قال الكاتب الصحفي السوداني طاهر المعتصم، إن "قطاع التعليم في السودان هو أحد أبرز القطاعات التي تعاني من تداعيات الحرب المستمرة، حيث تشير الأرقام إلى أن ما يقارب مليون تلميذ وتلميذة أصبحوا خارج منظومة التعليم بسبب النزوح واللجوء الناتج عن الصراع الدائر."
وأضاف المعتصم في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن "هذا الوضع يزيد من تعقيد الأزمات الإنسانية في البلاد، ويعكس تأثير الحرب على مستقبل الأجيال القادمة، كما أن الشهادة الثانوية العامة كانت دائمًا تمثل أحد مقومات الوحدة الوطنية في السودان، إلا أن الظروف الحالية في المناطق المتأثرة بالصراع، وخصوصًا في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، جعلت من الصعب إجراء الامتحانات."
طلاب مناطق ميليشيا الدعم السريع يواجهون صعوبة كبيرة
وأوضح المعتصم أن "أُعلن عن بدء الامتحانات في بعض الولايات الآمنة، لكن الطلاب في المناطق غير الآمنة، مثل تلك التي يسيطر عليها الدعم السريع، يواجهون صعوبة كبيرة في الوصول إلى مراكز الامتحانات."
وتابع قائلاً: "الوضع في الدول المجاورة، مثل تشاد التي تستضيف نحو مليون لاجئ سوداني، يعكس حجم المشكلة. حيث رفضت السلطات التشادية فتح مراكز امتحانات للاجئين السودانيين، ما يزيد من عزلتهم التعليمية."
كما أشار إلى أن "الطلاب في مناطق سيطرة الدعم السريع تم منعهم من التوجه إلى المناطق الآمنة لإجراء الامتحانات، بل تم مصادرة هواتفهم وفرض قيود على حركتهم."
فجوة تعليمية تهدد استقرار البلاد
وأوضح المعتصم: "ما نشهده اليوم هو خلق فجوة تعليمية عميقة بين مناطق السودان، ما يهدد بإحداث انقسام حاد في المجتمع السوداني. التعليم، الذي يعتبر أساس بناء الأمم، أصبح مهددًا بفعل الحرب، مما يؤدي إلى تفاقم الجهل وتداعياته السلبية على المستقبل.
كما أن الطلاب الذين يفتقدون فرص التعليم قد ينتهي بهم المطاف في أتون العنف، حيث يصبحون عرضة للانضمام إلى الجماعات المسلحة بحثًا عن مصدر رزق."
وختم قائلاً: "في ظل هذا الوضع، هناك خطر حقيقي من إنتاج أجيال محرومة من التعليم، وهو ما سيؤدي إلى خلق قنبلة موقوتة تهدد استقرار البلاد على المدى الطويل. لا يمكن لأي جهود لإنهاء الأزمة السودانية أن تنجح دون التركيز على معالجة أزمة التعليم، الذي يعد أساسًا لتحقيق الاستقرار والتنمية في المستقبل."