الخميس 12/ديسمبر/2024 - 05:23 م 12/12/2024 5:23:51 PM
يظن البعض أن مهنة الصحافة فقدت بريقها وإن كانت هي الركيزة الأولي لأي عمل إعلامي.. قد تختلف الصحافة عن سائر المهن، كونها رسالة قبل أن تكون مهنة.. إذ تعد الصحافة أداة مهمة في المجمتع بما تقدمه من معلومات وأخبار وتحليل تساهم في تشكل الرأي العام وارتباط الفرد بالمجتمع المحيط به وكيفية اتخاذ قرارته في ضوء ما يصل إليه من أخبار وموضوعات مختلفة.
مابين نقل الصحفي للمعلومات ومخاطر المهنة التي لا يعرفها الكثير، يطفو علي السطح مشكلات تتعلق بطبيعة عمل الصحفي التي تؤثر علي حياته الشخصية وفقدانه لبعض حقوقه. فالصحفي يعمل في بيئة خاصة تتطلب منه واجبات قد تبعده أحيانا عن المطالبه بحقوقه.. ومن هذا المنطلق جاء المؤتمر السادس العام لنقابة الصحفيين المصريين الذي يبدأ فعالياته السبت المقبل بهدف فتح مجال الحوار وتبادل الرؤي ومستجدات الأمور بما يجب أن تكون عليه المؤسسات الصحفية المصرية.
لعلك عزيزي القارئ لاتعرف عن مهنة الصحافة سوي المقولة الشهيرة " مهنة البحث عن المتاعب" ولا تملك تفاصيل تلك التحديات.. إلي جانب أنها مهنة شاقة ومتعبه ويعاني الصحفي كما يعاني أفراد المجتمع من مشاكل عامة –لا داعي للخوض فيها- هناك تحديات تواجه الجماعة الصحفية في أمور المهنية، جاءت الفرصة سانحة نتحدث عنها.. منذ أشهر مضتت، عكف القائمون علي المؤتمر دراسة أهم التحديات وصياغتها في محاور محددة يري جموع الصحفيين أهمية طرحها وسبل الحل من واقع جلسات آنفة تعقد ضمن فعاليات المؤتمر.
نعلم جميعا عزيزي "المتلقي" المواطن، أنك غير راض إلي حد كبير عن حالة الفوضي التي تسببت فيها وسائل التواصل الإجتماعي وتأثيرها علي مهنة الصحافة، لاسيما عملية البث المباشر، سواء كان نقلا للأحداث أو خروج البعض من غير المتخصصين وملء الفضاء بالمعلومات المغلوطة وغير الصحيحة، لهذا خصص المؤتمر محور رئيسي يتعلق بالتدريب وتطوير المحتوي بما يواكب تطبيقات التكنولوجيا الحديثة.. هكذا يكون وعد نقابة الصحفيين أن تساعد الصحفي الشاب وفي كل مراحل العمر علي كيفية تطوير أدواته التي تساعده علي تقديم محتوي صحفي مكتوب باحترافية عالية مع الالتزام بمعايير المهنة.، خاصة أن أغلب القراء ومن يتعاطون الصحافة حريصون علي الإبقاء علي الجريدة الورقية بالتوازي مع مواقعها الإلكترونية، وهذه القضية محل اهتمام صناع المهنة بإعلانهم أن المحتوي الجيد والتحليل وكتابة ماوراء الخبر هو الضمانه الحقيقية لاستمرار المهنة بقوة دون تراجع وبخطوات تسبق ما يبث علي وسائل التواصل الإجتماعي.
دعنا عزيزي القارئ نواصل معك قضايا الصحافة والقائمين عليها.. فيما يخص المؤسسات الصحفية العريقة، يقدم المؤتمر أوراق بحثية تتعلق بالتطوير الإداري للمؤسسات ومعالجة تشوهات الهيكل المالي والإقتصادئ بما يضمن تقليل الخسائر المالية وتعظيم موارد تلك المؤسسات. أيضا تعديل لائحة الإجور وهي الأهم بالنسبة للصحفي حتي يتسني له تلبية احتياجاته ولايظل شغله الشاغل هو الحصول علي موارد رزق أخري ومن ثم يتفرغ للعمل الصحفي، كما أن الاهتمام بمظهره العام جزء أصيل من شخصية الصحفي، فهو واجهة مشرفه تعبر عن مكانة المهنة في المجتمع.
نأتي إلي محور التشريعات والحريات وسؤال المواطن "فين حرية الصحافة" فين صوت نقابة الصحفيين قلعة الحريات؟.. إن الحرية تأتي تحت مظلة من التشريعات والقوانين العامة للدولة والقانون الخاص بنقابة الصحفيين.. هذا المحور يلقي بالغ الأهمية، حيث تم إعداد مسودة قانون إلغاء العقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر والعلانية، بالإضافة إلى أبرز القيود التشريعية المفروضة على الحرية الشخصية للصحفيين وحرية ممارسة مهنة الصحافة، على ضوء التطورات القانونية والقضائية الأخيرة.
حرية الصحافة ليست حرية التعبير فحسب، إنما حرية تداول المعلومات، أو بالأحري كيف تكتسب المعلومة حريتها وتنطلق من مصدرها وتنتشر إلي العامة من خلال وسيط هو الصحفي ووسيلة هي المطبوعة أو الموقع الإلكتروني.. إنها مهمة شاقة لعمل الصحفي في ظل منع وحجب المعلومات.. سيناقش المؤتمر هذا المحور ويمنحه جلسات مستفيضة، فإن تحررت المعلومات امتلك الصحفي أهم أدواته وهي الحصول علي المعلومة أساس عمله الصحفي.
عقدت الجماعة الصحفية علي مدار عقود مؤتمرات خمس، قدموا خلالها مقترحات وتوصيات خرجت إلي النور هي بمثابة مرجع ضروري لمؤتمر الصحافة السادس. خاصة أن هذا المؤتمر له مذاق خاص واحساس مختلف لأنه يحمل شعار فلسطين رمز البطولة والصمود. إن عمل الصحفيين المستمر من أجل نقابتهم ومهنتهم عمل مستمر يكمل بعضه البعض من أجل مهنة تستحق منا جميعا التضحية والمثابرة والعمل الجاد بما يليق بصاحبة الجلالة..عاشت الصحافة المصرية.. عاشت الجماعة الصحفية.