوقت نفسه، حتى جاء عام 2010، حيث قابل الكاتب أنيس منصور، الذي أبدى اهتمامًا بروايته "عندما تاب الأسد"، التي غير محمد رشاد اسمها لاحقًا إلى "زمن الضباع". وأوضح العشماوي أنه بعد أسبوع من اللقاء مع منصور، تلقى اتصالًا من سكرتير الأخير ليخبره بأن منصور تواصل مع دار نشر وأبدوا اهتمامهم بنشر الرواية.
وتابع قائلاً: "ذهبت إلى دار نشر فشعرت بجفاف اللقاء، لكنني توجهت إلى دار نشر أخرى، حيث قرأوا العمل وأبدوا استعدادهم لتوقيع عقد النشر. بينما كنت في الطريق إلى دار النشر، اتصل بي محمد رشاد، الذي أخبرني أنه في حال لم أوقع عقدًا مع أحد، يمكنني أن ألتقي به يوم الخميس، شعرت بسعادة كبيرة، لأنه رغم أن الدار لم تكن مشهورة في نشر الروايات، إلا أنني كنت على يقين أنها ستكون خطوة مهمة."
واختتم العشماوي بالحديث عن اللحظة التي تلقت فيها الخبر السار من محمد رشاد في عام 2010، حيث قال له: “كتابك جاء من المطبعة”، وأضاف: "أغلقت من هنا، وخرجت من نادي القضاة، وركضت في الشارع حتى وصلت إلى الكتاب في يدي، ولا أستطيع أن أنسى تلك الفرحة. صحيح أنني أفرح بكل كتاب، ولكن بعد تلك اللحظة، بدأت أشعر بالمسؤولية تجاه القارئ، وكل كتاب بعد ذلك أصبح له مسؤولية كبيرة."
وينقسم الصالون إلى جلستين: الأولى تحدث فيها عدد من الناشرين المصريين، منهم مصطفى حمدي رئيس مجلس إدارة المؤسسة العربية الحديثة، ومحمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب ومؤسس الدار المصرية اللبنانية، ونيفين التهامي، مدير دار كيان للنشر والتوزيع، وهاني عبدالله، مدير دار الرواق للنشر والتوزيع، بإدارة الكاتبة نوال مصطفى. أما الجلسة الثانية فشارك فيها عدد من الكتاب المصريين، منهم أشرف العشماوي، الكاتب خالد الصفتي، الكاتبة شيرين هنائي، والكاتبة سالي عادل.