أكد العميد الدكتور طارق العكاري، المتخصص في الشئون الاستراتيجية والاقتصاد العسكري، أن الخروقات الإسرائيلية المستمرة على الحدود اللبنانية تؤثر بشكل كبير على جهود تثبيت وقف إطلاق النار.
وقال العكاري، عبر مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الإخبارية"، إن التحذيرات الأخيرة التي أطلقها جيش الاحتلال لسكان 60 قرية في جنوب لبنان تمثل استمرارًا للانتهاكات الإسرائيلية، ما يعرقل أي محاولة لتثبيت التهدئة في المنطقة.
الخروقات الإسرائيلية والتحركات العسكرية
وأشار العكاري إلى أن هذه الخروقات تأتي في وقت حساس، حيث كانت اللجنة المشتركة لمراقبة وقف إطلاق النار، التي تضم ممثلين عن أمريكا وفرنسا والأمم المتحدة، قد اجتمعت مؤخرًا لمناقشة الوضع، إلا أن الطائرات الإسرائيلية المسيرة استهدفت مناطق في رأس النقورة على مرأى من المشاركين في الاجتماع.
كما لفت إلى أن قوات الاحتلال قد توغلت في القرى الواقعة في الجنوب اللبناني، بما في ذلك بلدة بني حيان في القطاع الغربي، وهي منطقة كانت بعيدة عن دائرة التوترات السابقة.
ونوه بأن هناك صراعًا داخليًا بين حزب الله والحكومة اللبنانية بقيادة نجيب ميقاتي بشأن كيفية التعامل مع هذه الخروقات، موضحًا أن حزب الله يسعى لإيصال رسالة مفادها أنه "لن يسمح للجيش اللبناني بالتصدي لهذه الانتهاكات"، في وقت يعاني فيه الجيش اللبناني من ضعف في القدرة على مواجهة هذه التحديات، خصوصًا في ظل الظروف الحالية في البلاد.
وأضاف أن الجيش اللبناني غير قادر حاليًا على فرض السيطرة الفعالة في مناطق الجنوب اللبناني بسبب نقص الدعم العسكري واللوجستي، مشيرًا إلى أن حزب الله قد يظل القوة العسكرية الأبرز في المنطقة.
وفيما يتعلق بمستقبل وقف إطلاق النار، أوضح العكاري أنه من غير المتوقع أن تلتزم إسرائيل بشكل كامل بالاتفاقات المبرمة، لا سيما أنها تسعى إلى تعزيز وجودها العسكري في مناطق استراتيجية مثل جبل الشيخ في سوريا، مشيرًا إلى أن سياسة إسرائيل تهدف إلى الحفاظ على السيطرة في الجنوب اللبناني لردع أي تهديدات لمستوطنات الشمال.