تترقب الجماهير المصرية المواجهة الحاسمة التي ستجمع بين الأهلي والفائز من مباراة باتشوكا المكسيكي وبوتافوجو البرازيلي، في الدور نصف النهائي من بطولة كأس إنتركونتيننتال، والمُقرر إقامتها يوم 14 ديسمبر الجاري، على "استاد 974" في العاصمة القطرية "الدوحة".
وحصد المارد الأحمر لقب كأس الأفروآسيوية "أفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ"، على حساب العين الإماراتي بثلاثية نظيفة، حيث تُقام البطولة بنظام كأس ومسمى خاص لكل مباراة، ويُطلق على لقاء نصف النهائي "كأس التحدي".
وسيكون فريق الأهلي أمام مواجهة "تاريخية ومصيرية"، حيث تنتظره فرصة كبيرة للوصول إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته ببطولة كأس إنتركونتيننتال، وتحقيق لقب دولي جديد في حال الفوز بـ"كأس التحدي"، ومن ثم الحصول على فرصة المنافسة على اللقب أمام ريال مدريد، يوم 18 ديسمبر، على استاد "لوسيل"، في نهائي البطولة.
وتشهد بطولة كأس إنتركونتيننتال مشاركة أبطال القارات المختلفة، والهدف منها أن تكون بديلة لبطولة كأس العالم للأندية، التي تغير نظامها لتُقام كل 4 سنوات، ولم يستطع الأهلي تخطي دور نصف النهائي للبطولة -في حلتها القديمة-.
القوة الضاربة والمعنويات العالية ترجح كافة الأهلي
طريق الوصول إلى المباراة النهائية لن يكون سهلًا ومُمهدًا أمام الأهلي، إذ سيتطلب الكثير من الإعداد للاعبين، لإظهار إمكاناتهم الفنية من خلال الضغط القوي والتسجيل مبكرًا وتقديم أداءً جيدًا يسمح بخطف بطاقة التأهل إلى نهائي كأس الإنتركونتيننتال، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع الأجواء الأوروبية ومواجهة الفرق التي تضم نجوم كبار.
ويتسلّح السويسري مارسيل كولر، المدير الفني للنادي الأهلي، بكتيبة مُدججة بالنجوم، إذ ينوي استغلال القوة الضاربة في المواجهة المرتقبة، وكذلك دراسة نقاط الضعف في الفريق المنافس بشكل جيد، من أجل وضع خطة محكمة وتكتيك دفاعي قوي يُساعده على تحقيق فوز ثمين، بالإضافة إلى الدعم الجماهيري الذي سيكون حافزًا كبيرًا لتحقيق الانتصار.
وهو الأمر الذي أكده مارسيل كولر، بأنه يقوم بالتحضير للمباريات بشكل قوي من خلال دراسة المنافس وتحديد نقاط قوته وضعفه، واستغلاله من خلال جلسات التحضير التي تتم مع اللاعبين والجهاز المعاون، ومحاولة الوصول باللاعبين إلى أقصى درجات التركيز في المباريات.
وفي ظل غياب رباعي الأهلي المصاب، المتمثل في "علي معلول ومحمد هاني وكريم فؤاد ومصطفى شوبير"، فإن مارسيل كولر قد يعتمد على طريقته المعتادة "4-3-3"، إذ يتجه إلى تجهيز لاعبه المغربي أشرف داري لقيادة دفاع الأهلي، بعد التأكد من جاهزيته ومشاركته بشكل منتظم في التدريبات خلال الأيام الماضية بصورة طبيعية بعد تعافيه من الإصابة، بجانب خيارات بديلة كمواطنه يحيى عطية الله، ياسر إبراهيم، رامي ربيعة وعمر كمال، بالإضافة إلى الدفع بثلاثي وسط يتصدره إمام عاشور، الذى سيُكلف بمهام هجومية أكثر من الدفاعية، رفقة ثلاثى الخط الهجومي، كذلك يحظى ثنائي الشباب محمد عبد الله وسمير محمد بثقة المدرب السويسري، الذي يرغب في منحهم فرصة المشاركة أو التواجد على مقاعد البدلاء على الأقل.
باتشيكو متذبذب وبوتافوجو بطئ دفاعيًا
ويتميّز فريق باتشوكا، بطل أمريكا الوسطى والمرشح المحتمل لملاقاة الأهلي في نصف النهائي، بتنظيم دفاعي مميز وخط هجومي قوي، مُتسلحًا بخدمات نجمه الفنزويلي المخضرم سالمون روندون، الذي ساهم بتسجيل أهداف حاسمة خلال تتويج الفريق بلقب دوري أبطال الكونكاكاف 2024، وكذلك إيبانيز الذي يُعد أحد الركائز الأساسية في قوام الفريق.
ولكن يُعد ذلك سلاحًا ذو حدين؛ نظرًا لمعاناة فريق باتشوكا من تذبذب النتائج في الآونة الأخيرة بالدوري المكسيكي، نتيجة شعور بعض اللاعبين الأساسيين بالإرهاق، على عكس فريق الأهلي الذي يمتلك بدائل متميزة في كافة المراكز.
أما فريق بوتافوجو، فإنه يتمتع بمستوى مميز في التماسك الدفاعي والهجمات المرتدة السريعة، خاصة في بطولة كوبا ليبرتادوريس التي فاز بها لأول مرة في تاريخه، وتألقه أمام أندية قوية مثل بالميراس وساو باولو وأتلتيكو مينيرو، بجانب تتويجه بلقب الدوري البرازيلي للمرة الثالثة في تاريخه.
ويتسلّح الفريق بقيادة فنية مميزة، تحت قيادة المدرب البرتغالي آرثر جورجي، حيث أظهر الفريق مرونة تكتيكية عالية وقدرة على قراءة المباريات والتكيف مع المواقف الصعبة والقتال حتى اللحظات الأخيرة لحصد اللقب، نتيجة تألق نجومه وعلى رأسهم لويس هنريكي بسرعته ومهارته الهجومية في أرض الملعب، وجونيور سانتوس الذي يتمتع بقوى بدنية مميزة وقدرته على إنهاء الهجمات أيضًا بشكل مثالي.
ورغم ذلك يفتقد فريق بوتافوجو إلى العمق في التشكيلة، حيث يعتمد على عدد محدود من اللاعبين الأساسيين، وبالتالي قد يتأثر أدائه في البطولات ذات المدى الطويل، بجانب الضعف في التعامل مع الهجمات السريعة للخصوم، وهو ما كاد يكلفه أهدافًا في أكثر من مباراة، وبالتالي قد يستغل الأهلي ذلك الأمر لصالحه.
وبالرغم من الإمكانات المميزة لكلا الفريقين في أرض الملعب، إلا أن الحالة الفنية للنادي الأهلي وكذلك الحالة المعنوية المرتفعة للفريق، وامتلاكه للقوة الضاربة يرجح كفته في "كأس التحدي".