بينما تمضي بورسعيد قدما نحو التقدم والتطور، تظل تلك الجدران المثقوبة والأشجار والشوارع التي شهدت نضال الأبطال بمثابة رسالة مفتوحة للأجيال، رسالة تقول: "إن الوطن يستحق التضحية، وأن الكرامة لا تشترى بل تنتزع بالإرادة والعمل."
آثار المعارك.. شواهد خالدة على البطولة
ففي مثل الغد، 23 ديسمبر 1956، خرجت مدينة بورسعيد عن بكرة أبيها؛ لتعلن انتصارها على العدوان الثلاثي الغاشم الذي شنته إنجلترا وفرنسا وإسرائيل على مصر، لم تكن المعركة عسكرية فقط، بل كانت ملحمة وطنية جسدت روح الشعب المصري الأبي الذي رفض الخضوع للقوى الاستعمارية، وأثبت أن الإرادة الشعبية أقوى من أي عدوان.
ما زالت شوارع بورسعيد تحمل آثار المعارك التي دارت رحاها في تلك الأيام السوداء، هنا ثقوب الرصاص التي اخترقت الجدران والاشجار، وهناك شظايا القذائف التي حطمت النوافذ؛ لتظل هذه العلامات شاهدة على شجاعة أبناء المدينة الذين تصدوا بكل قوة لمحاولات الاحتلال.
القصص البطولية عن رجال ونساء بورسعيد لم ولن تمح من ذاكرة الوطن، فبين من حمل السلاح ومن وفر المساعدات اللوجستية ومن دافع عن الأرض بروحه، برزت صورة شعب موحد يقف خلف جيشه ليكتب تاريخا جديدا عنوانه الحرية والكرامة.
23 ديسمبر.. عيد النصر ورمز الفخر
أصبح يوم 23 ديسمبر، عيدًا قوميًا لمحافظة بورسعيد يحتفل به سنويا تكريما للبطولات التي سطرها أهل المدينة، هذا اليوم لا يمثل فقط ذكرى الانتصار، بل هو أيضا رسالة للأجيال القادمة بأن الوحدة الوطنية والتضحية قادرتان على صنع المعجزات.
وفي كل عام، تشهد المدينة فعاليات احتفالية تتنوع بين العروض العسكرية، والمهرجانات الثقافية، لتعيد إحياء روح المقاومة التي سكنت قلوب البورسعيدية.
بورسعيد، مدينة الأبطال، ستظل دائما وأبدا رمزا للعزة الوطنية، ودليلا حيا على أن الحق ينتصر مهما كانت قوة المعتدي.