يواصل التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى جهوده المكثفة لتقديم الدعم الشامل للأسر الأكثر احتياجًا فى مصر، وذلك من خلال سلسلة من المبادرات التى تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة، وتوفير سبل العيش الكريم لتلك الأسر.
وفى إطار تحقيق هدف توفير «سكن كريم» لهذه الفئات، يعمل التحالف على تنفيذ مبادرات موسعة لإعادة إعمار المنازل المتهالكة، بما يضمن توفير بيئة آمنة وصحية للأسر، وتشمل هذه الجهود إعادة تأثيث المنازل وتزويدها بكل ما يلزم لتلبية احتياجات الحياة اليومية، ما يسهم فى تخفيف العبء عن الأسر المستفيدة وتعزيز شعورها بالاستقرار.
وتركز جهود التحالف، وجميع مبادرات أعضائه، على توسيع مظلة الحماية الاجتماعية والوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأسر المحتاجة عبر تقديم الدعمين المادى والعينى اللازم لتحسين ظروفهم المعيشية.
«الأورمان»: إعادة إعمار 25 ألف منزل سنويًا بميزانية 400 مليون جنيه
قال اللواء ممدوح شعبان، مدير جمعية الأورمان عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، إن مشروع إعادة إعمار المنازل يعتبر أحد الأنشطة الأساسية التى تتبناها الجمعية منذ أكثر من ٢٠ عامًا، ويهدف إلى تحسين حياة الأسر التى تعيش فى ظروف معيشية صعبة.
وأوضح، خلال حديثه لـ«الدستور»، أن الأورمان تؤمن بأن البيت هو نقطة انطلاق الحياة اليومية، سواء للكبار الذين يسعون للعمل، أو الأطفال الذين يذهبون إلى المدارس، لذا تعد إعادة بناء المنازل جزءًا أساسيًا من تحسين حياة الأسر، إذ لا تقتصر هذه المشروعات على تحسين المبانى، بل تشمل أيضًا تحسين جودة الحياة من خلال توفير بيئة آمنة وصحية داخل المنازل.
ولفت إلى أن الجمعية تعمل على إعادة إعمار المنازل بشكل مستمر، بمعدل يتراوح بين ٢٥٠ و٣٠٠ منزل شهريًا، وتستهدف بذلك آلاف المنازل سنويًا، ويتم تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع العديد من مؤسسات وشركات كبرى، من خلال بروتوكولات شراكة مع هذه المؤسسات، التى تسهم فى تمويل وتسهيل تنفيذ أعمال الإعمار.
ونوه «شعبان» بأن الجمعية، تحت مظلة التحالف الوطنى للعمل الأهلى، تسعى إلى إعادة إعمار المنازل المتهالكة للأسر الأكثر احتياجًا فى جميع المحافظات المصرية، وتستهدف تأهيل حوالى ٢٥ ألف منزل سنويًا، بالتعاون مع الجهات التنفيذية والمحافظات المختلفة، بما فى ذلك مديريات التضامن الاجتماعى.
وذكر أنه فى الفترة الأخيرة تم الانتهاء من إعادة إعمار ٦٠ منزلًا فى محافظة الإسكندرية، و٤٥ منزلًا فى الفيوم، فيما تم إنجاز إعادة إعمار ٣٢٠ منزلًا فى العديد من المحافظات فى الشهر الأخير فقط.
وأضاف: «غالبًا ما تكون هذه المنازل فى حالة غير صالحة للسكن قبل بدء عملية الإعمار، حيث تكون الأرضيات ترابية والأسقف مصنوعة من جذوع النخل أو مواد بسيطة لا توفر الأمان، كما تفتقر العديد من هذه المنازل المرافق الأساسية مثل الحمامات والمطابخ، وتتم أعمال الإعمار من خلال إعادة بناء المنازل بشكل كامل».
وتابع: «يبدأ المشروع بتغيير الأسطح من أسطح خشبية أو ضعيفة إلى أسطح مسلحة، وفقًا لأحدث الطرق المستخدمة فى البناء، كما تتم تغطية الأرضيات بالسيراميك، وطلاء الجدران بدهانات عالية الجودة، وتعمل الجمعية على تجهيز كل جزء من المنزل بعناية، بدءًا من الصالة والمطبخ وصولًا إلى الحمام، وذلك وفقًا لأعلى المعايير».
