أكد الدكتور عادل دانش، رئيس مجلس إدارة شركة واحات السليكون المسئولة عن تنفيذ مشروع المناطق التكنولوجية أن مشروع المناطق التكنولوجية التابعة وزارة الاتصالات، وخاصة المنطقة التكنولوجية في برج العرب الجديدة، يمثل نقلة نوعية في مجال تكنولوجيا المعلومات بمصر، من خلال توفير بيئة متكاملة للشركات الناشئة، فرص عمل متنوعة، تطوير مهارات الشباب، فالمنطقة تساهم في تحقيق أهداف استراتيجية مصر الرقمية وتعزز من قدرتها على المنافسة في سوق العمل العالمي بمجالات التكنولوجيا.
وأضاف “دانش” في تصريحات خاصة لـ “الدستور”، أن المنطقة التكنولوجية بمدينة برج العرب الجديدة تعد إحدى النقاط المضيئة في استراتيجية مصر الرقمية، التي تهدف إلى تعزيز قدرة الشباب على المنافسة في سوق العمل الرقمي، إلى جانب دعم الاقتصاد المصري من خلال التوسع في مشروعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات موضحا ان الاحصاءات الحديثة تشير إلى أن مشروع المناطق التكنولوجية بشكل عام، والذي يشمل مدينة برج العرب الجديدة، سيوفر فرص عمل تصل إلى 15 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
أهمية مشروع المناطق التكنولوجية
وتابع: مشروع المناطق التكنولوجية يأتي في إطار خطة الدولة لتعزيز قطاع تكنولوجيا المعلومات وتطوير قدرات الشباب المصري، فالمنطقة التكنولوجية في برج العرب جزءًا من سلسلة من المناطق التي تضمها استراتيجية مصر الرقمية، مثل المناطق التكنولوجية في المعادي، أسيوط الجديدة، بني سويف الجديدة، والسادات.
وأضاف أن اختيار مدينة برج العرب لتكون أحد أهم المحاور الرئيسية لهذه الاستراتيجية نظرًا لموقعها الجغرافي في الإسكندرية، مما يسهل الوصول إليه من عدة مناطق استراتيجية أخرى متوقعا أن تجذب استثمارات كبيرة في مجال انشاء مراكز البيانات العملاقة.
بنية تحتية وتكنولوجيا متطورة
واستطرد عادل دانش: المنطقة التكنولوجية بمدينة برج العرب الجديدة تمتد على مساحة 30 فدانًا، تم تقسيمها إلى عدة مراحل، مع تخصيص نحو 14.3 فدانًا للمرحلة الأولى، مجهزة بأحدث البنية التحتية التكنولوجية، بما في ذلك شبكات الإنترنت عالية السرعة، ومعامل تدريب متطورة في مجالات متعددة مثل إنترنت الأشياء، النظم المدمجة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، كما تضم مرافق متطورة لدعم التعليم التكنولوجي والتدريب الفني، يشمل تخصصات مثل تصميم وتصنيع الدوائر الإلكترونية وتصنيع النماذج الأولية.
وأوضح أن هذا التطور التقني في المنطقة يسهم بشكل كبير في جذب الشركات المحلية والدولية المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات، حيث تتمتع هذه الشركات بفرص كبيرة للاستفادة من هذه البنية التحتية المتطورة. كما تعمل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على تعزيز برامج الدعم للشركات الناشئة في المنطقة، وهو ما يساهم في خلق بيئة محفزة لريادة الأعمال في مجال التكنولوجيا.
فرص عمل للشباب
وأشار الدكتور عادل دانش إلى أن منطقة برج العرب التكنولوجية لا تقتصر فقط على توفير بيئة ملائمة للاستثمار، بل تلعب دورًا مهمًا في توفير فرص العمل للشباب المصري، وتعمل الشركات المستثمرة في المنطقة على توفير فرص تدريب للكوادر المحلية، بالإضافة إلى تعيين العديد منهم في وظائف مختلفة، موضحا أن عدد فرص العمل المتوقعة يصل إلى 15 ألف فرصة عمل، تتراوح بين وظائف في الشركات التكنولوجية الكبرى، وكذلك في الشركات الناشئة في مجال تكنولوجيا المعلومات، إلى جانب فرص العمل غير المباشرة في خدمات الدعم والصيانة والأنشطة اللوجستية.
وأكد أن الشركات الكبرى في المنطقة تعمل على توفير برامج تدريب تقني تستهدف تطوير مهارات الشباب في مجالات متعددة من بينها البرمجيات، والأمن السيبراني، والتسويق الرقمي، وتصميم الجرافيك. إضافة إلى ذلك، يتم توفير برامج للتدريب على العمل الحر وريادة الأعمال، مما يُسهم في إعداد الشباب للعمل في سوق العمل الرقمي والابتكار التكنولوجي.
تعاون بين القطاع الحكومي والجامعات
وأكد دانش على أهمية التكامل بين القطاعات في دعم نجاح مشروع المنطقة التكنولوجية، فقد تم التعاون بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والجامعات المصرية، تقديم الدعم الفني والتدريب للطلاب والخريجين في المجالات التكنولوجية، كما يتم تنظيم ورش عمل وبرامج تدريبية مشتركة بين القطاعين العام والخاص بهدف تعزيز مهارات الشباب في مختلف التخصصات التكنولوجية.
استثمار وفرص مستقبلية
أوضح رئيس مجلس إدارة شركة واحات السليكون أن المنطقة التكنولوجية في برج العرب الجديدة من أبرز مناطق جذب الاستثمارات، توفر مزايا عديدة في مجالات تكنولوجيا المعلومات، وتتمثل فى حوافز ضريبية، دعم حكومي، ومرافق متطورة تلبي احتياجات الشركات المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات.
وأضاف أن هذه العوامل جعلت من المنطقة التكنولوجية وجهة مفضلة للمستثمرين المحليين والدوليين الذين يسعون للتوسع في السوق المصري مشيرا إلى أن الشركات العالمية الكبرى التي تتواجد في المنطقة، مثل تلك العاملة في مجال تصدير خدمات التعهيد، تستفيد من البنية التحتية المتطورة، بالإضافة إلى القوى العاملة المدربة التي تخرجها الجامعات المصرية وتدعمها برامج التدريب المقدمة في المنطقة، وتُسهم هذه الشركات في تعزيز صورة مصر كمركز إقليمي للتكنولوجيا والابتكار.