ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن فريقًا إسرائيليًا وصل إلى قطر لإجراء محادثات مع مسؤولين وسطاء، وسط تفاؤل متجدد بإمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس بحلول نهاية العام الجاري.
وفقًا للتقارير، أعرب الطرفان عن أمل في تحقيق تقدم قريب نحو إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس على مراحل، مقابل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
وتقدّر أعداد المحتجزين الأحياء في غزة بنحو 60 شخصًا، معظمهم من الإسرائيليين أو مزدوجي الجنسية، إضافة إلى جثث 35 آخرين من أصل 240 شخصًا تم اختطافهم خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر الماضي.
ترامب يلوّح بضغط دولي للإفراج عن المحتجزين
الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أدلى بتصريحات حادة حول القضية، محذرًا من "عواقب وخيمة" إذا لم يُطلق سراح المحتجزين قريبًا. وقد أرسل مبعوثه الخاص لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، إلى إسرائيل لعقد لقاءات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وكبار السياسيين الإسرائيليين، مؤكدًا اهتمام واشنطن بإيجاد حل سريع.
في تطور لافت، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن إسرائيل وحماس أقرب ما يكونان إلى اتفاق منذ الصفقة الأخيرة التي أُبرمت في نوفمبر الماضي وأدت إلى الإفراج عن أكثر من 100 محتجز، وأشار إلى دعم واسع النطاق في الحكومة الإسرائيلية لهذه الجهود.
تفاصيل الاتفاق المرتقب
ورغم التعتيم الإعلامي على تفاصيل المفاوضات، إلا أن التسريبات تشير إلى خطة تشمل وقفًا تدريجيًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا كمرحلة أولى، يتخللها الإفراج عن المحتجزين، وخاصة النساء وكبار السن والمرضى.
وأكد وزير شؤون الشتات الإسرائيلي عميخاي تشيكلي أن الحالات الإنسانية ستُعطى الأولوية في المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق.
مرونة حماس ومواقف متباينة
وبحسب تقارير إعلامية، أبدت حركة حماس مرونة بشأن ترتيبات وقف إطلاق النار التدريجي، مع تركيز المحادثات على عدد المحتجزين الذين سيتم الإفراج عنهم في كل مرحلة. كما تم تهميش قضايا كانت تشكل عقبة في السابق، مثل وجود القوات الإسرائيلية في ممرات استراتيجية داخل القطاع.
تحديات متبقية ومؤشرات إقليمية
رغم التفاؤل، تواجه المفاوضات تحديات كبيرة. فقد أكدت إسرائيل تمسكها بالسيطرة الأمنية على غزة بعد وقف إطلاق النار. يأتي ذلك في ظل ديناميكية إقليمية جديدة، بعد وقف إطلاق النار مع حزب الله وانهيار نظام الأسد، ما أدى إلى تراجع دعم حماس من بعض الأطراف الإقليمية.
يبدو أن المحادثات، رغم صعوبتها، قد تثمر عن اتفاق تاريخي يعيد الأمل للرهائن وعائلاتهم، وسط ضغوط دولية لإيجاد حل يُنهي الأزمة الإنسانية في غزة.