واستطرد: «فى بعض الحالات، بناء على طلب المتبرعين أو المؤسسات الداعمة، يتم أيضًا توفير الأثاث وتجهيز المنزل بشكل كامل ليصبح جاهزًا للسكن، وعملية إعمار كل منزل تستغرق ما بين ٥٠ و٧٠ يومًا من العمل المتواصل، وتكمن أهمية هذا المشروع فى أنه لا يقتصر على البناء فقط، بل يتضمن أيضًا عنصر التمكين الاقتصادى للمجتمعات المستفيدة».
وأشار إلى أن «الأورمان» تشترط أن يقوم المقاولون بتشغيل ٦٠٪ من العمالة من أهالى القرية المستفيدة، حتى وإن كانوا من غير ذوى خبرة، وذلك لإتاحة الفرصة لهم لاكتساب المهارات اللازمة فى مجال البناء والتشييد، بالإضافة إلى ذلك، يتم تشجيع المقاولين على شراء المواد اللازمة من داخل القرية نفسها، مثل الأسمنت والسباكة، لضمان أن الأموال التى يتم إنفاقها تظل داخل المجتمع المحلى، مما يسهم فى تنشيط الاقتصاد المحلى ودعم التجارة فى القرى».
وأكد أنه يتم تنفيذ المشروع ضمن ميزانية سنوية تقدر بحوالى ٤٠٠ مليون جنيه، لافتًا إلى أن جميع الأنشطة المتعلقة بإعمار المنازل تتم تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعى، وبالتنسيق الكامل مع مديرياتها فى مختلف المحافظات، ما يضمن التنسيق الفعّال لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها.
«مصر الخير»: تنفيذ الخدمات بكفاءة واحترافية عالية
أوضح المهندس أحمد على، المدير التنفيذى للبرامج بمؤسسة «مصر الخير»، أن العمل داخل المؤسسة يستند إلى استراتيجية واضحة تهدف إلى تنمية الإنسان وتلبية احتياجاته فى مختلف مناطق مصر.
وأضاف «على»: «لضمان تحقيق ذلك تعتمد المؤسسة على مجموعة من الإجراءات التى تضمن تنفيذ الخدمات بكفاءة واحترافية عالية، مع التركيز على مستوى الجودة فى كل مراحل التنفيذ والمتابعة».
وأوضح: «المؤسسة لا تكتفى بتنفيذ المشروعات، بل تسعى دائمًا لتقييم أثرها المباشر على المستحقين، وهذه الخبرة المتراكمة فى متابعة المشروعات وتقييم نتائجها تساعد المؤسسة على تحقيق تطوير مستمر فى الخدمات التى تقدمها من خلال حملاتها المختلفة».
وأشار إلى أن هذا النهج يضمن الوصول إلى مستوى عالٍ من الجودة، ليس فقط لإرضاء المستحقين، بل أيضًا لتقديم ما يليق بالمتبرعين الذين يثقون فى المؤسسة، ويشاركون فى رسالتها.
ولفت إلى أن تقديم هذه الخدمات بأفضل صورة ممكنة يعكس التزام مؤسسة «مصر الخير» بمبادئها الأساسية فى تنمية الإنسان وبناء مجتمع متماسك، إذ تكون جودة التنفيذ عنوانًا لكل ما تقدمه المؤسسة، هذا الالتزام هو ما يجعل مبادرات مثل «سكن ودفا» نموذجًا يحتذى به فى العمل التنموى الذى يترك أثرًا حقيقيًا ومستدامًا على حياة الناس.
«صُنّاع الخير»: تأهيل 700 منزل فى القرى المختلفة
كشف هانى عبدالفتاح، الرئيس التنفيذى لمؤسسة «صناع الخير»، عضو التحالف الوطنى، عن أن المؤسسة بدأت العمل فى ملف إعادة إعمار المنازل منذ أكثر من ٦ سنوات، وتمكنت من إعادة إعمار أكثر من ٧٠٠ منزل فى قرى مختلفة بجميع أنحاء الجمهورية.
