شهدت قرية مسجد وصيف، التابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية، طفرة تنموية كبيرة ضمن مبادرة "حياة كريمة"، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحسين حياة سكان الريف المصري.
واستفادت القرية، التي تحمل تاريخًا عريقًا وتُعرف أيضًا باسم "قرية سعد باشا زغلول"، من حزمة مشروعات متكاملة غيّرت شكلها وأعادت الحياة إليها، لتحقق مستوى من الخدمات يضاهي المدن الكبرى.
تحسين البنية التحتية
تمتد الإنجازات إلى تحسين البنية التحتية الأساسية، حيث جرى توصيل مياه الشرب والصرف الصحي إلى المناطق التي كانت محرومة في القرية، مما أسهم في تحسين جودة الحياة للسكان، كما تم تطوير مكتب البريد ليخدم كبار السن وأصحاب المعاشات بشكل أكثر كفاءة، ما سهّل حصولهم على الخدمات الحكومية والمصرفية.
تأهيل الشباب وسوق العمل
لم تقتصر جهود التنمية في قرية مسجد وصيف على تحسين الخدمات العامة فقط، بل امتدت لتشمل تنمية القدرات البشرية للسكان، فتم تنظيم دورات تدريبية للشباب والفتايات في مجالات مثل التطريز والغزل، بهدف تأهيلهم لسوق العمل وخلق فرص اقتصادية داخل القرية، كما استفادت السيدات والفتيات من برامج تدريبية متخصصة، ما أتاح لهن فرص عمل جديدة عززت من مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي المحلي داخل القري وفي القري المجاورة.
أهالي مسجد وصيف: حياة كريمة أعادت لنا الأمل
عبّر أهالي قرية مسجد وصيف عن تقديرهم العميق للتغيير الذي شهدته قريتهم بفضل مبادرة "حياة كريمة". قال صديق حلمي، أحد سكان القرية: "ما شهدته القرية من تطوير في المرافق والخدمات يجعلها نموذجًا يُحتذى به، مبادرة حياة كريمة لم تحقق فقط تحسينًا في البنية التحتية، بل أعادت الأمل للسكان، ووفرت لهم حياة أكثر كرامة".
وأضاف حسن حسب الله: "إقامة دورات تدريبية للشباب والسيدات أحدثت نقلة نوعية في حياتنا، الآن يمكننا العمل داخل القرية دون الحاجة إلى السفر، المبادرة أعطتنا الفرصة لنعيش حياة كريمة حقيقية".
تشغيل أول مجزر آلي للنعام في الغربية
وفي خطوة لافتة، شهدت القرية افتتاح أول مجزر آلي مرخص لذبح النعام في محافظة الغربية، وهو الأول من نوعه في المنطقة، يهدف هذا المشروع إلى توفير لحوم النعام الطازجة والمبردة للسوق المحلية، ما يضيف بُعدًا اقتصاديًا جديدًا للقرية، والمجزر يُشغل تحت إشراف فني من مديرية الطب البيطري بالغربية، وهو مثال على كيفية استثمار الموارد المحلية لدعم الاقتصاد في الريف.
دور "حياة كريمة" في تحقيق التنمية المستدامة
تعد مبادرة "حياة كريمة" مشروعًا وطنيًا استراتيجيًا لتحسين حياة سكان الريف المصري.ك، منذ إطلاقها كمبادرة رئاسية في عام 2019 وتحولها إلى مشروع قومي في 2021، نجحت المبادرة في تنفيذ 934 مشروعًا في مختلف المناطق داخل قري مركز زفتي.
حيث تهدف المبادرة إلى تحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية، مثل مياه الشرب، الصرف الصحي، والخدمات الصحية والتعليمية، كما تركز على تنمية المهارات البشرية وتوفير فرص العمل، مما يعزز من الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية في المجتمعات الريفية.
رؤية مستقبلية للتنمية
وتطمح الحكومة المصرية من خلال مبادرة "حياة كريمة" إلى إحداث تغيير جذري في حياة سكان الريف، وقال الدكتور محمود عيسى: "ما شهدته قرى مركز زفتى، ومنها قرية مسجد وصيف، هو نموذج للتنمية الشاملة، ونعمل على تحقيق رؤية شاملة تنقل قري الريف بمحافظة الغربية إلى مستوى جديد من التنمية المستدامة التي تستهدفها القيادة السياسية".
أهمية المبادرة للمواطن البسيط
وأضاف نائب المحافظ، تجسد مبادرة "حياة كريمة" دعم القيادة السياسية للمواطن البسيط، الذي يمثل شريحة كبيرة من سكان الريف المصري، وتمثل قرية مسجد وصيف مثالًا حيًا على التحول الإيجابي الذي يمكن تحقيقه من خلال المشروعات القومية التي تركز على تحسين جودة الحياة وتوفير بيئة معيشية أفضل للجميع.
ومن خلال التطوير الشامل للبنية التحتية، وتأهيل الشباب لسوق العمل، وافتتاح مشروعات اقتصادية مثل مجزر النعام، أصبحت قرية مسجد وصيف نموذجًا يحتذى به ضمن مبادرة "حياة كريمة"، حيث يجسد هذا المشروع الوطني الطموح رؤية مصر لتحقيق تنمية مستدامة تشمل جميع القرى والمناطق الريفية، بما يضمن مستقبلًا أفضل للأجيال القادمة.