قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن الشائعات تمثل تهديدا كبيرا على أمن واستقرار الدول في العصر الحديث، خصوصا في ظل التطور التكنولوجي ووسائل الإعلام الرقمية التي جعلت من انتشار الشائعات أمرا سريعا وعابرا للقارات مشيرا إلى أن الشائعة، مهما كانت بسيطة أو غير دقيقة، قد تؤدي إلى تأثيرات واسعة النطاق، تتراوح من تآكل الثقة بين المواطنين والمؤسسات الحكومية إلى التأثير على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وإضعاف الثقة بين الشعوب ومؤسسات دولها، والتأثير على الأمن القومي.
كيفية مواجهة الشائعات
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن الشائعات تستهدف بشكل أساسي النسيج الاجتماعي للدولة، حيث تسعى إلى خلق حالة من الخوف والشك والانقسام بين المواطنين من خلال نشر الفوضى والتشويش على الحقائق، مما يؤدي إلى ردود فعل عاطفية وغير عقلانية من قبل الأفراد والجماعات، لافتا إلى أن هذه الظاهرة تمثل تحديا حقيقيا أمام الحكومات، لأنها تحتاج إلى جهود متكاملة للتصدي لها عبر تعزيز الشفافية، وتوفير المعلومات الدقيقة في توقيت مناسب، وتطوير أدوات التحقق من الأخبار التي تصل إلى الجمهور.
و أضاف فرحات أن مكافحة الشائعات تتطلب دورا فعالا من وسائل الإعلام الوطنية، من خلال تقديم محتوى إعلامي احترافي يركز على توعية الجمهور بخطورة الأخبار الكاذبة وكيفية التعامل معها بالإضافة إلى تعزيز دور المؤسسات التعليمية والثقافية في نشر الوعي بمخاطر الشائعات وتأثيرها المدمر على الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي للدولة.
التصدي للشائعات ضرورة
وأشار نائب رئيس حزب المؤتمر إلى أن العديد من الدول شهدت تداعيات خطيرة نتيجة تصديق الشائعات وتداولها على نطاق واسع، مما أدى إلى وقوع اضطرابات، وتراجع الاقتصاد، وأحيانا انهيار الثقة بين الشعب والقيادة، مشيرا إلى أن الشائعات لا تستهدف فقط زعزعة الاستقرار الداخلي، بل تمتد لتقويض صورة الدولة في المحافل الدولية، مما يعرضها لضغوط خارجية.
ودعا الدكتور رضا فرحات جميع الأطراف، سواء الحكومة أو المواطنين، إلى العمل سويا للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، مشيرا إلى أن دور المواطن في هذا الإطار لا يقل أهمية عن دور الدولة بتحري الدقة في نقل الأخبار، والاعتماد على المصادر الرسمية والموثوقة، وتجنب مشاركة أي معلومات غير مؤكدة مشيرا إلى أنه في ظل التحديات التي تواجه الدولة المصرية اليوم، أصبح التصدي للشائعات ضرورة استراتيجية للحفاظ على الأمن القومي ومواجهة هذه الظاهرة تبدأ من وعي كل فرد بمسؤوليته تجاه وطنه، وأهمية التعاون في مواجهة كل ما يهدد استقراره ومستقبله.