رصد “الدستور” في تقرير سابق، تفاصيل كتاب “بريجيته شيفر رسائل من القاهرة 1935 حتى 1963”، الصادر عن دار "كلمة "، من ترجمة مصطفى السليمان، والذي يؤرخ للمشهد الثقافي والاجتماعي في مصر.
وفي السطور التالية، نرصد أبرز الرسائل التي وثقها الكتاب..
اولها رسالة إلى هاينز تيسن عام 1935، ويظهر واضحا أن رسائلها المتبادلة مع هاينتز تيسن أخذت القسط الأكبر من صفحات الكتاب، حيث تقول في رسالتها التي تصف القاهرة:
"الشيء الجميل في أيامي في القاهرة هو الصباحات، ففى الصباح الباكر، بعد الساعة 7 بوقت قصير، يتم تناول الافطار على الشرفة، في إطلالة على الأهرامات، إطلالة على الصحراء والنيل، بينما تحلق النسور فوق رؤوسنا تنتظر حتى ننتهى من الإفطار، لتخطف بقايا اللحم من على الشرفة، حتى الآن يوم رائع"
وتواصل بريجته شيفر الحديث عن جدول يومها وكيف يصبح أكثر جدية من بعد الساعة الثامنة، وتلفت شيفر إلى الزيارات العديدة والتي تأتي من معارفها وأصدقائها وتلاميذها وتصف الأمر " الزيارات" بانه بمثابة مهنة يجب إدراجها في الجدول الزمني".
وتكشف في رسائلها أنها مشغولة بكتابة المقالات والعمل على "كونسيرتو جروسو"، و"ريلكة" الى جانب ذلك محاضراتها عن موسيقى سيوة.
وفى رسالة أخرى لهاينتز تيسن في الرابع من أبريل 1936.. تصف ما تعيشه خلال الفترة التي قضتها بالفاهرة، بالتعاسة والفراغ حيث قالت مخاطبة هاينتز تيسن: " ما الذي يمكنني أن أخبركم به ؟ كل هذا الفراغ الكبير، كل هذه التعاسة وكل هذا الضيق الذي تحتويه حياتي هنا، لايمكن جمعة فى رسالة، ومن الصعب توضيح ذلك في رسالة “، تشير ان كل 14 لها محاضرة في الراديو، إلى جانب ذلك حفل موسيقى”.
مقال بعنوان " الموسيقى بين الشرق والغرب "
جاء مترجما بقلم سمحة الحولي ونشر بمجلة الأدب 1956، وتقول فيه:
"نحن نؤمن بأهمية الفرد وأهمية المجتمع ونتطلع إلى مفهوم جديد للفردية والمجتمع يأتلف فيه الفرد مع نفسه ويأتلف فيه مع المجتمع كما يأتلف مع الكون المحبط " وذهبت في مقالها الى ان " الإنسانية كما يقولون إنسان واحد وإذا لم تتعهد والعالم ورجل الدين بالعناية الواجبة تسلطت علينا الأمراض في الفن والين وأختل ميزان الحياة"
وتؤكد: " الواجب على المسئولين أن يوفروا للفنان أسباب البجث وعليه أن يسعى ملء حياته إلى إدراك ماهية الصحة النفسية وامكانيات النمو النفسي حتى يكون الرائد والمنار".
وتكشف بريجيته شيفر عن تاثير الموسيقي الغربية على العربية بصفة عامة، والاوروبية على المصرية بخاصة، وذهبت للتاكيد على الباحثين الكشف عن تأثير الموسيقى الشرقية على الاوربي خلال الخمسين عاما الأخيرة. إذ يمكن استنتاج بعض النتائح القيمة في تطور الموسيقى الشرقية بتتبع ما استوعبته من الموسيقى الغربي من بعض عناصر تلك الموسيقى الشرقية.
مقال بعنوان “النقد الموسيقي”
وفي مقال آخر، بعنوان “النقد الموسيقى” نشر ابريل 1958 بمجلة “الأدب “ وجاء بترجمة سمحة الخولي، تكشف ”شيفر”: " نحن في مصر نجد أنفسنا وقد وقفنا في مفترق الطرق بين حضارات وتقاليد محتلفة تماما حتى أصبح من العسير تطبيق مقاييس واحده من تلك الحضارات على تعبيرات الأخرى ".
وأوضحت: " إذا كان الناقد الموسيقي في أوربا محتاجا الى معرفة مميزات كل الأساليب وكل العصور، فهو في مصر اشد حاجة إلى ذلك حتى يتسني له تقدير النواحي الخاصة في العازف أو المؤدي المصري من اتساع خياله وجرية عزفة، وتنوع زخارفه اللحنية، ورقة حلياته، إلى ذلك التجدد المستمر في أداء تلك الموسيقى.
يأتي هذا الكتاب " بريجيته شيفر رسائل من القاهرة 1935حتى 1963" في 300 صفحة من القطع المتوسط، يتضمن مقتطفات من رسائلها الى جانب ابرز مقالاتها في الموسيقي والنقد الموسيقى