قال لها ممازحا مستفزا وهو يرتشف قهوته : تعلمين أنه يحق لي الزواج بأربعة نساء. قالت : نعم لكنك لست بحاجة لذلك، فأنا أعوضك الأربع نساء :
أستطيع أن أكون زوجتك أما لأطفالك، وصديقتك التي تشاركك همومك وأفراحك، وحبيبتك لأني أعلم كل ما تحب وتكره كما أحرص على تلبية طلباتك واحترمها حتى في قرن الخبز الذي تحب قرمشته. وأكون أمك فأعتني بك وبمظهرك وطعامك في حضور والدتك وحتى في غيابها.
لكن هل تستطيع أنت أن تعوضني الكل؟
أن تعوضني حنان والدتي وعطفها، حرص أبي ورعايته وتضحيته، إهتمام أخي الأكبر ومزاح الأصغر ودعاباته السخيفة، مزاح أختي وحديثها، هل تستطيع أن تعوضني بيتي، وسادتي، غرفتي التي ربيت فيها وأملك فيها ذكريات بحجم الكون كله .. ؟
تركت الكل واخترتك أنت رغم أنك لم ولن تعوضني كل ما تركته من أجلك، لكني أعوضك الأربعة معا وأكثر
حين نتعادل ولن نتعادل تكون قد أصبحت عجوزا ولن تجد عندها عروسا لتقبل بك ، ارتشف قهوتك يا عزيزي لقد بردت.