كتاب “بريجيته شيفر رسائل من القاهرة 1935 حتى 1963”، صادر عن دار "كلمة " ومن ترجمة مصطفى السليمان، ويؤرخ للمشهد الثقافي والاجتماعي في مصر.
ويقدم الكتاب شخصية الملحنة العالمية بريجته شيفر، التي فرت من النازية التي حكمت المانيا الى القاهرة، فرت من العصبية والطائفية الى القاهرة بكل ما فيها من زخم ابداعي وثقافي، والتي قدرت معنى وقيمة الفنانة عنج شيفر والتي اصبحت فيما بعد المعهد العالي للموسيقى.
حلقة الوصل بين الموسيقى العربية والأوروبية
شكلت برجيته شيفر حلقة وصل في التواصل الثقافي، سواء بصفتها منظمة لصالون ثقافي تديره في القاهرة، أو من خلال مراسلاتها المككثفة مع شبكة من الأصدقاء في جميع أنحاء العالم.
ويقدم الكتاب البالغ 298 صفحة من القطع المتوسط، مقتطفات من مراسلاتها، والتي تبدو هي الأهم، الكتاب يقدم حالة ثقافية وفنيه تشير الى مدى ما تعيشه القاهرة من زخم ثقافي وابداعي في كافة المجالات، الى جانب شخصية شيفر، وعلاقاتها في الخارج.
و يقدم الكتاب صورة شيفر التي جاءت تؤكد على مكانتها كوسيط بين الفن والموسيقى العربية والفن الأوروبي، فهي اقرب لشخصيات موسيقية عالمية مثل لو يجي نوني وبيير بوليز وكارل هاينتز شتوكهارون ولويجي دا لا بيكلا، أو فرانسيس بولينك "،يجيب عن سؤال لماذا قضت شيفر ما يقرب من 30 عاما من حياتها بالقاهرة ؟ يلفت الكتاب الى ان شيف ولدت ببرلين من اليهود من عائلات تجارية وريادية، ولدت 1901ببرلين، بعد ولادتها بفترة قصيرة توفي الاب عام 1913، وقبل رحيل والدها كانت الأم قد تعمدت مع طفليها وأعتنقت المسيحية، وكان الأب الروحي بالتعميد كورت أولسنير.وهو رجل اعال يهودي سويسري تزوج من والدة برجيته شيفر.
هجرة عائلة شيفر الى مصر 1923
في بداية الحرب العالمية الأولي لجات عائلتها الى سويسرا المحايدة، وفي عام 1919 انتقلت فرايبورغ، حيث بدأت بريجته شيفر تعليمها الموسيقي الأولي بشكل مهني، وفي عام 1923 هاجرت عائلة شيفرالى مصر التي كانت تخضع للانتداب البريطاني في ذلك الوقت، بدأت رحلة شيفر بين الثقافات المختلفة مابين الشرق والغرب، فاجادت لغات مثل الانجليزية ومن قبلهما الالمانية والفرنسية وصولًا إلى العربية.
درست شيفر في مصر، وحصلت على شهادة الثانوية العامة الفرنسية في الاسكندرية 1929 وكان معلهما الأهم في ذلك الوقت هو " هينري شتير لين _ فالون" عازف البيانو والملحن الذي عمل كونسرفتوار لوزان الموسيقى وتأثر بديبوسي ورافيل.
التحقت بدراسة لموسيقي بالمعهد العالي للموسيقي ببرلين عام 1929 وفي عام 1931 بدات مرحلة التاليف الموسيقي بجوار دراستها لعلم الموسيقي في جامعة فريدريش فيلهلم.
أول عالمة تسجل الأغاني وأصوات الشوارع
كانت شيفر أول عالمة تسجل الأغاني وأصوات الشوارع في سيوة وقد شكلت هذه التسجيلات أساس أطروحتها للدكتوراه "واحة سيوة وموسيقاها " والتي نشرت عام 1936.
مع بداية الصعود النازي، تم فصل برجيته من الجامعة، بسبب أصولها اليهودية، وفي عام 1933 تم التراجع عن هذا الفصل بعد الأخذ الاعتبار لجهدها ومواظبتها.
استقرت شيفر بمصر هي وصديقها الطالب هانس هيكمان، الذي تزوجها فيا بعد وانشأ معهد موسيقى بأسمه تحت عنوان "musica viva ، عينت شيفر فيما أستاذة بمعهد القاهرة الموسيقى لتعلم الفتيات خريف 1937، والذي تم تغيير أسمه فيما بعد " إلى المعهد العالي للموسيقي للمعلمات.
ضم الكتاب العديد من رسائل الأصدقاء والاساتذة لشيفر والتي منها رسائلها هاينتز تيسن " معلم بريجته في التأليف الموسيقي، الفريد شليه الناشر الألماني، الكاتب الصحفي والموسيقي هانس هاينتر شتوكينشمدت.