أذربيجان تتهم.. هل خرقت أرمينيا هدنة كاراباخ؟

مصر العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لم تكد تمر ساعات قليلة بعد إعلان روسيا التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في إقليم كاراباخ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان، حتى اتهمت الأخيرة أرمينيا بخرق وقف إطلاق النار، ما ينذر بحسب مراقبين بتصاعد القتال مجدداً.

 

وفي وقت سابق، اليوم السبت، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في كاراباخ، بدءا من ظهر اليوم.

 

و أضاف  لافروف في بيان أن " إعلان وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ بدءا من الساعة الـ12 اليوم السبت 10 أكتوبر لأغراض إنسانية، و لتبادل أسرى الحرب و المعتقلين وجثث القتلى  بواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر".

 

إلا أن حكمت حاجييف، مستشار الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، قال مساء اليوم إن أرمينيا "لم تلتزم" بوقف إطلاق النار المؤقت الذي بدأ قبل ساعات، وأن هذا يدل على "نفاق سياساتها".

 

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية جيهون بيراموف، السبت، تطرق خلاله إلى الهدنة الإنسانية المؤقتة بين أذربيجان وأرمينيا والتي بدأت بوساطة روسية.

 

وقال حاجييف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مع وزير الخارجية جيهون بيراموف، إن الجيش الأرميني هاجم المواقع الأذربيجانية والمناطق السكنية المدنية عقب دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ".

 

وتابع: "أرمينيا لم تلتزم بوقف إطلاق النار المؤقت، وهذا يظهر بوضوح أنهم ينتهجون سياسة قائمة على النفاق"، مؤكدا أن نجاحات بلاده العسكرية انتقلت إلى الساحة الدبلوماسية، وأن أرمينيا "لم تعد قادرة على وضع الشروط".

 

وشدد المسؤول الأذري على أنه: "لا يمكن تحقيق السلام في جنوب القوقار إلا إذا خرج الجيش الأرميني من الأراضي الأذربيجانية".

 

وكانت موسكو قد أعلنت التوصل إلى الهدنة الإنسانية بعد اجتماع ثلاثي عقد أمس الجمعة بين وزارء خارجية أذربيجان وأرمينيا وروسيا استغرق أكثر من 10 ساعات في العاصمة الروسية موسكو.

 

ويقول مراقبون إنه لا توجد ضمانات لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في كاراباخ، في ظل هذا النزاع المستعصي المزمن ذي الأطراف المتداخلة.

 

فيما يقول آخرون إن الثقل الروسي في هذه المسألة ضمانة رئيسية وكذلك توجيه دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوزيري الخارجية الأرمني والآذري كانت تدخلا مباشرا لمحاولة التاثير وهذه بالتالي ضمانة أساسية.

 

وتتمتع أرمينيا بدعم روسي، ويقول مراقبون إن الوضع القائم في كاراباخ (احتلال الإقليم من قبل أرمينيا) يرضي مصالح روسيا الساعية إلى ترسيخ نفوذها في الجمهوريات السوفياتية السابقة.

 

 وموسكو متحالفة عسكريا مع أرمينيا حيث لديها قاعدة عسكرية، غير أنها تزود كلا الطرفين (ارمينيا وأذربيجان) بأسلحة بمليارات الدولارات.

 

وفي سياق متصل، تطرق حاجييف خلال المؤتمر الصحفي إلى فرص مشاركة تركيا في مسار الحل، لافتا إلى أن أنقرة تشارك بصفتها عضو بمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

 

وأوضح أن ما يجري في المنطقة يقلق بشكل كبير الجانب التركي الذي يواصل جهوده من أجل إحلال السلام المستدام في المنطقة.

 

وقال إن بلاده تتطلع إلى مشاركة تركية فاعلة في المسار باعتبارها واحدة من الدول الرائدة في المنطقة، سواء في إطار مينسك أو المسارات الداعمة الأخرى، معربا عن ثقته في أن "تركيا ستقدم المساهمة اللازمة في هذا الصدد".

 

ومنذ اندلاع الصراع الجديد، أعلنت تركيا دعمها غير المشروط لأذربيجان، وسط اتهامات لها من قبل أرمينيا بتزويد أذربيجان بمختلف القدرات العسكرية، بل ونشر تكنولوجيا طائرات عسكرية مسيرة تركية في الإقليم، ونقل مرتزقة سوريين إليه.

 

 وتقليديا تقدم تركيا دعما دبلوماسيا ومعنويا لأذربيجان الشريك الجيوستراتيجي لها والمشابهة لها عرقيا في كون سكانها من العنصر التركي.

 

من جهته، قال وزير خارجية اذربيجان جيهون بيراموف، إن خطر استئناف العمليات العسكرية قائم دائما في حال لم تعد أرمينيا بطريقة جدية إلى المفاوضات وامتنعت عن اتخاذ خطوات حقيقية.

 

ولفت إلى أن الهدف الأساسي من الهدنة المؤقتة هو سحب الجثث من ساحة المعركة وتبادل الأسرى بين الطرفين بتنسيق من الصليب الأحمر الدولي.

وشدّد على أن الانتصارات التي حققتها أذربيجان في أرض المعركة ساهم في نجاحها أيضًا على الساحة الدبلوماسية، مشيرا إلى أن "مدة وقف إطلاق النار لم تحدد وستكون مرتبطة بالأعمال التي ستجري بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي".

 

ومنذ أواخر الشهر الماضي ،أطلق الجيش الأذربيجاني عملية عسكرية في كاراباخ ردا على ما قال إنه هجوم للجيش الأرميني على مناطق مأهولة مدنية.

 

وتقول إذربيجان إن جيشها تمكن خلال المعارك التي استمرت 13 يوما (حتى دخول الهدنة اليوم السبت حيز التنفيذ) من تحرير مدينة جبرائيل وبلدة هدروت وأكثر من 30 قرية بالإقليم من الاحتلال الأرميني.

 

وكاراباخ إقليم جبلي تابع لأذربيجان بموجب القانون الدولي، لكن يسكنه ويحكمه منحدرون من أصل أرميني.

 

 وكان الصراع قد اندلع في كراباخ في فبراير 1988، وقتها أُعلن الإقليم الحكم الذاتي وانفصاله عن جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية.

 

وفقدت أذربيجان خلال المواجهات المسلحة التي امتدت بين 1992 و1994، سيطرتها على الإقليم وسبع مناطق أخرى متاخمة لها، وأسفرت المعارك عن نزوح مئات الآلاف من الأذريين عن ديارهم في هذه المناطق.

 

 ولم تتمكن المفاوضات التي تجري منذ عام 1992 في إطار مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، برئاسة ثلاثة رؤساء مشاركين - روسيا والولايات المتحدة وفرنسا، من التوصل إلى تسوية سلمية لهذا النزاع.

0 تعليق