بدأت فعاليات ندوة "حوارية بين الأدب والفلسفة" بمؤسسة الدستور، مساء اليوم الإثنين، والتي تستضيف الكاتب طارق إمام والدكتور ياسر قنصوة؛ لمناقشة كتابيهما على الترتيب "أقاصيص أقصر من أعمار أبطالها"، و"عالم مو".. عندما يركل الفلاسفة الكرة''، ويدير الندوة الحوارية والأمسية الناشر حسين عثمان، مدير دار ريشة للنشر.
وقال الدكتور ياسر قنصوة: “أشكر جريدة الدستور وحسين عثمان وأيضا هذا التحدي اللذيذ، أن تكون في حوارية مع واحد من ملوك الحواريات، طارق إمام يعرف كيف يكتب بشكل مدهش”.
وأضاف: “شكسبير يقول تحت اسم الوردة عبيرها، سمها فلسفة أو أدب، وهما يمكن أن تقول عنهما يا للعذاب الحلو، وأقول إن الأدب والفلسفة متواجدان في مجموعته، وربما من باب المعرفة أنه في عام ١٩٥٠ حصل فيلسوف على جائزة نوبل في الأدب، هو برتراند راسل، وهو ليس روائي مثل سارتر وكامو، ولم يكتب رواية أو مسرحية، هو محض فيلسوف ولكن لأن أسلوبه المدهش أثرى الثقافة الإنسانية كما أثري مفهوم الحرية الإنسانية”.
وتابع: “هنا الحوارية تطرح من خلال النصين مسمى لكتاب مختلف، منذ سنوات ٢٠١٧، ظهر مقال فلسفي، ولو رفعنا العنوان للقاص المبدع بدل أن نقول العنوان وقلنا ومضات فلسفية وتحتها كتابة جديدة فيصح ان يدرس ككتاب فلسفي، سبقه نيتشة بشذراته واقليطس بكتاباته وكيكيجارد كتب هذه الشذرات وكانت مدخلا لفلسفته”.
وأكمل: “طارق إمام يخبئ الفيلسوف في ردائه، هل يبرهن إمام على قضية ما، لا بالطبع، هل يريد قول شيئا صريحا، لا بالطبع، ما يقوله إمام إنه يحفز مثل مهماز كبير للقارئ”.
واستكمل: "ما من أقصوصة تقراها إلا وتتوقف، وتطرح سؤالك، وهو لا يتعجل القارئ، بل يمهله، وهو يقدم شيئا جديدا أنه يمنح لكل قارئ خطاب توصية بالإجابة عن السؤال المطروح".
وواصل: "هذا الخطاب يشتمل على جرس تنبيه يدق بابه ويقول أيها القارئ ما تعليقك، هو لا يترك القراء لكنه يلح بأسئلته، وهناك من يكتب بمتعة لكنه ينتهي بانتهاء الكتاب وطارق إمام لا يتركك وهو تأكيد لأن الانطباعات الأولى تدوم".
واستطرد: “نحن ليس لدينا رفاهية الوقت لنقرأ كل شئ وهو يقدم وصفته السحرية، أقرأ سريعا، كما يقدم ديمقراطية هي اتساع نطاق القراءة المتعددة، وداخل الأقصوصة تحميل لوجهات النظر والأطروحات متعددة، أي أنه يقول اختر أيها القارئ ما تحب وما تريد”.
عالم مو.. عندما يركل الفلاسفة الكرة
كان كتاب "عالم مو"، للكاتب ياسر قنصوة، قد صدر مطلع العام الجاري، عن دار ريشة للنشر، بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الخامسة والخمسين.
يبدأ الكتاب بمقدمة من الكاتب حول تجسيد الكرة لمعنى الحياة فهي تجسيد حي لفكرة الحياة بين الفوز والهزيمة بين السعي واليأس فالكرة هي أكبر من كونها لعبة بل هي فلسفة مستقلة تصلح لترمز لأعتى النظريات الفلسفية، فنجد تحدث الكاتب عن فكرة وجود الكرة فالجنة، عن فكرة العدالة من فكرة المساواة والتساوي بين تلك الفرق الكبيرة وبين تلك الفرق الصغيرة تلك الفرق التي لا تتساوى في القوة أو المال أو الشهرة فيضحى ذلك تجسيدًا لفكرة الطبقية في الحياة البشرية، كما أن تحول اللعبة من استمتاع الفقراء وشغفهم إلى الصناعة التي أصبحت صناعة للأثرياء حولها من فكرة الهواية إلى الصنعة.
أقاصيص أقصر من أعمار أبطالها
أما كتاب "أقاصيص أطول من أعمار أبطالها"، والذي يناقش خلال الحوارية التي تستضيفها مؤسسة الدستور الصحفية، يقول عنها مؤلفها طارق إمام: لقد كتبت هذا العمل بحثًا عن القصيدة، حيث أرى الحكاية سمكة، والقصيدة جوهرة مخفية في أحشائها، أبحث عنها في بطن كل حكاية، متمنيًا العثور عليها ككل صيادٍ.. وأتمنى ألا أكون في هذا الكتاب ضللتُ العثور على الجواهر المستحيلة في أحشاء الحكايات التي أخرجتها صنارتي من بحر العالم.
في هذا الكتاب القصصي المختلف ــ بحسب الناشر ــ يخوض طارق إمام كعادته مغامرةً جديدة، ذاهبًا هذه المرة إلى «القصة الومضة». 125 أقصوصة تحضر فيها أسئلة الوجود كافة؛ حيث لا تحتاجُ الحكايةُ سوى لكلماتٍ قليلة كي تكتمل وتُشبع قارئها، طارحةً في كل مرة عالمًا ثريًّا مكثفًا من الشخصيات والأحداث، يصلح بعضُها لتشييد رواياتٍ كُبرى.
وبقوة الحكي نفسها تتجسَّد طاقةُ الشعر؛ بحيث تصلح نصوصُ هذه المجموعة لتكونَ قصائدَ نثر، مؤكدةً ملكة «إمام» العالية في تحويل كل نصٍّ يكتبه إلى قصيدة.