يحل اليوم الموافق ٢٢ ديسمبر، ذكرى ميلاد الكاتب المسرحي جان راسين، عام ١٦٣٩، والذي يعد واحدًا من أعظم كتاب المسرح الفرنسي في عصره الكلاسيكي، وتمثل مسرحياته قمة التراجيديا في الأدب الأوروبي، فقد استلهم راسين معظم أعماله من الميثولوجيا اليونانية والرومانية، ومن النصوص التاريخية والدينية، مقدمًا شخصيات مأساوية تتصارع مع القدر والعواطف البشرية العميقة.
ونستعرض في التقرير التالي، جولة بين أبرز مسرحيات جان راسين في ذكرى ميلاده:
مسرحية أندروماك 1667
وهي من أشهر مسرحيات جان راسين، وتدور أحداث المسرحية حول أندروماك، أرملة هكتور، ومحاولتها حماية ابنها من مكائد أعدائها بعد سقوط طروادة. تتناول المسرحية حبًا معقدًا ومتعدد الأطراف، حيث تُبرز الصراع بين الحب والواجب، مع تصوير عميق للمشاعر البشرية مثل الغيرة والحزن.
مسرحية بريتانيكوس 1669
تستكشف هذه المسرحية التوترات السياسية والعاطفية في بلاط الإمبراطور الروماني نيرون. يصور راسين شخصية نيرون كشخصية معقدة تتأرجح بين القوة والهشاشة، مع إبراز الدوافع البشرية للسلطة والخيانة.
مسرحية بِرنيس 1670
تحكي عن الحب المستحيل بين الإمبراطور الروماني تيتوس وملكة يهودا برنيس. المسرحية تركز على المعاناة الناتجة عن التضحية بالحب من أجل الواجب السياسي، مما يجعلها قصة تراجيدية بامتياز.
مسرحية فيدرا 1677
تُعتبر من أشهر أعمال راسين، وهي إعادة صياغة مأساة يونانية قديمة. تصور المسرحية الحب المحرم الذي تشعر به فيدرا نحو ابن زوجها هيبوليت. تُبرز القصة التوترات النفسية التي تؤدي إلى مأساة حتمية.
مسرحية إستير 1689
كُتبت هذه المسرحية بناءً على قصة استير في العهد القديم، وهي مسرحية دينية تركز على الإيمان والخلاص، وتروي المسرحية قصة الملكة إستير وهي ملكة يهودية تتزوج بالملك الفارسي أحشويروش، وعندما يخطط الملك بإبادة اليهود، تخطط إستير لإنقاذ شعبها، وأظهرت هذه المسرحية جانبًا جديدًا من أعمال راسين بعد عودته إلى الدين.
مسرحية أتالي 1691
آخر أعماله التراجيدية، مستوحاة من قصة قديمة، وتتناول المسرحية الصراع بين الخير والشر في عهد الملكة الشريرة أتالي، مقدمة تصويرًا مهيبًا للأحداث.
وتميز أسلوب راسين المسرحي، بالتزامه بنظام الوحدات الثلاث، أي بالثلاث قواعد الكلاسيكية للمسرح، حيث تدور أحداث المسرحية في يوم واحد، في مكان واحد، وبحدث مركزي واحد.
أما اللغة الشعرية، فقد كتب راسين مسرحياته في قالب شعري يتسم بالجمال والإيقاع، مما أضاف عمقًا عاطفيًا وفنيًا لأعماله، كما اهتم بتصوير الصراعات النفسية للشخصيات أكثر من الأحداث الخارجية، متعمقا في طبيعة الإنسان وصراعه مع القدر.