العدوان يتواصل.. هل تشهد نهاية 2024 وقف قتل الفلسطينيين بغزة؟

تداول وسائل الإعلام الدولية بين الحين والآخر أنباء عن انفراجة قريبة واتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزةووقف العدوان الصهيوني الذي يتواصل منذ 14 شهرًا أعقاب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر 2023.

وقالت الخارجية الأمريكية إنها مستمرة في التواصل مع الوسطاء من أجل التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، مضيفة: “نعتقد أنه بات ممكنا التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بالنظر إلى النقاط الباقية”.

وقال البيت الأبيض: نعتقد أننا نقترب من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

كما أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ممكن إذا توقف الاحتلال عن وضع شروط جديدة.

وقالت حماس عبر تليجرام: “تؤكد حركة حماس أنه وفي ظل ما تشهده الدوحة اليوم من مباحثات جادة وإيجابية برعاية الإخوة الوسطاء المصري والقطري فإن الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ممكن إذا توقف الاحتلال عن وضع شروط جديدة”.

وتجري القاهرة والدوحة وساطة حثيثة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في غزة.

حرب غزة مستمرة في 2025

وأكد د.طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن سيناريوهات الحرب في غزة ستستمر حتى عام 2025، حتى لو تم التوصل إلى اتفاق في الوقت الحالي.

طارق فهمي
طارق فهمي

أوضح فهمي، لـ"الدستور"، أن المرحلة المقبلة ستكون حافلة بالترتيبات الأمنية والاستراتيجية التي ستستمر بعد أي اتفاق أولي وقال: "ستكون هناك ترتيبات أولية تشمل العملية الأمنية في قطاع غزة، على أن تبدأ مراحل لاحقة تتضمن انسحابات تدريجية وفتح المعابر".

وأشار إلى أن القضية ليست مجرد وقف إطلاق نار في الوقت الحالي، بل أن وقف إطلاق النار في هذه المرحلة قد يؤدي إلى تكريس الاحتلال.

وأضاف: "نحن نتحدث عن ترتيبات أمنية تشمل انسحابات جزئية، عودة النازحين، وفتح بعض المناطق مثل الشمال وممر صلاح الدين، فضلًا عن تشغيل معابر أخرى".

ترتيبات أمنية

أوضح أستاذ العلوم السياسية أن الترتيبات الأمنية تتضمن عدة مراحل، من بينها فتح المعابر وعمليات انسحاب تدريجي، مشيرًا إلى أن هذه العملية ستتم على مدى 60 يومًا.

تابع "التفاصيل الدقيقة ما زالت في طور التنفيذ، مع إعلان حماس عن بدء تنفيذ الاتفاق، في الوقت الذي تستمر فيه الاتصالات بين مصر وقطر للوصول إلى حلول شاملة".

وحول إمكانية وقف الحرب بشكل كامل في المستقبل القريب، أشار فهمي إلى أن القرار بوقف الحرب قد يُتخذ في أي وقت قريب، مشيرًا إلى أن الموقف الحالي في إسرائيل غامض. وقال: "نتنياهو قد يوافق على الاتفاق في الأيام أو الساعات المقبلة، بينما الرئيس محمود عباس سيزور القاهرة قريبًا للتباحث حول التفاصيل".

وتطرق فهمي إلى الضغوطات التي يواجهها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، قائلًا إن الأخير في حاجة ماسة إلى التوصل إلى اتفاق. وأوضح أن أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو مذكرات التوقيف الدولية التي تواجهه، إضافة إلى الضغوط الداخلية في إسرائيل بسبب محاكمته المستمرة.

وأكد أن حماس وافقت على الانسحابات الجزئية والخروج التكتيكي التدريجي، مشيرًا إلى أن الأطراف المعنية تسعى حاليًا إلى التوصل إلى ترتيبات أمنية تتضمن الإفراج عن الأسرى، بما في ذلك أولئك الذين يقضون أحكامًا مؤبدة.

آفاق مستقبلية

واختتم فهمي بالقول إن هناك مصالح مشتركة للأطراف المعنية للعمل على وقف إطلاق النار خلال الفترة المقبلة، رغم تعقيدات الوضع الراهن والتفاصيل الدقيقة تحتاج إلى مزيد من الوقت، لكن الاتفاقات ستأخذ وقتًا لتكتمل.

ترامب وحرب غزة 

من ناحيته، أكد المحلل السياسي الإماراتي محمد خلفان الصوافي أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، سيظل وفيًا بوعده بإنهاء الحروب في المنطقة، بما في ذلك الحرب الدائرة في غزة.

محمد خلفان الصوافي
محمد خلفان الصوافي

وفي تصريحات لـ"الدستور"، أوضح الصوافي أن الشرط الأخير لإيقاف الحرب هو القضاء على قادة حركة حماس وتدمير البنية الأساسية لها، مشيرًا إلى أن "الخطوة الأخيرة ستتمثل في الإفراج عن المختطفين في مراحلها النهائية"، مضيفًا: "الإفراج عن المختطفين سيكون بمثابة نقطة التحول في إنهاء هذا الصراع".

قرارات متهورة 

حول الأوضاع الإقليمية أشار الصوافي إلى أن السبب الأساسي في استمرار الحرب يعود إلى سياسات إسرائيل المتهورة، التي استفادت من تصرفات بعض الميليشيات في المنطقة التي تدعي المقاومة.

وقال الصوفي، إن ما يحدث حاليًا هو نتيجة طبيعية للقرارات غير المدروسة لبعض الجماعات المسلحة التي تعطي المبرر الكامل لإسرائيل للقيام بهجوم مدمّر، دون أن تعير اهتمامًا لأي محاولات للوساطة أو التهدئة. واعتبر أن تلك السياسات قد عمقت الأزمة وأدت إلى تصعيد غير محسوب.

دور الولايات المتحدة 

من جانب آخر، شدد الصوافي على الدور الحاسم الذي تلعبه الولايات المتحدة في التأثير على القرار الدولي بشأن الحرب في غزة. وأوضح أن الولايات المتحدة، بفضل قوتها السياسية والاقتصادية، تمتلك القدرة على الضغط من أجل وقف الحرب في المنطقة. وقال: "بلا شك، الولايات المتحدة بحكم تأثيرها الكبير على القرار الدولي، تستطيع إيقاف الحرب، ومن هنا يترقب الجميع عودة الرئيس ترامب إلى الرئاسة".

وأضاف الصوافي أن المجتمع الدولي يتطلع إلى تحركات دبلوماسية أمريكية قد تساهم في حل الأزمة، مؤكدا أن الولايات المتحدة تمتلك أوراق ضغط قوية تؤهلها للعب دور رئيسي في إنهاء الصراع.

ترامب وتحقيق السلام

واعتبر الصوافي أن العودة المحتملة للرئيس ترامب إلى السلطة قد تكون مفتاحًا لحل الأزمة، مشيرًا إلى أن ترامب كان قد وعد بإعادة الاستقرار إلى المنطقة والتوقف عن الحروب. وقال: هناك انتظارات دولية كبيرة لعودة ترامب، لأن من المتوقع أن يضع حدًا لتدهور الوضع في غزة ويعمل على تحقيق السلام.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق سقوط أكبر تاجر «أستروكس وأيس» في مركز سنورس بالفيوم
التالى الصالون الوطني للابتكار: توزيع جوائز لأحسن اختراع في اختتام الطبعة ال 14