تحتفل محافظة بوسعيد بعيدها القومي في 23 ديسمبر من كل عام، وهو اليوم الذي يحمل في طياته ذكرى جلاء آخر جندي بريطاني عن أرض المدينة الباسلة عام 1956، هذا اليوم لم يكن فقط نهاية للاحتلال، بل رمزًا للكفاح الوطني والإصرار على تحقيق السيادة الكاملة للوطن.
بورسعيد بين الماضي والحاضر
بورسعيد، تلك المدينة التي كانت شاهدة على واحدة من أهم معارك المقاومة الشعبية في تاريخ مصر الحديث، تظل أيقونة النضال الوطني، عندما اشتعلت شرارة العدوان الثلاثي عام 1956، أظهرت بورسعيد شجاعة أبنائها في التصدي للقوى المعتدية، وتحولت إلى عنوان للفخر الوطني.
أما اليوم، فإن بورسعيد تسير بخطى ثابتة نحو التحول إلى نموذج حديث ومتكامل للتنمية في مصر. مع تغير ملامح المدينة عبر العقود، أصبحت بورسعيد مدينة صناعية وتجارية وسياحية في آن واحد، مزينة بمشروعات ضخمة أعادت تشكيل خريطتها الاقتصادية.
مشروعات التنمية في بورسعيد
خلال السنوات الأخيرة، حظيت بورسعيد بنصيب وافر من خطط التنمية الشاملة التي وضعتها الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي. ومن أبرز هذه المشروعات:
مشروع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس: تعتبر بورسعيد قلب هذه المنطقة الواعدة، حيث تضم موانئ حديثة ومنشآت صناعية ضخمة تهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية وخلق فرص عمل مستدامة.
تطوير الميناء الغربي والشرقي: أسهمت هذه التطويرات في جعل بورسعيد واحدة من أهم المراكز اللوجستية في منطقة الشرق الأوسط، مما يعزز مكانتها كبوابة للتجارة العالمية.
الإسكان الاجتماعي: تم إنشاء مشروعات إسكانية حديثة لتلبية احتياجات سكان المدينة، مع التركيز على تحسين البنية التحتية وتطوير المناطق القديمة.
تنمية القطاع السياحي: شملت الجهود تحويل مناطق تاريخية إلى وجهات سياحية، بالإضافة إلى دعم سياحة الشواطئ والتراث، مما جعل المدينة وجهة مميزة للمصريين والسياح الأجانب.
بورسعيد مستقبل واعد
تحمل بورسعيد في طياتها رؤية طموحة لمستقبل أكثر إشراقًا. مع استمرار الدولة في ضخ الاستثمارات وإنشاء المشروعات القومية الكبرى، تتحول المدينة إلى نموذج للتنمية المستدامة.
من المخطط أن تشهد بورسعيد توسعات في مشروعات البتروكيماويات والصناعات الثقيلة، بالإضافة إلى الاهتمام بقطاعات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة. كما تعمل الحكومة على تعزيز الخدمات التعليمية والصحية، بما يضمن جودة حياة أفضل لسكان المدينة.
وفي عيدها القومي، تقف بورسعيد شاهدة على ما حققته من إنجازات وما تطمح إليه في المستقبل. هي مدينة لا تتوقف عند حدود الماضي، بل تستلهم منه قوتها لتواصل مسيرتها نحو تحقيق التنمية الشاملة.
بورسعيد هي مثال حي على قدرة الإنسان المصري على الصمود والبناء، حاملة رسالة مفادها أن الحلم المصري يمكن تحقيقه بالإرادة والعمل الجاد.