محللون: إغلاق السفارة الأمريكية في العراق يجعله فريسة لإيران

مصر العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رأى محللون سياسون أن تهديدات الولايات المتحدة بإغلاق سفارتها في العراق، في حال تم تنفيذها، سوف تجعل العراق أكثر عرضة لتزايد النفوذ الإيراني.

 

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حذر الرئيس العراقي برهم صالح من أن الولايات المتحدة سوف تغلق سفارتها خلال أسابيع إذا لم تمنع بغداد الميليشيات الموالية لإيران من إطلاق الصواريخ على مجمعها في المنطقة الخضراء.

 

وخلال شهر أغسطس فقط، كان هناك أكثر من 20 هجوما على السفارة الأمريكية ذات المساحة الواسعة في المنطقة الخضراء المحصنة أمنيا في بغداد.

 

وردا على سؤال لموقع "ميديا لاين" الإسرائيلي، عما إذا كان بومبيو سيمضي قدما في تهديداته، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية:" نحن لا نعلق أبدا على المحادثات الدبلوماسية الخاصة لوزير الخارجية مع القادة الأجانب".

 

ومع ذلك قال المتحدث الذي لم يُكشف عن هويته: "في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة على تأمين دعم مالي للعراق من المجتمع الدولي وشركات القطاع الخاص المتنوعة، فإن الوجود غير القانوني للميليشيات المدعومة من إيران يبقى أكبر رادع للاستثمار في العراق".   

 

وقال المتحدث: "لقد أعلنا موقفنا من قبل: إطلاق المجموعات المدعومة من إيران صواريخا على سفارتنا خطير ليس فقط على الحكومة العراقية بل على البعثات الدبلوماسية المجاورة وسكان ما كانت تعرف بالمنطقة الدولية والمناطق المحيطة بها"، حسب قوله.

 

لكن عدد من خبراء السياسة الخارجية الأمريكية يقولون إنهم يعتقدون أن بومبيو سيمضي قدما في تنفيذ تهديده.

 

فقال مايكل نايتس الخبير المتخصص في شئون العراق وإيران بمعهد واشنطن لشئون الشرق الأدنى إن:" الولايات المتحدة بدأت الاستعدادات لكي تغادر على الأقل في 20 يناير"، مشيرا إلى اليوم الذي تؤدي فيه الحكومة الأمريكية اليمين الدستورية.

 

جوردون أدامز الزميل في معهد كوينسي وهو مركز أبحاث آخر في واشنطن، من جهته اتفق مع ما ذهب إليه نايتس.

 

من جانبه قال روبرت جيرفيس أستاذ الشئون الدولية بجامعة كولومبيا :" يبدو هذا خدعة للضغط على العراق لاتخاذ موقف أقوى ضد الميليشيات".

وأضاف في تصريحات لميديا لاين:" سحب السفارة سوف يزيد الطينة بلة، كيف يمكن أن يساعد هذا في احتواء إيران أو يجعل أي شخص ينظر إلينا كحليف يعتمد عليه؟".

 

بدوره قال روبرت فورد نائب السفير الأمريكي إلى العراق خلال الفترة من 2008 إلى 2010، وهو الآن زميل بارز في معهد الشرق الأوسط بواشنطن :"يبدو أنه تحذير أمريكي قوي للحكومة العراقية. هل سيحدث بالفعل؟ لا أدري، لا أعرف."

 

وأضاف فورد الذي عمل أيضا سفيرا لدى الجزائر وسوريا، أنه إذا تم إغلاق البعثة الأمريكية في بغداد، فلن يحدث ذلك بين عشية وضحاها، مشيرا إلى أن السفارة عبارة عن:" مجمع شاسع لدرجة أنه سيكون من الصعب جمع ما فيه والخروج به".

 

ويعتقد فورد أن إغلاق السفارة سيكون "هزيمة سياسية بالغة للولايات المتحدة". ورأى أن "هذا سيعني أن الإيرانيين أحرزوا نصرا هاما على الولايات المتحدة في التنافس على النفوذ ببغداد".

 

جوردون أدامز، بدوره رأى أن إغلاق السفارة سيكون بادرة تلخص الاتجاه الجديد للسياسة الخارجية للولايات المتحدة التي تتواجد في العراق منذ 2003، معتبرا أنه سيمثل تقليصا لدور الولايات المتحدة في المنطقة وهو الأمر الذي سوف تتكيف معه دول المنطقة.

 

وكان مصدر رفيع في الحكومة العراقية كشف في أواخر الشهر الماضي أن بومبيو وجه تحذيرا أخيرا للحكومة العراقية كي تتخذ خطوات جدية لوقف الاعتداءات على المجمع الأمريكي في بغداد.

 

وشددت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، على ضرورة وضع حد للهجمات المتكررة على السفارة الأمريكية والقوات الأجنبية في البلاد، مشيرة إلى أن البلد لا يتحمل الخوض في غمار المجاملات إرضاء للأطراف المتنازعة.

 

وفي أخطر معلومات في هذا الملف أكدت لجنة الأمن البرلمانية أن قيام الولايات المتحدة بغلق سفارتها في بغداد يعني بدء مواجهة عسكرية واسعة بين القوات الأمريكية  و الحشد الشعبي.

النص الأصلي

0 تعليق