وقال «عبدالفتاح»، لـ«الدستور»، إن عملية إعادة الإعمار تبدأ بمسح شامل لحالة المنازل المستهدفة، إذ يجرى تقييم الجدران لمعرفة ما إذا كانت قادرة على تحمل سقف جديد، وفى هذه الحالة يجرى رفع كفاءة المنزل دون هدمه، أما إذا كانت الجدران غير صالحة، فيتم هدمها بالكامل وإعادة البناء من جديد.
وأكد أن جهود إعادة تطوير القرى تأتى استجابة لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بأهمية تكامل الأدوار بين الجهات الحكومية والمجتمع المدنى والمؤسسات الاقتصادية، وذلك من خلال مسئوليتها المجتمعية لتحقيق التنمية المستدامة فى الريف المصرى، وتوفير حياة كريمة لكل مواطن.
وتابع: «تشمل مراحل إعادة الإعمار مجموعة من الأعمال الهندسية التى تضمن تجهيز المنزل بشكل كامل، بما فى ذلك إنشاء سقف خرسانى وتركيب أبواب ونوافذ وتنفيذ أرضيات من السيراميك ومحارة الحوائط وإضافة وصلات كهربائية ومائية وتجهيز الحمام والمطبخ».
وقال: «لا تتوقف الأعمال عند هذا الحد، بل يجرى أيضًا تأثيث المنزل بفرش غرفتين نوم رئيسيتين، وغرفة نوم للأطفال وغرفة استقبال، وبعض الأجهزة الكهربائية الأساسية».
أما عن اختيار الأسر المستفيدة، فأشار إلى وجود معايير دقيقة لضمان وصول الدعم لمن يستحقه، ومن أهم هذه المعايير أن تكون الأسرة مقيمة بالفعل فى المنزل المراد إعادة إعماره، وليس لديها بيت بديل، كما يشترط أن يكون عائل الأسرة محدود الدخل، أو فى بعض الحالات أن تكون الأسرة بلا عائل، مثل الأسر التى تعولها أرامل أو مطلقات، ويجرى منح الأولوية للأسر التى يعانى أحد أفرادها من مرض خطير أو إعاقات تمنعهم من تحسين ظروف معيشتهم بأنفسهم.
«الجمعيات الأهلية»: توفير أسقف ومياه شرب وخدمات الصرف الصحى
أكد طلعت عبدالقوى، رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، أن التحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنموى يقدم مبادرات تاريخية تهدف إلى دعم الأسر الأكثر احتياجًا فى مصر، ومنها مبادرة إعادة إعمار المنازل التى كانت تسمى «سكن كريم». وأوضح «عبدالقوى» أن هذه المبادرة تأتى فى إطار جهود التحالف لتوفير الدعم للجمعيات الأهلية من خلال تقديم خدمات أساسية، مثل توفير أسقف للمنازل ومياه الشرب النظيفة وخدمات الصرف الصحى، لتحسين مستوى معيشة الأسر المستهدفة.
وقال إن التحالف يعتمد على قاعدة بيانات دقيقة يجرى تحديثها ومراجعتها، بالتعاون مع عدة جهات من بينها وزارة التضامن الاجتماعى، لضمان وصول الخدمات إلى مستحقيها، لافتًا إلى أن ملايين المواطنين يستفيدون من الخدمات التى يقدمها التحالف، وهو رقم يعكس التأثير الكبير لهذه المبادرات فى تحسين حياة المواطنين.
ولفت إلى أن التحالف الوطنى أطلق العديد من المبادرات المهمة، من أبرزها مبادرة «قوافل ستر وعافية»، التى تشمل تقديم خدمات طبية وغذائية للأسر الفقيرة، وتوصيل المياه النظيفة للمنازل، كما أوضح أن التحالف يسهم فى فك كرب الغارمات من خلال مبادرات لدعمهن وتسديد ديونهن، إضافة إلى إقامة معارض للملابس بأسعار رمزية، ما يخفف العبء الاقتصادى عن الأسر.
ونوه بأن التحالف يعمل أيضًا على إعادة إعمار المنازل المتهالكة فى المناطق الريفية، لتوفير بيئة آمنة وصحية للأسر.